اقرأ أيضاً أنواع الأموال الربوية أنواع الربا شرح حديث اتقوا النار ولو بشق تمرة حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إرشاد أمته إلى ما ينجيهم من النار، ومن ذلك هذا الحديث الذي ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة روايات وفي الآتي بيان لذلك: مرويات الحديث ثبت هذا الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعدة روايات وهي: قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ). [١] قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاح، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ثُمَّ أعْرَضَ وأَشَاحَ ثَلَاثًا، حتَّى ظَنَنَّا أنَّه يَنْظُرُ إلَيْهَا، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فمَن لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ). [٢] عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (جَاءَتني مِسْكِينَةٌ تَحْمِل ابْنَتَيْن لَهَا، فَأَطعمتُهَا ثَلاثَ تَمْرَاتٍ، فَأَعْطَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُمَا تَمْرَةً، وَرَفَعَتْ إِلى فِيها تَمْرةً لتَأكُلهَا، فَاسْتَطعَمَتهَا ابْنَتَاهَا، فَشَقَّت التَّمْرَةَ الَّتي كَانَتْ تُريدُ أَنْ تأْكُلهَا بيْنهُمَا، فأَعْجبني شَأْنها، فَذَكرْتُ الَّذي صنعَتْ لرسولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: إنَّ اللَّه قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الجنَّةَ، أَو أَعْتقَها بِهَا من النَّارِ).
وقد قطع النبي – صلى الله عليه وسلم – عنق اللجاج في هذا الأمر، وعذر كل إنسان من نفسه بقوله: "فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ". فماذا بعد ذلك!! والمعنى: فإن لم تجدوا شق تمرة تخرجون به من البخل الذي يؤدي بصاحبه حتماً إلى النار ما لم ينب منه – فاتقوا النار بكلمة طيبة تكون لكم قرباناً عند الله وفداء من عذابه. وقد قال الله – عز وجل-: { قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ} (سورة البقرة: 263). ومعنى كونه خيراً من صدقة يتبعها أذى: أن الكلمة الطيبة يكون لها وقع طيب وقبول حسن عند من ووجه بها، وأحياناً تكون هذه الكلمة الطيبة أفضل بكثير من الصدقة التي لا يتبعها أذى. ومن هذا نعلم أن الصدقة التي يتبعها أذى لا خير فيها أصلاً. وأفعل التفضيل ليس على بابه، ولكن جاء لبيان أن من الخير للإنسان أن يكتفي بالكلمة الطيبة عن صدقة لا ثواب له فيها لما يتبعها من الأذى. والله غني عن هذه الصدقة المصحوبة بما يبطلها، وحليم على من يكون حليماً على الناس، والجزاء من جنس العمل. وقد أوصانا عز وجل بحسن الاعتذار عند عدم وجود ما ننفق منه على ذوي القربى واليتامى وابن السبيل والمساكين، فقال جل شأنه: { وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا} (سورة الإسراء: 28).
سنن الدارقطني رقم الحديث: 2625 * الصدقة سترك من النار ،قال صلى الله عليه وسلم "يا عائشة استتري من النار ولو بشق تمرة، فأنها تسد من الجائع مسدها من الشعبان". وفي الطبراني من حديث فضالة بن عبيد مرفوعا: اجعلوا بينكم وبين النار حجابا ، ولو بشق تمرة ولأحمد من حديث ابن مسعود مرفوعا بإسناد صحيح: ليتق أحدكم وجهه النار ولو بشق تمرة. وله من حديث عائشة بإسناد حسن: يا عائشة ، استتري من النار ، ولو بشق تمرة ، فإنها تسد من الجائع مسدها من الشبعان. ولأبي يعلى من حديث أبي بكر الصديق نحوه ، وأتم منه بلفظ: تقع من الجائع موقعها من الشبعان. وكأن الجامع بينهما في ذلك حلاوتها. وفي الحديث الحث على الصدقة بما قل وما جل ، وأن لا يحتقر ما يتصدق به ، وأن اليسير من الصدقة يستر المتصدق من النار.
[١٠] أشاح بوجهه أشاح يعني صرف وجهه عن النار وكأنه يراها، [١١] وأزاح وجهه لأنه كاره لما يراه ويحذر من حرارة نارها، [١٢] وإشاحة النبي -صلى الله عليه وسلم- من باب التحذير والتنفير، [١٣] وقد تكون إشاحة وجهه الشريف لأنه قد رأى النار فعلاً؛ فقد عرضت الجنة والنار على النبي -صلى الله عليه وسلم- لقوله: (والذي نَفْسِي بيَدِهِ لقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّةُ والنَّارُ آنِفًا). [١٤] الكلمة الطيبة ويقصد بها حسن مخاطبة الناس التي تعد وقاية لصاحبها من النار، وأيضاً التحميد والتهليل والتكبير يعد من الصدقات والقربات؛ التي يقي بها المسلم نفسه من النار، [١٥] والكلمة الطيبة تشبه الصدقة بالمال؛ لأن الكلمة الطيبة تفرح قلب المسلم، والصدقة بالمال تفرج عن قلب المسلم، فالكلمة الطيبة والصدقة كلتاهما مما يدخل المسرة على المسلم. [١٦] المراجع ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي، الصفحة أو الرقم:1417، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عدي بن حاتم الطائي ، الصفحة أو الرقم:6540، صحيح. ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:2630، صحيح. ↑ رواه الإمام أحمد، في مسند الإمام أحمد، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2679، صحيح لغيره.