اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [ ١١] تفسير الأية 11: تفسير الجلالين { الله يبدأ الخلق} أي: ينشئ خلق الناس { ثم يعيده} أي خلقهم بعد موتهم { ثم إليه يرجعون} بالياء والتاء. وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ [ ١٢] تفسير الأية 12: تفسير الجلالين { ويوم تقوم الساعة يُبلس المجرمون} يسكت المشركون لانقطاع حجتهم. وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ [ ١٣] تفسير الأية 13: تفسير الجلالين { ولم يكن} أي لا يكون { لهم من شركائهم} ممن أشركوهم بالله وهم الأصنام ليشفعوا لهم { شفعاء وكانوا} أي: يكونون { بشركائهم كافرين} أي: متبرئين منهم. وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ [ ١٤] تفسير الأية 14: تفسير الجلالين { ويوم تقوم الساعة يومئذ} تأكيد { يتفرقون} المؤمنون والكافرون. تفسير سورة الروم من ايه 33 الى 38. فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ [ ١٥] تفسير الأية 15: تفسير الجلالين { فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضةٍ} جنة { يحبرون} يسرون. وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الْآخِرَةِ فَأُولَٰئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ [ ١٦] تفسير الأية 16: تفسير الجلالين { وأما الذين كفروا وكذبوا بآياتنا} القرآن { ولقاء الآخرة} البعث وغيره { فأولئك في العذاب محضرون}.
بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ [ ٥] تفسير الأية 5: تفسير الجلالين { بنصر الله} إياهم على فارس وقد فرحوا بذلك وعلموا به يوم وقوعه أي يوم بدر بنزول جبريل بذلك مع فرحهم بنصرهم على قتل المشركين فيه { ينصر من يشاء وهو العزيز} الغالب { الرحيم} بالمؤمنين}. وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [ ٦] تفسير الأية 6: تفسير الجلالين { وعد الله} مصدر بدل من اللفظ بفعله، والأصل وعدهم الله النصر { لا يخلف الله وعده} به { ولكن أكثر الناس} أي كفار مكة { لا يعلمون} وعده تعالى بنصرهم. يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ [ ٧] تفسير الأية 7: تفسير الجلالين { يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا} أي معايشها من التجارة والزراعة والبناء والغرس وغير ذلك { وهم عن الآخرة هم غافلون} إعادة هم تأكيد. تفسير سوره الروم 20-23 - ملف انجاز وفاء. أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ [ ٨] تفسير الأية 8: تفسير الجلالين {أَو لم يتفكروا في أنفسهم} ليرجعوا عن غفلتهم {ما خلق الله السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجلٍ مسمى} لذلك تفنى عند انتهائه وبعد البعث {وإن كثيرا من الناس} أي: كفار مكة {بلقاء ربهم لكافرون} أي لا يؤمنون بالبعث بعد الموت.
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [ ٢١] تفسير الأية 21: تفسير الجلالين { ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا} فخلقت حواء من ضلع آدم وسائر الناس من نطف الرجال والنساء { لتسكنوا إليها} وتألفوها { وجعل بينكم} جميعا { مودةً ورحمة إن في ذَلك} المذكور { لآيات لقوم يتفكرون} في صنع الله تعالى. وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ [ ٢٢] تفسير الأية 22: تفسير الجلالين { ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم} أي لغاتكم من عربية وعجمية وغيرها { وألوانكم} من بياض وسواد وغيرهما، وأنتم أولاد رجل واحد وامرأة واحدة { إن في ذلك لآيات} دلالات على قدرته تعالى { للعالمين} بفتح اللام وكسرها، أي: ذوي العقول وأولي العلم. وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ [ ٢٣] تفسير الأية 23: تفسير الجلالين { ومن آياته منامكم بالليل والنهار} بإرادته راحة لكم { وابتغاؤكم} بالنهار { من فضله} أي: تصرفكم في طلب المعِيشة بإرادته { إن في ذلك لآيات لقوم يسمعون} سماع تدبر واعتبار.
وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ [ ٢٤] تفسير الأية 24: تفسير الجلالين { ومن آياته يريكم} أي إراءتكم { البرق خوفا} للمسافر من الصواعق { وطمعا} للمقيم في المطر { وينزل من السماء ماءً فيحيي به الأرض بعد موتها} أي: يبسطها بأن تنبت { إن في ذلك} المذكور { لآيات لقوم يعقلون} يتدبرون.
مناسبة التسمية: لأنّ الله سبحانه وتعالى افتتح السورة بخبر غيبي عن الفرس والروم، وعندما النصارى أقرب الناس للمسلمين، كونهم أهل كتاب، ذكرهم الله سبحانه وتعالى، وعبر عن حال المسلمين في هذا النصر. موافقة أول السورة لآخرها: بدأت السورة المباركة (بذكر الخبر الغيبي المستقبلي) من عند الله سبحانه وتعالى قال تعالى: (غُلِبَتِ ٱلرُّومُ (٢) فِیۤ أَدۡنَى ٱلۡأَرۡضِ وَهُم مِّنۢ بَعۡدِ غَلَبِهِمۡ سَیَغۡلِبُونَ (٣)) صدق الله العظيم، ثم خُتمت باليقين الذي حدث في وعد الله ووحيه قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ (٦٠) ﴾ صدق الله العظيم، والهدف من ذلك أن يملأ العبد قلبه يقيناً فيما جاء من الوحي، سواء كان أمراً، أو نهياً، أو خبراً. المحور الرئيسي للسورة: اليقين في الوحي. قراءة سورة الروم مكتوبة مع تفسير سورة الروم و ترجمتها. مواضيع السورة المباركة: التكلم عن فتنة من أعظم الفتن التي تصيب بعض الأمم، وهي الإغترار في التقدم في علوم الدنيا، وإتقانهم لها، مع عدم قدرة وعجز المسلمين عنها، مما جعل هذا الأمر يُضعف بعض ضعاف العقول واليقين من المسلمين، وجعلهم يظنون أن الروم بتقدمهم هذا هم على الحق، ومن يتخلف عنهم أنه على الباطل، فقد أنزل الله هذه الآية قبل وقوع هذا الحدث بزمان.