1681 1682 - مالك ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ". ليس الشديد بِالصُّرَعَةِ - موقع مقالات إسلام ويب. الشرح 39001 - وقد ذكرنا في " التمهيد " الاختلاف على مالك ، وعلى ابن شهاب [ ص: 144] في إسناد هذا الحديث ، وأوضحنا أن الصحيح فيه ما في " الموطأ ". 39002 - وفيه دليل على أن مجاهدة النفس في صرفها عن هواها أشد محاولة وأصعب مراما ، وأفضل من مجاهدة العدو ، والله أعلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد جعل للذي يملك نفسه عند الغضب من القوة والشدة ما ليس للذي يغلب الناس ويصرعهم. 39003 - وقوله عليه السلام يريد الذي يصرع الناس ، ويكثر ذلك منه ، كما يقال للرجل الكثير النوم: نومة ، وللكثير الحفظ: حفظة ، وقيل للذي يكثر الضحك: ضحكة ، بالتخفيف.
والحق حقه؛ فله أن يسامح وأن يتنازل عنه، ولهذا كان القول الراجح فيمن سبَّ النبي ﷺ ثم تاب أن توبته تقبل، ولكنه يقتل، وأما من سب الله ثم تاب فإن توبته تقبل ولا يقتل، وليس هذا يعني: أن سب الرسول ﷺ أعظم من سبّ الله، بل سبّ الله أعظم، لكن الله قد أخبرنا أنه يعفو عن حقه لمن تاب منه، فهذا الرجل تاب فعلمنا أن الله تعالى، قد عفا عنه. أما الرسول ﷺ فهو قد مات، فإذا سبَّه أحد فقد امتهن حقه، فإذا تاب فإن الله يتوب عليه ويغفر له كفره الذي كفره بسبب سبِّه، ولكن حق الرسول باقٍ فيقتل. القوة والضعف - شرح حديث (ليس الشديد بالصرعة ولكن الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) - خالد عبد العليم متولى. ثم ذكر حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي ﷺ قال: « ليس الشديد بالصرعة » يعني: ليس القوي الصرعة الذي يصرع الناس إذا صارعهم، والمصارعة معروفة وهي من الرياضة النبوية المباحة، فإن صارع ركانة بن يزيد، وكان هذا الرجل لا يصرعه أحد، فصارعه النبي ﷺ فصرعه النبي -صل الله علية وسلم. فهذا الصرعة هو الذي إذا صارع الناس صرعهم، وليس هذا هو الشديد حقيقة، لكن الشديد الذي يصرع غضبه، إذا غضب غلب غضبه، ولهذا قال: « وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب » هذا هو الشديد. وذلك لأن الغضب جمرة يلقيها الشيطان في قلب ابن آدم فيفور دمه، فإن كان قويًا ملك نفسه، وإن كان ضعيفًا غلبه الغضب، وحينئذ ربما يتكلم بكلام يندم عليه، أو يفعل فعلًا يندم عليه.
الأخلاق.. مشترك إنساني عام من القيم والفضائل التي جبل الله الناس عليها، فأصناف البشرية كلها تعترف بالمعاني الفاضلة والأخلاق العالية، وأصول هذه الأخلاق قدر متفق عليه، بل هناك فلسفة خاصة للأخلاق والفضائل في كل أمة وتراث وعصر وثقافة، فالصدق والكرم والوفاء والعدل والصبر والتسامح معانٍ محمودة في كل القيم الإنسانية، وفي مقابل ذلك معانٍ مذمومة فيها: كالكذب والظلم والزور والعقوق والبخل وغيرها. وهذا معنى أصالة الأخلاق وعظمتها وقوتها وسيادتها الفعلية على منظومة القيم الإنسانية، وذلك معنى فطرية الأخلاق، فالفطرة فيها أصول الأخلاق التي يحتاجها الإنسان، حتى إن الجاهلية الأولى كان العرب فيها يمتدحون مكارم الأخلاق، ويعدونها دليلاً على عقل الرجل وسيادته، فكانوا يمدحون الصدق والأمانة والكرم والشجاعة وغيرها.
فالمقصود أن الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لك أن تجمع بين الصلاة والسلام، ولك أن تقتصر على أحدهما، وأما النبي ﷺ فتجمع له بين هذا وهذا. وهكذا في الملائكة لك أن تقتصر على الصلاة، ولك أن تقتصر على السلام، ولك أن تجمع فتقول: جبريل ﷺ، أما غير الأنبياء وغير الملائكة فلو قيل ذلك لأحدٍ من الناس: فلان ﷺ فليس ذلك بمحرم، لكن لا يكون ذلك على سبيل المداومة، ولا يُخص به أحد بعينه، كالذي يقول مثلاً: فاطمة -عليها السلام، علي - ، أو نحو هذا، فإن ذلك من شعار بعض أهل البدع كالرافضة، ولكن لو قال أحياناً: صلى الله عليك، لو قلت لصاحبك: صلى الله عليك، اللهم صلِّ على فلان، اللهم صلِّ عليه وسلم، لا إشكال في هذا، ليس ذلك بممتنع، ليس بمحرم. ليس الشديد بالصرعة اسلام وب سایت. الله يقول: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ [التوبة:103]، وقد قال النبي ﷺ: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى [3]. لما قالت امرأته: يا رسول الله، صل عليَّ، وعلى زوجي، فقال: اللهم صلِّ على آل أبي أوفى. لكن لا يتخذ ذلك عادة، فالأصل أن يصلَّى على الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- والملائكة، وبالنسبة للصحابة يترضى عنهم، ومن بعدهم يترحم عليهم، وأما على سبيل التبع فالأمر في ذلك أوسع تقول: صلى الله على محمدٍ وعلى آله وصحبه وأتباعه إلى يوم الدين.
أخرجه البخاري، كتاب الأدب، باب الحذر من الغضب (8/ 28)، رقم: (6114)، ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل من يملك نفسه عند الغضب وبأي شيء يذهب الغضب (4/ 2014)، رقم: (2609).
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه). ليس الشديد بالصرعة اسلام یت. ومن وصايا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للغاضب: أن يغير مكانه ، فإذا كان واقفًا فليجلس أو يضطجع ، فعن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع) رواه أبو داود. وفي ذلك علاج لتهدئة النفس ، وإخماد نار غضبها ، لأن الإنسان في حالة الوقوف يكون مهيئًا للانتقام أكثر منها في حالة الجلوس ، وفي حالة الجلوس منها في حالة الاضطجاع ، لذا جاء الوصف النبوي بهذه الوصفة الدقيقة ، التي أكدتها الدراسات النفسية المعاصرة. السكوت وضبط اللسان هدي ودواء نبوي لعلاج الغضب ، لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( علِّموا ، ويسِّروا ولا تعسّروا ، وإذا غضب أحدكم فليسكت ، قالها ثلاثًا) رواه أحمد. فإطلاق اللسان أثناء الغضب قد يجعل الإنسان يتلفظ بكلمات يندم عليها بعدها ، ومن ثم أوصى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الغاضب بالسكوت ، وأوصى المسلم بوجه عام بقول الخير أو الصمت ، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت) رواه مسلم.
هكذا كان هدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فهو أَمْلَكُ الناس لنفسه في مواطن الغضب ، إلا أن تُنتهك حرمات الله تعالى ، فعندها يغضب ، فما أحوجنا للامتثال بهديه صلى الله عليه وسلم ، في الرضا والغضب ، بل في حياته كلها. موقع مقالات اسلام ويب