وأما في الفصيح الذي يتجاوز قصائد ديوانه السعبين فهو يتكئ فيها على مخزون علمي وخلفية ثقافية واسعة وليس أدل على ذلك من عنوان ديوانه (كفاية يالمرام لأهل الغرام) مستلهماً التراث العربي ومعتمداً عليه وناهجاً منهج الشعر التقليدي الأصيل الذي برز فيه من مجايليه ابن عثيمين وغيره من الشعراء. وأما في الخطابة فهو الخطيب المفوه الذي لا تلين قناته ولا تفتر لهاته نجد ذلك ظاهراً في ثنايا الوثيقة العثمانية التي ذيلت باسمه والتي يظهر لنا أنها في الأصل خطبة ألقاها في الناس داعياً إياهم للتكاتف والتمسك بالوحدة الإسلامية ونبذ المستعمرين، وهو ما يؤكده زكريا كورشون ومحمد القريني في كتابهما "سواحل نجد (الأحساء) في الإرشيف العثماني" ويظهر أن شاعرنا كتبها بعد ذلك وأرسلها إلى السلطات العثمانية كتعبير عن ولائه بدليل تذييلها بجملة "المحب للدولة والملة". وفاته: عاش شاعرنا وحيداً دون زواج ومات رحمة الله عليه في دبي سنة 1374ه عن عمر يناهز الثمانين عاماً. فَدْوى 🌸 — من لم يزُرنا والديارُ مُخيفةٌ، لا مرحبًا بهِ.... وأخيراً أتمنى أن أكون وفقت في عرض سيرة هذا الشاعر الأحسائي العملاق الذي خفيت سيرته حتى على بعض أهل الأحساء وسيكون لنا في القريب العاجل وقفات مع بعض قصائده الرائعة. جمع بين نظم الشعر الشعبي والفصيح وتميز بالبحر الهلالي قاسم الرويس: * عرضنا في الجزء الأول مقدمة عن الشاعر الأحسائي مبارك بن حمد العقيلي الذي خاطب السلطات العثمانية بصفته شاعرا أحسائيا، كما عرف نفسه في الوثيقة التي نشرها الدكتور سهيل صابان في العدد الثاني من المجلد الحادي عشر لمجلة المخطوطات والنوادر.
وعاش شاعرنا وحيداً دون زواج إلى أن توفاه الله فعليه رحمة الله، ورغم مضي الزمن على وفاته إلا أن اسمه وذكره لم يمت، فقد خلَّدت أشعاره ذكره فظل عَلَماً من الأعلام المشهورة ترفرف في دنيا الأدب والأدباء،
إذا كيف ستتعامل اميرتنا العنيدة معه؟؟!