بينما سكبت عيناها دموعا مرة حين تبعت ابنها على درب الآلام وحين كانت أسفل صليبه. وواصل الأب الأقدس أن دموع مريم قد حولتها نعمة المسيح كما حولت حياتها وكينونتها كلها، وحين تبكي مريم فإن دموعها عي علامة شفقة الله. وأراد البابا فرنسيس هنا التشديد على شفقة الله الذي يغفر لنا دائما، وتابع أن دموع مريم هي علامة ألم يسوع بسبب خطايانا، للشر الذي يضرب البشرية وخاصة الصغار والأبرياء ومَن يعانون. هذا وأشار الأب الأقدس في هذا السياق إلى الحرب لا فقط في أوكرانيا مؤكدا أن الحرب تدمر الجميع، المنتصرين والفائزين وأيضا مَن يراقب الحرب من خلال أنباء سطحية لمعرفة من الفائز ومن المهزوم. وذكَّر البابا بالتضرع إلى قلب مريم الطاهر مؤكدا أن مريم قد تقبلت تضرعاتنا لأنها أم السلام. وتابع قداسته أن مريم الأم تعلمنا ألا نخجل من الدموع، من البكاء، بل يعلمنا القديسون أن الدموع هي عطية وفي بعض الأحيان نعمة، توبة وتحرر للقلب. فقدت ابني، كيف أتصبّر؟. والبكاء يكسر قشرة الـ "أنا" المنغلقة على ذاتها ويفتح على المحبة التي تعانقنا وتنتظرنا دائما لتغفر لنا، انفتاحا على الآب الصالح وعلى الأخوة. وتحدث الأب الأقدس في هذا السياق عن اعتقاده بأننا في زمننا هذا قد فقدنا عادة البكاء الجيد، قد نبكي لشيء يمسنا ولكن لا البكاء الذي يخرج من القلب مثل بكاء بطرس نادما أو بكاء العذراء.
في دقيقة واحدة حدث كل شيء بسرعة. كانت ساره تجلس مع طفلها إسحاق تتناول العشاء وتغنّي أغاني الأطفال، قبل أن تنقلب حياتها رأساً على عقب وكأنها في فيلم هوليوودي تشارك في تمثيل أحد مشاهده. من فقدت ابنها. القصة بدأت في السادسة والدقيقة الثامنة مساء الرابع من أغسطس/آب الماضي، حيث دوى انفجار هائل في العاصمة اللبنانية بيروت استهدف المرفأ وخلّف وراءه مئات القتلى وآلاف الجرحى. من بين ضحايا ذاك اليوم المأساوي، الطفل إسحاق، ابن سارة كوبلاند، موظفة في الأمم المتحدة تعمل على قضايا الجندر وحقوق النساء UNESCWA في أستراليا، نيويورك وبيروت. تجربة الحزن فبعد خمسة أشهر على فقدان فلذة كبدها، أعلنت سارة عبر صفحتها على "تويتر" أنها ستشارك متابعيها تجربتها في الحزن والصدمة، علّها تساهم في بلسمة جراح قلبها الذي احترق على وحيدها، وتستفيق تدريجياً من كابوس الانفجار بعدما كانت تعيش حلماً جميلاً مع طفلها كما تقول. ولا تزال سارة الأم، ترفض استيعاب ما حصل معها في الرابع من أغسطس الماضي، حيث باتت جزءاً من هذا التاريخ اللبناني المأساوي بعد فقدانها طفلها، إبن الثمانية عشر شهراً. وهي تعيش في حالة متواصلة من التنافر المعرفي cognitive dissonance.
قال: فحَمَلْتُه غُدوةً ومعي تَمراتُ عَجْوة، فوجدته يَهْنَأُ أباعِرَ له أو يَسِمُها، فقلت: يا رسول الله، إنَّ أمَّ سُليم ولدت الليلةَ، فكَرِهَتْ أن تُحَنِّكَه حتى يُحَنِّكَه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((أمعكِ شيء؟))، قلت: تَمرات عجوة، فأخذ بعضَهُنَّ، فمَضَغَهُنَّ، ثُمَّ جمع بُزَاقَهُ، فأَوْجَرَهُ إيَّاه، فجعل يتلَمَّظ، فقال: حبُّ الأنصار التمر، قال: قلت: يا رسول الله، سَمِّه، قال: هو عبدالله"؛ رواه أحمد. ثانيًا: اشغلي دقائقَ وقتِك أكثرَ من أيِّ وقت مَضى، ضاعفي جهدَك في العمل إن كنتِ تعملين، أو ابحثي عن عمل أو دورة تدريبية تشغلين بها وقتَك، وتستنفدين بها طاقاتِك لمدة لا تقل عن ستة أشهر. من الصحابيات التي فقدت ابنها. ثالثًا: احتفظي بكُلِّ ذكريات ابنك من ملابس، وألعاب، وصور في صندوق خاص، وتَجنّبي فتحَه الآن، حتى تتأكدي أنَّ أحزانَكِ قد اندملت، وجراح فؤادك قد طابت، وتذكري دومًا أنَّ النظر إلى تلك الذكريات قد يُحزنك ويُجدد حزنَك، لكن سيأتي يومٌ مُشرق - إن شاء الله - تتنشَّقين فيه عطرَ ملابسه، فلا تلبث أن تشرق من فَمِك ابتسامة رقيقة تشقُّ طريقها من بين الدموع. رابعًا: اختلطي بصديقاتِك المقربات وأخواتك وزوجك، عَبِّري عن مشاعر حزنك لأقربِ شخص إليك، سواء كان زوجك أم صديقتك الحميمة، فالتنفيس الانفعالي في هذه المرحلة مُهِمٌّ جِدًّا للتخفيف من مشاعر الأَلَم والحزن، لكن تذكَّري أنَّ الاختلاطَ بالناس لا يَعني أبدًا منع نفسك من قضاء بعض الوقت بمفردك والبُكاء وَحْدَك.