وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ، في حديث الشفاعة ، وأحوال العصاة في جهنم ، أنه لا يخرج من النار إلا من مات على التوحيد ، شهادة بلسانه ، وكان في قلبه شيء من الإيمان: ( يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ شَعِيرَةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مِنْ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ بُرَّةً ، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ النَّارِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَكَانَ فِي قَلْبِهِ مَا يَزِنُ مِنْ الْخَيْرِ ذَرَّةً). رواه البخاري ومسلم. وبناء على ذلك يمكننا أن نقول: فمن وقع في الشرك الأكبر ، سواء كان مشركا أصليا ، أو كان مسلما ثم ارتد عن الإسلام بوقوعه في الشرك الأكبر ، وهذا هو المسؤول عنه ، فإنه لا ينفعه انتسابه للإسلام ، ولا تسميه بأسماء المسلمين ، ولا ما يقوم به من أعمال الخير وغيرها ، إذا وقع في الشرك الأكبر ، ومات عليه من غير توبة. هل يدخل الكفار الجنة ؟ - الشيخ الطبيب محمد خير الشعال. قال الله تعالى: ( وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ) الزمر/65-66.
ومن أهل الذنوب من يكون قد استغفر منها فمحاها الله أو بدلها حسنات، ومنهم من تكون حسناته أكثر من سيئاته. والحاصل أن النار لا يدخلها ممن مات مسلماً إلا من غلبت سيئاته على حسناته، ولم يتجاوز الله عنه، ثم إن من مات مسلماً إذا دخلها فإنه سيخرج منها ولو بعد حين.
والله تعالى أعلم
هل يعني هذا أن رحمة الله تشمل الكافر أم المسلم فقط يوم القيامة؟ الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد سبق في الفتوى رقم: 28581 بيان أقوال العلماء في أطفال الكفار الذين ماتوا قبل البلوغ. وأما شفاعتهم لوالديهم الكفار فلا؛ لأن الشفاعة في الكفار منفية. وانظر الفتوى رقم: 48242 وما أحيل عليه فيها. ومع أن رحمة الله تعالى قد وسعت كل شيء، إلا أنه سبحانه يختص بها في الآخرة عباده المؤمنين. قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ {الأعراف:156}. قال القرطبي: ولم تسع إبليس، ولا من مات كافرا. وقال الآلوسي: ورحمة الله تعالى - وإن وسعت كل شيء ببعض اعتباراتها - إلا أنها خصت المتقين باعتبار آخر. كيف يحاسب الله المجنون ؟ | نور الاسلام كيف يحاسب الله المجنون ؟هل المجنون الكافر يدخل الجنة. وقال السعدي: { وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} من العالم العلوي والسفلي، البر والفاجر، المؤمن والكافر، فلا مخلوق إلا وقد وصلت إليه رحمة اللّه، وغمره فضله وإحسانه، ولكن الرحمة الخاصة المقتضية لسعادة الدنيا والآخرة، ليست لكل أحد، ولهذا قال عنها: { فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ... }".