قصص قصيرة حزينة جمعهما بعد عدة سنوات أمام أحد المتاجر الكبرى في المدينة، فاستوقفه ليتحدث اليها وهي حبه الأول فقال لها: عجباً لهذا الزمان لقد مرت سنوات كثيرة جداً على آخر مرة التقينا فيها. لا يمكنني وصف حجم اشتياقي اليكي وأسفي عما بدر مني عندما تخليت عنك لا تزوج غيرك، اتمنى ان تقبلي اعتذاري وتدرك كم كنت مغفلا وقتها. مرت أمام عينيها تلك اللحظات السعيدة التي عاشتها معه فاعتصر قلبها من الألم خاصة عندما تذكرت هذا اليوم الذي أخبرها بأن هناك فتاة أخرى أفضل منها. زادت سرعة دقات قلبها ولكنها استجمعت قواها وحاولت أن لا تظهر له مابداخلها من مشاعر واحاسيس وتظل بكبريائها الذي اعتاد عليه بعدما تركها، ثم نظرت اليه بكل برود وقالت: من أنت يا هذا؟ هل سبق لنا أن التقينا من قبل؟ لا أظن إني قد رأيتك! قراءة في “قصص قصيرة من قلب أفريقيا” (الجزء الأول) – العمق المغربي. دُهش الرجل بردة فعلها وظل صامتاً لثواني قبل أن يتحدث من جديد، نادت هي على طفلها الصغير من داخل المتجر وقالت بصوت عالي: هيا يا حبيبي إن والدك ينتظرنا بالخارج ثم أدارت ظهرها له وتركت ورحلت وهي قلبها يتمزق من الحسرة. قصص رومانسية جديدة فقال الطبيب باستغراب: وهل تغضب زوجتك إن تأخرت عنها قليل ؟ فأجاب العجوز إجابة أسكتت الطبيب وقال: إنها لا تعرف من انا ، لقد أصاب الزهايمر عقلها فنسيتني منذ عدة سنوات، قال الطبيب: ولكن مادامت لا تتذكرك، فلما هذا الاستعجال.
أسرع "جوليان" إلى المقبرة قبل شروق الشمس, فدفن التابوت الفارغ, حتى لا يدري بسرهما أحد.. ولزمت" فيكتورين" مسكن "جوليان" عدة أيام حتى استرجعت صحتها كاملة موفورة.. ومع إخلاص "جوليان" النادر اتفقت معه على السفر الى أمريكا حيث يبدآن حياة جديدة.وبعد عشرين سنة كاملة عادا الى باريس لقضاء إجازة قصيرة.. وفي إحدى الحفلات, وقفت "فيكتورين" بين المدعوين, وفجأة تولتها رعشة عنيفة, شاهدت عينين ثاقبتين تطيلان التحديق فيها.. قصص رومانسية قصيرة عن الفراق. إنهما عينا "رينل" زوجها السابق الذي تقدم لها قائلاً: إنك تشبهين كثيراً سيدة أعرفها! !أفزعها الموقف.. وظنت أنه يشك في أنها هي زوجته.. وأمام صمتها الرهيب ظل "رينل" يصعد بنظراته حتى توقف عند ذراعها الأيسر.. فتجمد الدم في عروقها لأنها تذكرت أنه قذفها مرة بقطعة حديد أصابت ذراعها هذا بجرح عميق ترك أثراً بعد التآمه.. فصاح"رينل": "فيكتورين"!!!
فمثلما تتنوع الخيرات النباتية والحيوانية في هذه القارة، فكذلك تتنوع أشكال التعبير عند الساكنة، إذ تشير الحكايالت إلى أن هذه الشعوب الأفريقية تتوفر على سرود وأغان وممارسات فرجوية خاصة بها، وهذه الفنون تورق وتزهر، مثلما تورق النباتات المتعددة والمختلفة وتتنور كما تتنور الأزاهير والورود، وتثمر كأما أشجار المانجو والجوافة والنخل. وبغاية الوقوف على ما زعمناه دعونا نقرأ نموذجين، هما: (البقرة سوداء) ص9 و(حجوة الذبابة) ص143.
ولما الذهاب إليها كل يوم وهي في الأساس قد لا تكون في انتظارك، قال العجوز ببساطة وهو يضغط على يد الطبيب: إن كانت لا تتذكرني فهذا بسبب مرضها، ولكني لازلت اتذكرها جيدا. قصص فراق جديدة يقول الطبيب لقد دخلت كعادتي كل يوم الى العيادة في تمام الساعة التاسعة والنص صباحاً لأجد أول مريض بالعيادة رجل عجوز يكاد يكون في السبعينات من عمره. وقد جاء لفك بعض الغرز وأكثر ما أثار فضولي هو استعجال هذا العجوز بشدة، فقد طلب مني الإسراع لأن لديه موعد مهم بعد نصف ساعة وهو ما أثار دهشتي وبدأت افكر مع نفسي ترى إلى أين سيذهب عجوز في هذا السن غير الى عيادة طبيب، وماهذا الموعد الهام الذي يحرص على ذهابه مبكرا. وبينما كنت أباشر عملي في فك الغرز سألته من باب الدردشة عن نوعية الموعد الذي يرغب في الاسراع إليه، فقال العجوز: يا سيدي الطبيب موعدي مع زوجتي المقيمة في دار رعاية المسنين، فأنا أذهب إليها يومياً لتناول الإفطار، يقول الطبيب فسألته: وما سبب بقاءها هناك ؟ اجاب العجوز: لأنها مُصابة بمرض الزهايمر ولا يمكنها تذكر احد.