ففي هذا الحديث عِدَّةُ كراماتٍ لحافظ القرآن وهي: الإنعام عليه بتاج الكرامة، وحُلَّة الكرامة، فهو يُعرف بها يوم القيامة بين الخلائق، وهي علامةٌ على كرامة لابسهما ومكانته عند الله عزّ وجل. وهذا التَّاج وهذه الحُلَّة وسام شرف ورفعة يتميَّز بها أصحاب القرآن عن غيرهم من المؤمنين، وجدير بمن لبس هذا التَّاج وهذه الحُلَّة أن يكون رفيع الدَّرجة عالي المقام. وإذا كان العبد في الدنيا يزهو ويفتخر ويمتلئ إعجابًا وخيلاء إذا ما خَلَعَ عليه سلطانٌ أو مَلِكٌ خُلْعَةً ما، فما بالك بصاحب القرآن يوم القيامة إذا أنعم عليه مولاه، خالِقُ الخلق جميعًا، ومَلِكُ الناس وإلهُهم بهذه النعمة العظيمة، والمنزلة الرفيعة، وأَلْبَسَهُ تاجَ الكرامة، وحُلَّةَ الكرامة على أعين الخلائق. عبارات لحافظ القرآن – لاينز. ما بالك بالسَّعادة والغبطة والفرح الذي يملأ قلبه. وأعظَمُ من ذلك كلِّه: رِضى اللهِ عنه، ثم يُزاد على كل ذلك بكل آية حسنة، فضلًا عن رفعه درجات في الجنة بعدد الآيات التي يحفظها من القرآن. فهل يعي المسلمون فضائِلَ حفظِ القرآن، ويُقْبِلوا عليه بشوق، ورغبة، ونَهَمٍ، ويربُّوا على ذلك أبناءَهم؟ ويا للأسف إنَّ أكثرهم يتسابقون على دنياهم أضعاف تسابقهم إلى آخرتهم.
الثاني: أنه عامِلٌ بعملهم وسالِكٌ مسلكهم [15]. وما نفتأ نرى الناسَ اليوم يفتخرون حين يُنْسَبون إلى عظيم من العظماء، أو رجل يحمل الشُّهرة والاسم اللاَّمع ولو كان ذلك في اللَّهو الباطل، فهنيئًا لهؤلاء ما اختاروه من هَوَانٍ لأنفسهم، وهنيئًا لحَفَظَةِ كتاب الله حين اختاروا أنْ يكونوا مع السَّفَرة الكرام البررة. [1] (لِصَاحِبِ القُرآن)؛ أي: حافظه عن ظهر قلب أو حافظ بعضه الملازم لتلاوته مع التدبر لآياته، والعمل بأحكامه، والتأدب بآدابه. [2] (اقْرَأ وارْتَقِ): أَمْرٌ مِنْ رقَى يَرْقَى؛ أي: اصعد دَرَجَ الجنة بمقدار ما حفظته من آي القرآن. عبارات لحافظ القرآن | Sotor. [3] (ورَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ في الدُّنيا)؛ أي: لا تستعجل في قراءتك، فالترتيل في الجنة لمجرد التلذذ؛ إذ لا عَمَلَ ولا تكليف هناك، وفيه إشارة إلى أنَّ الجزاء على وفق الأعمال كميّة وكيفية. انظر: عون المعبود (4/ 237)؛ تحفة الأحوذي (8/ 232). [4] رواه أبو داود، (2/ 73)، (ح1364). وقال الألباني في «صحيح أبي داود» (1/ 275)، (ح1300): «حسن صحيح». [5] الفتاوى الحديثية (ص156). [6] رواه أحمد في «المسند» (2/ 175)، (ح6637). وقال محققو المسند (11/ 213)، (ح6637): «إسناده حسن».
حافظ القرآن له الدرجات العلا في الجنة د.
لحافظ القرأن منزلة مرتفعة للغاية في الدنيا والأخرة ورقي كبير في منازل الجنة فحفظ القرأن يُعتبر أحد أعظم وأهم الأعمال التي عن طريقها يستطيع العبد أن يتقرب إلى ربه فـان القرأن الكريم هو كلام الله عز وجل وما مِن كلام أعظم مِن كلام الله سبحانه وتعالى وما مِن عمل أشرف مِن حفظ كتابه الكريم. عبارات لحافظ القرآن الكريم. فوائد وفضائل حفظ القرأن الكريم 1- حافظ القرأن يُصبج مِن أهل الله في الدنيا والأخرة وهذا طبقاً لما رواه المنذري في الترغب والترهب فعن أنس بن مالك رضي الله عنه فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لله أهلين من الناس قالوا مَن هم يا رسول الله قال أهل القرأنِ هم أهل الله وخاصته ". 2- يرفع القرأن الكريم مِن مكانة حافظه حتى يبلغ مكانة ومنزلة الملائكة فقد صح مِن حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها ذكرت قول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام " مَثل الذي يقرأ القرأن وهو حافظ له مع السفرة الكرام البررة ومَثل الذي يقرأ وهو يتعاهده وهو عليه شديد فله أجران ". 3- لحافظ القرأن في الدنيا مكانة رفيعه للغاية فهو يُعد مِن أهل التقدير والإجلال عند الناس، كما أنه يفرض إحترامه على الناس فقد روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام قال " إِن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع بهِ أخرين ".