فطرة الله التي فطر الناس عليها، الفطرة هي من الألفاظ التي ورد ذكرها في كثير من المواضع في القرآن الكريم وكذلك في السنة النبوية، وقد اختلفت معانيها باختلاف موضعها ولكنها تقترب في المعنى مهما اختلف، وهذا السؤال من أكثر الأسئلة تم البحث عنها في كتب التفسير التي اجتهد العلماء في تفسير كل ما يتعلق في آيات القرآن الكريم وتوضيح معاني الألفاظ القرآنية. الفطرة هي من الألفاظ التي وردت في القرآن الكريم في عدة مواضع مختلفة وبمعان مختلفة لكنها قريبة من بعضها، فقد وردت في قوله تعالى: " فأقم وجهك للدين حنيفاً فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله.. "، فالمعنى للعبارة الموجودة هنا هو: الفطرة تعني السلامة وهي الاسلام الذي فطر الله تعالى الناس عليه ليتمسكوا به ويكون لهم الطريق المستقيم، وأيضاً ايثار الحق وحبه فما أمر به الله عز وجل، وقد تم تفسيرها على أنها ملة الدين الحنيف وتوحيد الله تعالى.
فطرة الله التي فطر الناس عليها - أبو عبد الله قائد بن فارع بن محمد البشاري يا لها من مكتبة عظيمة النفع ونتمنى استمرارها أدعمنا بالتبرع بمبلغ بسيط لنتمكن من تغطية التكاليف والاستمرار أضف مراجعة على "فطرة الله التي فطر الناس عليها - أبو عبد الله قائد بن فارع بن محمد البشاري" أضف اقتباس من "فطرة الله التي فطر الناس عليها - أبو عبد الله قائد بن فارع بن محمد البشاري" المؤلف: الأقتباس هو النقل الحرفي من المصدر ولا يزيد عن عشرة أسطر قيِّم "فطرة الله التي فطر الناس عليها - أبو عبد الله قائد بن فارع بن محمد البشاري" بلّغ عن الكتاب البلاغ تفاصيل البلاغ جاري الإعداد...
فطرة الله التي فطر الناس عليها ؟ يذكر أنه ورد لفظ الفطرة ومشتقاته في بعض من النصوص الدينية المختلفة والتي وردت بشكل خاص في القرآن والسنة، والتي كانت تحمل بمعانٍ مختلفة ولكنها في داخلها تكون متقاربة، حيث تجد أنها قد تعني الابتداء، والانشقاق، وأيضاً قد يكون المعنى الخاص بها هو الخلق الأول للأشياء، أو ما يكون عليه الشيء بشكل خاص في أول أمره قبل أن يحدث له بعض التغير، ونحن اليوم في هذا المقال سوف نقدم لكم بعض من المعاني التي تخض هذه الجملة الهامة والتي يرغب الجميع في التعرف على معناها الصحيح.
(الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ! ) (البقرة: 121). وكذلك من قرأ المعوذتين ولم يتحقق بما فيهما من أمان، ولا نزلت عليه سكينتهما، فإنه لم يتلق شيئا من السورتين! ومن قرأ سورة الفاتحة ولم يجد نفسه قد تخلق بالحمد، ثم اندرج بمدارج "إياك نعبد وإياك نستعين"؛ طلباً لهداية الرضى والتثبيت، فإنه لم يتلق الفاتحة بعد! وإنما يكون "التلقي للقرآن" - بما بيناه في كتيب "مجالس القرآن" - من حيث استقبال القلب للوحي على سبيل الذِّكْرِ. وبيانه هو كما يلي: (كثيرون هم أولئك الناس الذين يتلون القرآن اليوم، أو يستمعون له على الإجمال، على أشكال وأغراض مختلفة. ولكن قليل منهم من (يَتَلَقَّى) القرآن! وإنما يؤتي القرآنُ ثمارَ الذكر حقيقةً لمن تَلَقَّاهُ! وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَقَّى القرآن من ربه. قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) ( النمل:6). ولا يزال القرآن معروضا لمن يتلقاه، وليس لمن يتلوه ظاهرا فقط! وأما تلقي القرآن: فهو استقبال القلب للوحي. إما على سبيل النبوءة، كما هو الشأن بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم.
فيتدبره آيةً، آيةً، باعتبار أنها تنـزلت عليه لتخاطبه هو في نفسه ووجدانه، فتبعث قلبه حيا في عصره وزمانه! ومن هنا وصف الله تعالى العبد الذي (يتلقى القرآن) بهذا المعنى؛ بأنه (يُلْقِي) له السمع بشهود القلب! قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق:37). ذلك هو الذاكر بالقرآن حقا، الذي يُحَصِّلُ ثمرة الذكرى ولا يكون من الغافلين. فأن تتلقى القرآن: معناه إذن؛ أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنـزل على قلبك روحا. وبهذا تقع اليقظة والتذكر، ثم يقع التَّخَلُّقُ بالقرآن، على نحو ما هو مذكور في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما سئلت عن خُلُقِه عليه الصلاة والسلام؛ فقالت: (كان خُلُقُهُ القرآنَ! )([2]). وأنْ تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنـزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك! كما يتنـزل الدواء على موطن الداء! فآدم عليه السلام لما أكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة؛ ظهرت عليهما أمارة الغواية؛ بسقوط لباس الجنة عن جسديهما! فظل آدم عليه السلام كئيبا حزينا. قال تعالى: (فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا!
تلك هي الفطرية، وذلك هو منهاجها لمن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً! المراجع المفردات، مادة: (لقي). رواه مسلم. مجالس القرآن: 37-40، بتصرف يسير.
فالفطرة هنا تعني: ما فطر الله عز وجل عليه الخلق من المعرفة. كما قال الراغب الأصفهاني: أن المعنى الخاص بفَطْرُ اللهِ الخلقَ: هو عملية إيجادُه الشيءَ. وأيضاً وإبداعُه على هيئة مترشحة مختلفة لفعل من الأفعال. الشيخ ابن عبد البر النمري الفطرةُ تعني السلامةُ والاستقامة الأصلية.. وفي نفس الإطار قال أبو عمر: أن اختلاف العلماء في الفطرة المذكورة والتي جاءت بشكل صريح في هذا الحديث الشريف. حيث قالت جماعة كبيرة وجزء من أهل الفقه والنظر: حيث أريدَ بالفطرة المذكورة هنا في هذا الحديث الخلقةُ. والتي يتم خلق عليها المولود والتي تخص المعرفة بربه. ويكون كأن الشيخ يقصد بهذا القول: أن كل مولود يولد على خلقة الأول. والذي يعرف بها ربه وذلك إذا بلغ مبلغ المعرفة. حيث يريد خلقة مخالفة لخلقة بعض من البهائم التي لا تصل بخلقتها إلى الإمكانية الصحيحة لمعرفة ذلك. وهناك من العلماء من احتجوا على أن الفطرة تعمي الخلقة والفاطر الخالق. وذلك بقول الله تعالى عز وجل (الحمد لله فاطر السماوات والأرض) يعني هنا في هذه الآية خالقهن وبقوله (وما لي لا أعبد الذي فطرني) حيث يعني خلقني، وبقوله أيضاً في الآية الكريمة (الذي فطرهن) أي يعني خلقهن.