وسعيد بن منصور في سننه (القسم الرابع ق163/أ)، من طريق عثمان بن مطر. كلاهما عن سعيد بن أبي عروبة، عن الحسن، وقتادة، نحوه، موقوفًا. قلت: والوجه الثاني أرجح عن يونس ؛ ففي إسناد الأول مقدام بن داود، وهو ضعيف (الميزان 4/175). وأما ما ذكره العراقي من رواية علي بن معبد له، فإنه لم يذكر من رواه عنه، حتى يتبين هل هو مقدام أوغيره، وهل هو ثقة أم لا، فإن كان من غير طريق المقدام عن علي بن معبد، فيبقى مرجوحًا ؛ لأنه من رواية هشيم كما تقدم، وقد خالفه فيه اثنان من الثقات، فروياه عن يونس، عن الحسن موقوفًا. إضافة إلى أن يونس قد توبع عليه من ثقة ثبت. وعليه فإن الوجه الثاني أرجح عن يونس، وعن الحسن، والله أعلم. من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر. 4- ورواه عمر بن أبي عثمان، عن الحسن، عن عمران بن حصين، مرفوعًا: أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره 9/3065 ، رقم 17339، عن محمد بن هارون الفلاس عن عبدالرحمن بن نافع أبو زياد، عن عمر بن أبي عثمان [6] ، به، وفيه،: "من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له". قلت: وعمر بن أبي عثمان ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 6/123، وقال عن أبيه: سمع طاوس، وروى عنه يحيى بن سعيد القطان، ولم يذكر فيه شيئًا، فهو مجهول، وقد خالفه ثقتان كما تقدم في الوجه الثالث، فروياه عن الحسن موقوفًا عليه وعليه فهذا الوجه منكر، والله أعلم.
قال الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الضعيفة: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعدًا. باطل، (ابن بطوطة: وجدت في السلسلة الضعيفة بفضل الله أن الألباني قال عنه أنه منكر. إسلام ويب - مركز الفتوى. لكن نحسن الظن بأصحاب الفتوى فلغزارة علمهم ربما اطلعوا على ما لم ولن نقرأه لكن نبهت فقط لما قرأته والله أعلم) والمراد الصلاة الصحيحة التي لم تثمر ثمرتها التي ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ[العنكبوت:45]. وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلانا يصلي بالليل فإذا أصبح سرق فقال: إنه سينهاه ما تقول. انتهى النقل بتصرف. والله أعلم.
صورة تعبيرية ما مدى صحة الحديث من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له؟ «الإفتاء» تجيب إسراء كارم الخميس، 28 نوفمبر 2019 - 06:31 ص ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال عبر الموقع الإلكتروني نصه: نرجو الإفادة عن صحة حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ فَلَا صَلَاة لَهُ». وأجابت الإفتاء مستشهدة بقول الله عز وجل في محكم التنزيل: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ﴾ [العنكبوت: 45]. وأوضحت أن هذا يعني أن الصلاة تشتمل على شيئين: هما ترك الفواحش والمنكرات -أي المواظبة على ترك ذلك-، وقد جاء في الحديث من رواية عمران وابن عباس رضي الله عنهم مرفوعًا: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ، لَمْ يَزْدَدْ مِنَ اللهِ إِلَّا بُعْدًا» «المعجم الكبير». فصل: الصلاة تنهى عن الفحشاء:|نداء الإيمان. واستدلت بما ورد عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قول الله: ﴿إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ﴾ قال: «مَنْ لَمْ تَنْهَهُ صَلَاتُهُ عَنِ الفحشاء والمنكر، فلا صلاة له».
ولعلك تسأل: ما هي حقيقة الصلاة التي تتحدَّث عنها؟ فنقول: لابدَّ لأداء الصلاة الصحيحة بحقيقتها أن يسبق ذلك إيمان ينبعث من ذات الإنسان وذلك لأن الحديث الشريف يقول: (بني الإسلام على خمس: شهادة ألا إلۤه إلا الله وأن محمداً رسول الله وإقامة الصلاة... ).
مما يناسب المقام، كقول: أنا شاكر، ونحو ذلك. أما الآية الكريمة فهي في حق من مات على الكفر. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس: عبد العزيز بن عبد الله بن باز نائب الرئيس: عبد الرزاق عفيفي عضو: عبد الله بن غديان عضو: صالح الفوزان عضو: عبد العزيز آل الشيخ عضو: بكر أبو زيد
الحمد لله. لا نجد داعيا لاستغرابك أخي السائل ، فالصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر هي الصلاة الحقيقية التي يقبل صاحبها إليها بقلبه وروحه ونفسه ، يتذلل بها بين يدي الله ، إظهارا للعبودية واعترافا بالفقر بين يديه ، وهو في ذلك راغب فيما عنده عز وجل ، صادق التوبة والإنابة ، مخلص السريرة له سبحانه. فمن لم تقم في قلبه هذه المعاني حين يقف بين يدي الله للصلاة ، لم تثمر صلاته الثمار الحقيقية المرجوة ، التي من أهمها التذكير بالله والنهي عن الفحشاء والمنكر ، ولم يكتب له من أجرها إلا بقدر ما حققه من معانيها ومقاصدها. يقول الله عز وجل فيها: ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ) العنكبوت/45 وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! من لم تنهه صلاته عن الفحشاء و المنكر. إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي النَّارِ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ: هِيَ فِي الْجَنَّةِ) رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/321) ، والشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/190) قال الإمام القرطبي رحمه الله: " في الآية تأويل ثالث ، وهو الذي ارتضاه المحققون ، وقال به المشيخة الصوفية ، وذكره المفسرون ، فقيل المراد بـ ( أقم الصلاة): إدامتها ، والقيام بحدودها.