ويتم قوله "إن هذا المذهب أسسه أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري الذي ولد بالبصرة سنة 270 هـجرية، ومرت حياته الفكرية بـ3 مراحل، الأولى عاش فيها في كنف أبي علي الجبائي شيخ المعتزلة في عصره، وتلقى علومه حتى صار نائبه وموضع ثقته". والثانية "ثار فيها على مذهب الاعتزال بعد أن اعتكف في بيته 15 يوماً، يفكر ويدرس ويستخير الله تعالى حتى اطمأنت نفسه، وأعلن البراءة من الاعتزال، وخط لنفسه منهجاً جديداً يلجأ فيه إلى تأويل النصوص بما يتفق العقل وفي إثبات الصفات السبع عن طريق العقل، وهي الحياة والعلم والإرادة والقدرة والسمع والبصر والكلام". من هم الاشاعره وما عقيدتهم. ويضيف أن المرحلة الثالثة هي إثبات الصفات جميعها لله تعالى، وفي هذه المرحلة كتب كتاب "الإبانة عن أصول الديانة" الذي عبر فيه عن تفضيله لعقيدة السلف ومنهجهم الذي كان حامل لوائه الإمام أحمد بن حنبل ولم يقتصر على ذلك، بل خلف مكتبة كبيرة في الدفاع عن السنة وشرح العقيدة تقدر بـ98 مؤلفاً، توفي سنة 324هـ ودفن ببغداد، ونودي على جنازته بالقول: "اليوم مات ناصر السنة". من هم علماء الاشاعرة ويشير د.
فها هم- وعلى خلاف منهج الإمام أبي الحسن- يصرحون بوجوب تقديم العقل على النقل وكذلك بعدم الاحتجاج بأحاديث رسول الله في العقيدة بحجة أنها آحاد وإن كانت في الصحيحين أو في إحدهما، وكذلك بوجوب تأويل النصوص وعدم إجرائها على ظاهرها، مخالفين قواعد السلف والصحابة ثم يزعمون أنهم أهل السنة والجماعة. من هم الاشاعرة. واحدة من هذه القواعد المخالفة تكفي للخروج عن الجماعة، فكيف بها مجتمعة في الأشاعرة، استخفاف بالنصوص وترجيح لعقول أئمتهم وآحادهم وتقديم ذلك كله على كتاب الله وعلى سنة رسوله، توزن النصوص بميزان العقل فما وافق عقولهم أثبتوه وما خالف عقولهم ردوه أو حرفوا معناه. ثم كيف يزعمون- وبلا حياء- أنهم أهل السنة والجماعة وهم ما زالوا يقررون أن مذاهب الأمة في الاعتقاد على ضربين: مذهب السلف، ومذهب الخلف. والسلف هم الصحابة- رضي الله عنهم- وهم الجماعة كما جاء في حديث النبي المشهور في افتراق الأمة عندما قال: «كلها في النار إلا واحدة» قيل: من هم يا رسول الله؟ قال: «الجماعة»، وفي رواية قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي». والجماعة الحق، والحق والإصابة والنجاة في دين الله هو ما كان عليه النبي والصحابة، أي السنة والجماعة، فالسنة ما ثبت عن رسول الله وحياً، والجماعة الصحابة في فهمهم ومناهجهم في تقرير مسائل الاعتقاد مما جاء من الكتاب والسنة.
ولحسن احتجاج الإمام الأشعري لعقائد السلف فقد سلك طريقته في الاستدلال أكابر العلماء والفقهاء والحفاظ من أمثال أبي بكر الإسماعيلي والبيهقي، وابن حبان صاحب الصحيح، وابن عساكر الدمشقي، والنووي، والقرطبي، وابن حجر العسقلاني، والإمام فخر الدين الرازي وابن دقيق العيد، وغيرهم. وإجمالاً فأتباعه هم سواد الأمة، قال الإمام تاج الدين عبد الوهاب السبكي في طبقات الشافعية الكبرى: (الشافعية والمالكية والحنفية وفضلاء الحنابلة أشعريون، هذه عبارة ابن عبد السلام شيخ الشافعية، وابن الحاجب شيخ المالكية، والحصيري شيخ الحنفية، ومن كلام ابن عساكر حافظ هذه الأمة الثقة الثبت: هل من الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية إلا موافق الأشعري). الدليل أن الأشاعرة والماتريدية هم أهل الحق اهل السنة والجماعة. ولقب (الأشاعرة) اليوم في بعض البلاد أصبح لقباً يدل على الابتداع، حتى إنك لتسمع من البعض الاستعاذة والحوقلة والحسبلة، حين يقال فلان أشعري، ويتسارع إلى ذهنه بحسب ما تلقى من تعبئة خاطئة تعطيل الصفات، وتقديم العقل على النقل، والبدعة والخرافة، إلى آخر تلك التهم التي يوجهها من لم يعرف هذا المذهب السني العميق. وأذكر في مرة أنَّ أحدهم قدح في الأشاعرة، فقلت له: هل تعرف من هم الأشاعرة؟؟ فقال نعم: هم طائفة من المبتدعة.
ولا يختلف الكثير حول نسب الأشاعرة إلى أهل السنة والجماعة، حيث قال ابن تيمية: " فلفظ أهل السنة يراد به من أثبت خلافة الخلفاء الثلاثة، فيدخل في ذلك جميع الطوائف إلا الرافضة"، وقال الشيخ ابن عثيمين: " أهل السنة يدخل فيهم المعتزلة ، يدخل فيهم الأشعرية، يدخل فيهم كل من لم يكفر من أهل البدع ، إذا قلنا هذا في مقابلة الرافضة.
ومنهم الوزير المشهور نظام الملك والسلطان العادل العالم المجاهد صلاحُ الدين الأيوبي رحمه الله وكذلك كان الحاكم ، والخطيب البغدادي ، وابن عساكر ،والخطابي ، وابو نعيم الاصبهاني ، والقاضي عياض ، وابن الصلاح ، والمنذري، النووي ، والعز بن عبد السلام ، والهيثمي، والمزي ، وابن بطال ، العراقي وابنه ، وابن جماعة ، وابن فورك ، وابن دقيق العيد ، وابن الزملكاني ، والزيلعي ، والسيوطي ،والسخاوي والبيقوني ، والزبيدي وغيرهم ايضا. ومن فرسان اهل التفسير وعلوم القرءان الاشاعرة: القرطبي ،ابن عربي ، الرازي، ابن عطية ، الثعالبي، ابو حيان الاندلسي، ابن الجزري ، الزركشي ، السيوطي، النسفي، وغيرهم ايضا. من فرسان اهل الفقه واصوله الأشاعرة: من الحنفية: ابن نجيم ، الكاساني ، السرخسي ، ابن امير الحاج ، ابن عابدين ، الطحاوي ،الخادمي ، الشرنبلالي ، وغيرهم من المالكية: ابن رشد ، القرافي ، الشاطبي ، ابن الحاجب ، الدردير ،الباقلاني، الدسوقي السنوسي ، ابن عليش ، العز بن عبد السلام ، وغيرهم. من هم الاشاعره. من الشافعية: الجويني وابنه ، الرازي ، الرافعي ، الغزالي ، الشيرازي ، الاسفراءيني ، المتولي, النووي, ابن الصلاح ، ابن الرفعة ، الحصني ، زكريا الانصاري ، ان حجر الهيتمي ، الرملي ، ابن المقري ، الغزي ، العطار ، وغيرهم.
ووفقا لبيان لمركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية إن الأشاعرة هم غالب أهل السنة والجماعة فهم يمثلون أكثر من 90% من المسلمين، وعلى مذهب الأشاعرة كان كبار علماء أهل السنة، ومنهم الإمام الأشعري، والإمام الجويني، و الإمام الباقلاني، والإمام ابن حجر، والإمام الرازي، والإمام الغزالي، والإمام ابن عساكر، والإمام العز بن عبد السلام، والإمام النووي، والإمام البيضاوي، والقاضي عياض وغيرهم الكثير؛ ولهذا فمذهب الأزهر الشريف وعلمائه هو المذهب الأشعري، كما أنه مذهب جمع بين الأخذ بالعقل والنقل في فهم وإثبات العقائد، وهو مذهب قائم على تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله سبحانه وتعالى. أما عقيدة الأشاعرة، فهى أنهم يُثبِتون لله عزّ وَجَلّ سبع صِفات، ويقولون بتأويل بقية الصفات، فيُثبِتون لله عزّ وَجَلّ (الحياة والعلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام)، ومصدر التلقي عند الأشاعرة: الكتاب والسنة على مقتضى قواعد علم الكلام ؛ ولذلك فإنهم يُقَدِّمون العقل على النقل عند التعارض. عدم الأخذ بأحاديث الآحاد في العقيدة لأنها لا تفيد العلم اليقيني ولا مانع من الاحتجاج بها في مسائل السمعيات أو فيما لا يعارض القانون العقلي، والمتواتر منها يجب تأويله.