قوله تعالى: { والذين من قبلهم أهلكناهم إنهم كانوا مجرمين} { الذين} في موضع رفع عطف على { قوم تبع}. { أهلكناهم} صلته. ويكون { من قبلهم} متعلقا به. ويجوز أن يكون { من قبلهم} صلة { الذين} ويكون في الظرف عائد إلى الموصول. وإذا كان كذلك كان { أهلكناهم} على أحد أمرين: إما أن يقدر معه { قد} فيكون في موضع الحال. أو يقدر حذف موصوف؛ كأنه قال: قوم أهلكناهم. والتقدير أفلا تعتبرون أنا إذا قدرنا على إهلاك هؤلاء المذكورين قدرنا على إهلاك المشركين. ويجوز أن يكون { والذين من قبلهم} ابتداء خبره { أهلكناهم}. ويجوز أن يكون { الذين} في موضع جر عطفا على { تبع} كأنه قال: قوم تبع المهلكين من قبلهم. القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة الدخان - الآية 38. ويجوز أن يكون { الذين} في موضع نصب بإضمار فعل دل عليه { أهلكناهم}. والله أعلم. قوله تعالى: { وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين} أي غافلين، قاله مقاتل. وقيل: لاهين؛ وهو قول الكلبي. { ما خلقناهما إلا بالحق} أي إلا بالأمر الحق؛ قاله مقاتل. وقيل: إلا للحق؛ قال الكلبي والحسن. وقيل: إلا لإقامة الحق لإظهاره من توحيد الله والتزام طاعته. وقد مضى هذا المعنى في { الأنبياء}. { ولكن أكثرهم} يعني أكثر الناس { لا يعلمون} ذلك.
وهي دعوى دون دليل؟! وقد خلق الله هذا الخَلْق من أجلك، وتركك تربَع فيه، وخلقه مقهوراً مُسيَّراً، فالشمس ما اعترضتْ يوماً على الشروق، والقمر والنجوم والمطر والهواء والأرض والنبات كلها تعطي المؤمن والكافر والطائع والعاصي؛ لأنها تعملبالتسخير، لا بالإرادة والاختيار. القران الكريم |وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ. أما الإنسان هو المخلوق صاحب الاختيار في أن يفعل أو لا يفعل. ولو نظرتَ إلى هذا الكون لأمكنك أنْ تُقسِّمه إلى قسمين: قسم لا دَخْلَ لك فيه أبداً، وهذا تراه منسجماً في نظامه واستقامته وانضباطه، وقسم تتدخل فيه، وهذا الذي يحدث فيه الخَلَل والفساد. قال الحق سبحانه وتعالى: { وَٱلشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ * وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ * لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَآ أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلْلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38-40]. فالكَوْن من حولك يسير بأمر خالقه، منضبط لا يتخلف منه شيء، فلو أخذتَ مثلاً سنة كاملة 365 يوماً، ثم حاولتَ أنْ تعيدها في عام آخر لوجدتَ أن الشمس طلعتْ في اليوم الأول من نفس المكان، وفي اليوم الثاني من نفس مكان اليوم الثاني، وهكذا بدقة متناهية، سبحان خالقها.
الفوائد: - لمّا، ووجوهها الثلاثة: نوهنا فيما سبق عن (لما الظرفية أو الحينية). وسوف نقدم هنا للقارىء (لما في سائر وجوهها) أ- تختص بالمضارع، فتجزمه وتنفيه وتنقله من الزمن الحاضر إلى الماضي، شأنها شأن (لم) الجازمة. ب- تختص بالماضي، فتقتضي جملتين وجدت ثانيتها لوجود أولاهما، نحو: (لما جاءني أكرمته). ولذلك تسمى حرف وجود لوجود، وهذه هي الحينية. ج- أن تأتي حرف استثناء بمعنى (إلا)، وهذه تدخل على الجملة الاسمية، نحو: (إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْها حافِظٌ). هذه أقسامها الثلاثة أوردناها لك موجزة. وهذا لا يمنعنا من الإشارة إلى أن ثمة شؤونا جزئية أخرى، يمكن لمن يشاء. أن يطلبها في المطولات.. إعراب الآية رقم (14): {قالُوا يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا ظالِمِينَ (14)}. الإعراب: (يا) أداة تنبيه، (ويلنا) مفعول مطلق لفعل محذوف، منصوب. جملة: (قالوا... ) لا محلّ لها استئنافيّة. وجملة: (يا ويلنا... ) لا محلّ لها اعتراضيّة للتحسّر. وجملة: (إنّا كنّا ظالمين... ) في محلّ نصب مقول القول. وجملة: (كنّا ظالمين... ) في محلّ رفع خبر إنّ.. إعراب الآية رقم (15): {فَما زالَتْ تِلْكَ دَعْواهُمْ حَتَّى جَعَلْناهُمْ حَصِيداً خامِدِينَ (15)}.
آية (16): *قال تعالى (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {16}) فهل إذا حُذف الحال (لاعبين) يكون الحكم مقيّداً؟(د. حسام النعيمى) قد تكون الحال أحياناً دالة على الثبوت. حالة كونهم لاعبين في هذه الحال (وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (16) الأنبياء)،(لاعبين) حال لكن لا تستطيع أن تستغني عنها، يقولون الحال فضلة (أي ما هو خارج العُمدة أي ليس المبتدأ والخير وما كان أصله مبتدأ وخبر والفعل والفاعل واسم الفعل) ، هذا لا يعني معناه اللغوي أنه فضلة أنه يُرمى. هذا مصطلح فضلة يعني ليس مسنداً وليس مسنداً إليه، كل ما عدا مسند أو مسند إليه اصطلحوا على تسميتها بالفضلات. فالمفعول به قالوا فضلة، كيف نستغني عنه؟ وهذا خطأ لأن المقصود بالاستغناء أنه من الممكن أن تتألف الجملة بدون فضلة معنى الكلام يتوقف على الفضلة في كثير من الأحيان مثلاً (ولا تمش في الأرض مرحا) إذا حذفنا (مرحا) هل يستقيم المعنى؟ وكذلك في قوله تعالى (وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كُسالى) ما هو المعنى إذا حذفنا كُسالى؟ وكذلك في الآية موضع السؤال إذا حذفنا لاعبين لا يستقيم المعنى. وأحياناً يحذف الكلام وتبقى الفضلة ويكون المعنى واضح مثل (النار النار) حذفت العمدة هنا وجوباً ومع هذا استقام المعني