الاربعاء 13 ذي الحجة 1432هـ - 9 نوفمبر 2011م - العدد 15843 أحب َّ الشيخ الحديثي الناس فأحبوه ، وفتح لهم قلبه وبيته فأنزلوه قلوبهم ، وبذل لهم وقته وماله ، وكان من أكثر الناس الذين رأيتهم في حياتي بذلاً للجاه وشفاعة الخير ، فكان لا تكاد تغرب عليه شمس ُ يوم ٍ لم يشفع فيه لأحد أو يتصدق على أحد سير الصالحين بهجةٌ للنفوس وراحة للأرواح ، وباعث على الاقتداء والتأسي في ما كانوا عليه من فضائل وخصال خير. وأمة محمد صلى الله عليه وسلم كالغيث لا يُدرى أأوله خيرٌ أم آخره كما ثبت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم. فهي أمة مباركة منجبة للأخيار لا ينقطع الخير فيها إلى يوم القيامة. أمر ملكي بإنهاء خدمة الشيخ إبراهيم الرشيد رئيس المحكمة الإدارية العليا - صحيفة الوئام الالكترونية. وبعض الفضلاء والصالحين يهيئ الله لهم من ينشر سيرتهم ويحفظ ويوثق تاريخهم فينفع الله بهما الناس في التأسي بهم ويُبقي بها ذكرَهم ، وهذا الحفظ والتوثيق من حقوق هؤلاء الأعلام الذين نفع الله بهم الأمة فقدموا وبذلوا من أعمارهم وأموالهم وعلمهم ما جعلهم أهلاً للذكر والشكر والدعاء. ومن الفضلاء العلماء العباد الذين من ّ الله علي بلقياهم ومخالطتهم وشرف صحبتهم والإفادة من علمهم وفضلهم فضيلة القاضي العابد الشيخ إبراهيم بن راشد الحديثي رئيس محاكم منطقة عسير سابقاً غفر الله له ورحمه الذي ظهر تميزه وعلا شأنه وارتفع ذكره في كثير من أبواب الفضل والخير التي وفقه الله إليها وجبله عليها فكان من أعلام القضاء والدعوة إلى الله وتعليم كتاب الله والعناية به وبطلابه ، وجمع الله له من الفضائل ما جمع عليه بسببه القلوب فأحبه من عرفه وسمع به ، وتأثر به من خالطه وعمل معه في القضاء أو الدعوة أو غيرهما من أعمال البر والخير التي كان فيها كلها رائداً سباقاً باذلا.
رحلته إلى كوريا: كان من عادة الداعية الإسلامي أثناء رحلاته أن يسأل الناس، عن توقعاتهم حول مستقبل بلادهم، وفي زيارته لكوريا وجد في شأنهم أمرًا غريبًا فهم يعملون حمالين عند كلًا من اليابانيين والصينيين، كما أنهم يقضون حاجاتهم في الطريق مثل الحيوانات، وإذا جاء وقت النوم ناموا في الحظائر، وكعادته سأل أحد الكوريين ماذا تتوقع لمستقبل بلادك، فأجاب الكوري في حزن " نحن أمة بلا مستقبل، نحن أمة كالبهائم". رحلته إلى اليابان: كانت رحلة طويلة حيث استطاع الشيخ فيها التقرب إلى اليابانيين ومقابلة العديد من رجال الدولة من الأمراء والوزراء وكذلك زيارة الجامعات والمدارس والبرلمان وقد أعجب الشيخ بحياة اليابانيين المنظمة جدًا والتزامهم وأخلاقهم العالية الأقرب إلى الإسلام مما يسر على الشيخ دعوته فأسلم منهم عدد لا بأس به بعد أن استطاع تعلم اللغة اليابانية مما ساعده على نشر تعاليم الإسلام السمحة، قرر بعدها مغادرة اليابان على وعد بالعودة مرة أخرى. رحلته إلى الصين: كانت رحلة مثيرة استطاع فيها كسب ثقة الكثير من الصينيين الذين أعجبوا بطريقته السلسة في نشر الدعوة الإسلامية، حتى انه أسلم منهم الكثيرين، ويروى ان احد القساوسة بعث برسالة إلى حكومته يخبرهم بضرورة إيجاد حل لمنع هذا العدو الذي يعادي النصرانية ويتبعه الكثيرين.
وتخرج على يديه عدد من طلبة العلم كالشيخ عبدالله بن جبرين والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة العربية السعودية ومعالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الرشيد وغيرهم من طلبة العلم ورجالات الدولة الآخرين. وتحتوي مكتبة الشيخ إبراهيم بن عثمان على أكثر من ألف عنوان من بينها نوادر المطبوعات القديمة التاريخية والفقهية إضافة لبعض المجلات المطبوعة في الستينات والسبعينات الهجرية من القرن الرابع عشر الهجري كما احتوت المكتبة على عدد من المخطوطات الفقهية والتاريخية المصورة. وعرف عن الراحل اجادته لعلم الفقه وتخصصه فيه بالإضافة إلى العلوم الشرعية الأخرى. الشيخ ابراهيم الرشيد الدمام. كما عرف عنه ضبطه وتحقيقه في علم الأنساب والتاريخ ولا سيما ما يخص الجزيرة العربية وتمكنه في هذا المجال. والشيخ ابن عثمان تولى مهنة التدريس والتعليم لسنوات طويلة في أوائل المدارس النظامية التي افتتحت في الرياض. كما أصبح برتبة المستشار الشرعي في كل من وزارة الشؤون البلدية والقروية ووزارة الزراعة، عقوداً طويلة وأسهم في تدوين ووضع الأنظمة الشرعية التي يرجع إليها ويستفاد منها في الدوائر ذات العلاقة. المعروف أن الشيخ الراحل كان ممن يمثلون الدفعة الأولى التي تكونت من اثنين وعشرين طالباً وتخرجت من كلية الشريعة والتي هي أساس جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية.
الداعية الإسلامي عبد الرشيد إبراهيم [1846 – 1944]، اشتهر بالرحالة العجيب وذلك نتيجة لرحلاته الطويلة عبر العديد من دول العالم في سبيل نشر الدعوة الإسلامية، وكان أشهر هذه الرحلات رحلته إلى كل من الصين وكوريا واليابان، اشترك في الحرب بين إيطاليا وليبيا على الرغم من بلوغه السبعين من عمره، استقر أخيرًا في اليابان وظل بها حتى توفاه الله. نشأته وتعليمه: ولد الداعية الإسلامي عبد الرشيد إبراهيم في عام 1846م، في بلدة "تارا" في سيبيريا التي نشأ وترعرع بها، أظهر من الذكاء والنباهة ما جعل أبويه يحرصان على تعليمه، حتى بلغ عامه الاثني عشر من عمره قرر الارتحال إلى أراضي الحجاز حتى ينهل من علم شيوخها، ومكث بها عشرون سنة، حتى قرر العودة مرة أخرى إلى روسيا وتعد هذه الرحلة هي البداية لسلسلة طويلة من الرحلات في العديد من أنحاء العالم من أجل نشر دين الإسلام. طريق الدعوة إلى الله: بعد مرور عشرون عامًا على مغادرته لروسيا عاد عبد الرشيد مرة أخرى ولكن هذه المرة هو الداعية عبد الرشيد إبراهيم العالم الجليل والذي استطاع بعلمه أن يأسر قلوب مستمعيه، حتى ذاع صيته في جميع أنحاء روسيا، وما ان وصلت أخباره إلى السلطات الروسية حتى ضيقوا عليه الخناق، فهرب منهم إلى تركيا، ثم عزم على الذهاب إلى اليابان وفي طريقه مر على كل من منشوريا ومنغوليا والصين وكوريا ثم اليابان والملايو ومنها إلى جزيرة العرب ثم بلاد الشام، ثم بيروت ومنها عاد إلى إسطنبول مرة أخرى.
وسيرة الشيخ وآثاره موطن ٌ خصب ٌ للباحثين يجدون فيها ما يملأ الصحف ملأ الله صحائفه بالحسنات ، إلا أنني قبل الختم لايمكن أن أتجاوز الحديث عن الشيخ دون إفادة القارئ الكريم بنادرة ٍمن نوادر الزمان التي يقل تكررها ، ومن روائع قصص بر الوالدين ، تتمثل في بر فضيلة شيخنا الشيخ محمد بن إبراهيم الحديثي " حفظه الله " بوالده الشيخ إبراهيم، والشيخ محمد ولي القضاء مع أبيه ورأس محاكم عسير بعده إلى أن تقاعد " حفظه الله " وكان مع مشابهته لسيرة والده ومع كبر سنه - إذ هو أكبر أبناء الشيخ - ومع جلال قدره ، كان ملازماً لوالده مثل ظلّه لا تراه إلا ممسكاً بيده ، بل رأيته يُلبسه نعليه ويمسح بالمنديل فم والده وأنفه. وكان لا يفارقه إلا عند النوم ، حتى ضرب أروع أمثلة البرّ بالوالد لا حرمه الله نفع ذريته وصلاحهم وبارك له فيهم. هذه صورٌ ممتلئة بهجة ً وإيماناً أردت ُ إتحاف القارئ بها رجاء نفعها واستجلاباً للدعاء لشيخنا " رحمه الله ".. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش الكريم سبحانه.. *القاضي السابق في ديوان المظالم والمحامي حالياً
"أحمد مبروك المطيري" قال: "عاش بيننا.. وتعلم في مدارسنا.. وتعلمنا منه الكثير في ديننا.. أفلا يستحق الجنسية مثلنا؟! بلى وربي فالمنجد يستحق الجنسية". يُذكر أن الشيخ "محمد صالح المنجد"، الذي يحمل الجنسية السورية، ولد في 30/12/1380 هـ، ونشأ في الرياض، وتعلم في المملكة، ونال البكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن دفعة 79.
وقدم الشيخ عددًا من البرامج التليفزيونية على عدد من القنوات الفضائية العربية، فقدم برنامج رصد وهو برنامج أسبوعي كان يذاع على قناة المجد الفضائية، وقدم كذلك برنامجًا أسبوعيًا يسمى إذاعة القرآن الكريم، بالإضافة إلى عدد من البرامج التليفزيونية على قنوات متعددة. كان الشيخ محمد صالح المنجد من أوائل الدعاة الذين استخدموا الإنترنت في الدعوة الإسلامية وكانت له جهود واضحة في هذا الصدد، إذ أنشأ موقعًا على شبكة الإنترنت اسمه الإسلام سؤال وجواب وهو أول موقع إسلامي على شبكة الإنترنت، وكان يشرف عليه بنفسه ويمارس عليه عمله الدعوي الإسلامي، وأسسكذلك منصة زاد وهي منصة تعليمية لتعليم العلوم الشرعية عبر الإنترنت.
الاسم: محمد صالح المنجد الميلاد: ولد الشيخ في يوم 30/12/1380 هجرية. الدراسة: درس المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية بالرياض. ثم انتقل للظهران في المملكة العربية السعودية وأنهى فيها دراسته الجامعية. شيوخه: حضر مجالس للشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز. والشيخ محمد بن صالح العثيمين. والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين. وأكثر من استفاد بالقراءة عليهم الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك. وأخذ تصحيح قراءة القرآن على الشيخ سعيد آل عبد الله. محمد المنجد تويتر ترامب يتهم الموقع. ومن شيوخه الذين استفاد منهم: الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان الشيخ عبد الله بن محمد الغنيمان الشيخ محمد ولد سيدي الحبيب الشنقيطي الشيخ عبد المحسن الزامل الشيخ عبد الرحمن بن صالح المحمود وكان أكثر من استفاد منه في الاجابات الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله وكانت علاقته به ممتدة على مدى خمس عشرة سنة ، وهو الذي دفعه إلى التدريس وكتب إلى مركز الدعوة والارشاد بالدمام باعتماد التعاون معه في المحاضرات والخطب والدروس العلمية وبسبب الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - أصبح خطيباً وإماماً ومحاضراً. المشاركات الدعوية: إمام وخطيب جامع جامع عمر بن عبد العزيز بالخبر.