وقال الشوكاني في فتح القدير [3]: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾ الحمد: هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري، وبقيد الاختيار فارقَ المدحَ، فإنه يكون على الجميل، وإن لم يكن الممدوح مختارًا؛ كمدح الرجل على جماله، وقوته، وشجاعته. تابع " الحمدلة (الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) " - الكلم الطيب. وقال صاحب الكشاف: إنهما أخوان، والحمد أخصُّ من الشكر موردًا، وأعم منه متعلقًا؛ فمورد الحمد اللسان فقط، ومتعلقه النعمة وغيرها، ومورد الشكر اللسان، والجنان، والأركان، ومتعلقه النعمة [4] ؛ اهـ. وقال ابن تيمية: "والحمد ضد الذم، والحمد خبر بمحاسن المحمود مقرون بمحبته، والذم خبر بمساوئ المذموم مقرون ببغضه، فلا يكون حمد لمحمود إلا مع محبته، ولا يكون ذم لمذموم إلا مع بُغضه، وهو - سبحانه - له الحمد في الأولى والآخرة. وأول ما نطق به آدم: الحمد لله رب العالمين، وأول ما سمع من ربه: يرحمك ربك، وآخر دعوى أهل الجنة أن: الحمد لله رب العالمين، وأول مَن يدعى إلى الجنة الحمادون، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب لواء الحمد، آدم فمن دونه تحت لوائه، وهو صاحب المقام المحمود الذي يَغبِطه به الأولون والآخرون؛ فلا تكون عبادة إلا بحب المعبود، ولا يكون حمد إلا بحب المحمود، وهو - سبحانه - المعبود المحمود" [5] ؛ اهـ.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام على اشرف المرسلين وخاتم النبيين ورحمه الله للعالمين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
ومَن لم يَر أنها آية قرأها أولم يقرأها فصلاته صحيحة إلا أنَّ قراءتها سرًّا في الصلاة الجهرية أحوط وأكثر أجرًا. ومنشأ هذا الخلاف: أنَّ الفاتحة نزلت مرَّتين: مرّةً بالبسملة، ومرَّةً بدونها. والمقصود من البسملة هو التَّبرك بذكر اسم الله تعالى، والاستعانة به على التلاوة والصلاة؛ فلذا قراءتها أرجح من عدمها، وإنما نظرًا لحديثِ أنسٍ في "الموطأ" و"الصحيحين": أنَّه صَلَّى وراءَ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ووراء أبي بكر وعمر، فكانوا يسْتفتِحون الصلاة بـ ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ » = فإنَّ الاختيارَ: أنْ تُقرأَ البسملةُ سرًّا، ثم يُجهر بالقراءةِ في الصلاة الجهريَّة. بعد هذه المقدمة نشرح الآية الكريمة فنقول: شرح الكلمات في الآية: ﴿ اَلْحَمْدُ ﴾: "ال" فيها لاستغراق الجنس؛ أي: أن عامة ألفاظ الحمد وسائر كلمات الثناء والمحامد التي عرفها الناس وما لم يعرفوا منها هي لله تعالى، والله مستحقٌ لها جميعها. وفي الحديث: «اللهم لك الحمْدُ كما أنت أهلُه». والحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام. والحمد: هو الوصف بالجميلِ الاختياري والمدحُ مثله إلَّا أنَّه يُفارقه فيكون بالجميل غير الاختياري كأن نحمد زيدًا فنقول: زيدٌ ذو خلق فاضلٍ، ونَمدَحُه فنقول: زيدٌ جميل الوجه معتدل القامة.
عبد الوهاب السلمي والتدريب على الكاميرا - YouTube
[7] استقدمه الأمير عبد الرحمن بن الحكم إلى قرطبة، ورتبه في المفتين مع يحيى بن يحيى الليثي [7] وغيرهما، غير أن ابن عبد البر قال أنه: « كان بينه وبين يحيى بن يحيى وحشة » ، [7] حتى مات يحيى قبله، فانفرد برئاسة العلماء. [6] عده محمد بن عمر بن لبابة عالم الأندلس، [8] وقدّمه الماجشون على سحنون ، [10] وقال ابن بشكوال أنه حين بلغ سحنون وفاة ابن حبيب، قال: « مات عالم الأندلس! بل والله عالم الدنيا. » كما قال عنه أبو عمر الصدفي في تاريخه: « كان كثير الرواية, كثير الجمع, يعتمد على الأخذ بالحديث, ولم يكن يميزه, ولا يعرف الرجال, وكان فقيهًا في المسائل. » [7] توفي عبد الملك بن حبيب السلمي في رمضان 238 هـ، [8] وقيل في رمضان عام 239 هـ. [13] الانتقادات عليه [ عدل] قال عنه أبو عمر الصدفي: « كان يطعن عليه بكثرة الكتب. كما كان يستجيز الأخذ بلا رواية ولا مقابلة. عبد الوهاب السلمي والحق في حرية. » كما ذكر ابن عبد البر أنه: « كان لا يفهم طرق الحديث, فكان أهل زمانه ينسبونه إلى الكذب, ولا يرضونه. » [7] وكان ابن حزم يرى أنه: ليس بثقة، وأن روايته ساقطة مطرحة. وقال ابن سيد الناس أنه: « ضعّفه غير واحد، وبعضهم اتهمه بالكذب ». [6] كما قال ابن الفرضي أنه: « أنه لم يكن له علم بالحديث، ولا يعرف صحيحه من سقيمه.
أبو محمد الكتاني: عبد العزيز بن أحمد التميمي الكتاني الدمشقي الحافظ، رحل إلى العراق والجزيرة سنة (417هـ)، وأخذ عن القاضي عبد الوهّاب، وتوفي سنة (466هـ). أبو إسحاق الشيرازي: إبراهيم بن علي بن يوسف الشافعي، ولد بفيروزآباد قرية من قرى شيراز سنة (393هـ) دخل بغداد وله اثنتان وعشرون سنة فاستوطنها، سمع من القاضي عبد الوهّاب، وهو إمام الشافعية في زمانه، وأفصحهم وأورعهم، وأكثرهم تواضعاً، وصنف في الأصول والفروع والخلاف كتباً أضحت للدنيا أنجماً وشهباً منها: «المهذب» و«التبصرة في أصول الفقه» و«اللمع في أصول الفقه» وغير ذلك، توفي سنة (476هـ). عبد الوهاب السلمي يكشف موعد عودة. أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري: محمد بن أحمد بن محمد اللخمي، أخذ عن القاضي عبد الوهّاب، توفي سنة (476هـ). أبو الفضل الدمشقي: هو مسلم بن علي بن عبد الله، يعرف بغلام عبد الوهّاب، لطول صحبته وخدمته له، سمع منه الحديث وتفقه عليه، له كتاب «الفروق الفقهية»، حدث عنه كثير من الناس، لم تذكر له كتب التأريخ والتراجم تأريخ الوفاة. أبو العباس الدمشقي: أحمد بن منصور بن محمد الغساني تفقه بالقاضي عبد الوهّاب وروى عنه، كان فقيهاً على مذهب مالك، لم يذكر من ترجم له سنة وفاة. ثناء العلماء عليه [ عدل] لقد كان للقاضي عبد الوهّاب الاثر الكبير في المذهب المالكي، وإذا اطلق لقب القاضي عند المالكية، فانما يقصدونه هو.