إعراب الآية 22 من سورة الفجر - إعراب القرآن الكريم - سورة الفجر: عدد الآيات 30 - - الصفحة 593 - الجزء 30. (وَجاءَ رَبُّكَ) ماض وفاعله والجملة معطوفة على قبلها (وَالْمَلَكُ) معطوف على ربك (صَفًّا صَفًّا) حالان. وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وأما قوله تعالى: { والملك صفّاً صفّاً} ف { صفّاً} الأول حال من { الملك}. و { صَفّاً} الثاني لم يختلف المفسرون في أنه من التكرير المراد به الترتيب والتصنيف ، أي صفّاً بعد صفِّ ، أو خَلْفَ صفّ ، أو صنفاً من الملائكة دون صنف ، قيل: ملائكة كل سَماء يكونون صفّاً حول الأرض على حدة. قال الرضي وأما تكرير المنكَّر في قولك ، قرأت الكتاب سورةً سورةً ، وقوله تعالى: { وجاء ربك والملك صفاً صفاً} فليس في الحقيقة تأكيداً إذ ليس الثاني لتقرير ما سبق بل هو لتكرير المعنى لأن الثاني غير الأول معنى. والمعنى: جميع السور وصفوفاً مختلفة ا ه. وشذّ من المفسرين من سكت عنه. ولا يحتمل حمله على أنه مفعول مطلق مؤكد لعامله إذ لا معنى للتأكيد. وإسناد المجيء إلى الله إما مجاز عقلي ، أي جاء قضاؤه ، وإما استعارة بتشبيه ابتداء حسابه بالمجيء. ما اعراب وجاء ربك والملك صفا صفا - إسألنا. وأما إسناده إلى الملَك فإما حقيقةٌ ، أو على معنى الحضور وأيًّا مَّا كان فاستعمال ( جاء) من استعمال اللفظ في مجازه وحقيقته ، أو في مَجَازَيْه.
وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) ( وجاء ربك) يعني: لفصل القضاء بين خلقه ، وذلك بعد ما يستشفعون إليه بسيد ولد آدم على الإطلاق محمد - صلى الله عليه وسلم - بعدما يسألون أولي العزم من الرسل واحدا بعد واحد ، فكلهم يقول: لست بصاحب ذاكم ، حتى تنتهي النوبة إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - فيقول: " أنا لها ، أنا لها ". فيذهب فيشفع عند الله في أن يأتي لفصل القضاء فيشفعه الله في ذلك ، وهي أول الشفاعات ، وهي المقام المحمود كما تقدم بيانه في سورة " سبحان " فيجيء الرب تعالى لفصل القضاء كما يشاء ، والملائكة يجيئون بين يديه صفوفا صفوفا.
ما اعراب وجاء ربك والملك صفا صفا
28817 - حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب, قَالَ: ثَنَا عَبْد الرَّحْمَن بْن مُحَمَّد الْمُحَارِبِيّ, عَنْ إِسْمَاعِيل بْن رَافِع الْمَدَنِيّ, عَنْ يَزِيد اِبْن أَبِي زِيَاد, عَنْ مُحَمَّد بْن كَعْب الْقُرَظِيّ, عَنْ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار, عَنْ أَبِي هُرَيْرَة, قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " تُوقَفُونَ مَوْقِفًا وَاحِدًا يَوْم الْقِيَامَة مِقْدَار سَبْعِينَ عَامًا لَا يُنْظَر إِلَيْكُمْ وَلَا يُقْضَى بَيْنكُمْ.
ومن الأمور العِظام التي يُظهِرُها الله بقُدرتِه ذلكَ اليوم، ذلكَ اليوم أمورٌ عظيمَةٌ تظهَرُ، جَهنّم مَسافتها بعيدةٌ تحتَ الأرض السّابعة ذلكَ اليوم سَبعُونَ ألفًا مِنَ الملائكةِ يجُرّونها كلُّ ملَكٍ بيَدِه سِلسِلةٌ مَربُوطةٌ بجهنّم وكلُّ ملَكٍ في القُوّةِ يزيدُ على قُوّة هذا البشر، يجُرُّونَ جهَنّم ليَراها الناسُ في الموقف، وهُم في الموقف يَنظُرونَ إليها ثم تُرَدُّ إلى مكانها، هذا شىءٌ واحِد مِن كثيرٍ مِن أهوالِ القيامة. ومن أهوال يوم القيامة الأرض التي كان عمل عليها الإنسان خيرًا أو شرًا الله يُنطق هذه الأرض تشهد عليه بما فعل من السيئات وتشهد للمؤمن بما فعل من الخيرات، الذهب الذي كان الشخص لا يزكيه يكون جمرًا يعيده الله فيحمى في نار جهنم ثم يكوى به جنب وجبهة وظهر الذي كان لا يزكيه في الدنيا.
معنى الآية ﴿ وجَاءَ ربّكَ والملَكُ صَفّا صَفّا ﴾ قال الإمام أحمدُ بنُ حَنبل في قولِ الله تعالى ﴿ وجَاءَ ربّكَ والملَكُ صَفّا صَفّا ﴾ سورة الفجر/22 أي جاءَت قُدرتُه، المعنى أنّ الله تبارك وتعالى لا يجوزُ عليهِ الحركةُ والسّكون، المجيءُ الذي نعرفهُ مِنَ المخلوقينَ الذي هو مجيءٌ بالحركةِ والسّكون لا يجوزُ على الله، لذلكَ الإمام أحمد فسر الآية:﴿ وجاءَ ربُّكَ ﴾ أي جاءَت قُدرتُه. وهكذا الآياتُ وكلُّ الأحاديث التي تُوهِم بأنّ الله متصّفٌ بشَىء مِن صفاتِ البشر ليسَ تَفسيرُها على ظاهرِها. ومعنى قولِه جاءَت قُدرتُه أي قُدرةُ الله أي الأمورُ العِظام التي خلقَها الله تعالى ليَوم القيامة، هذه الأمور هيَ أَثرُ القُدرة، بقدرةِ الله تأتي، عن هذه الإمامُ أحمد فَسّر قولَ الله " وجَاءَ ربُّك " بمجيءِ هذِه الأمورِ العظيمة التي تكون بقُدرة الله ذلكَ اليوم، يوم القِيامة حين يَحضُر الملَكُ أي الملائكةُ صفُوفًا لِعُظْم ذلكَ اليوم حتى يُحِيطُوا بالإنس والجنّ، الجِنُّ والإنسُ يكونُونَ مُحاطِينَ، مُكتَنَفِين، بهذه الصّفوفِ منَ الملائكة، لا أحَدَ يستَطيعُ أن يخرجَ ويُفارِقَ هذا المكانَ لا مِنْ طَريق الجوّ ولا مِن طريقِ الأرض إلا بسُلطان أي إلا بإذنٍ منَ الله وحُجّةٍ.
يا أيتها النفس المطمئنة فيه سبعة تأويلات: أحدها: يعني المؤمنة ، قاله ابن عباس. الثاني: المجيبة ، قاله مجاهد. الثالث: المؤمنة بما وعد الله ، قاله قتادة. الرابع: الآمنة ، وهو في حرف أبي بن كعب يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة. الخامس: الراضية ، قاله مقاتل. السادس: ما قاله بعض أصحاب الخواطر: المطمئنة إلى الدنيا ، ارجعي إلى ربك في تركها. السابع: ما قاله الحسن أن الله تعالى إذا أراد أن يقبض روح عبده المؤمن اطمأنت النفس إلى الله عز وجل ، واطمأن الله إليها. ارجعي إلى ربك فيه وجهان: أحدهما: إلى جسدك عند البعث في القيامة ، قاله ابن عباس. الثاني: إلى ربك عند الموت في الدنيا ، قاله أبو صالح. ويحتمل تأويلا ثالثا: إلى ثواب ربك في الآخرة. راضية مرضية فيه وجهان: أحدهما: رضيت عن الله ورضي عنها ، قاله الحسن. الثاني: رضيت بثواب الله ورضي بعملها ، قاله ابن عباس. فادخلي في عبادي فيه ثلاثة أوجه: أحدها: في عبدي ، وهو في حرف أبي بن كعب: فادخلي في عبدي. الثاني: في طاعتي ، قاله الضحاك. الثالث: معناه فادخلي مع عبادي ، قاله السدي. وادخلي جنتي فيه قولان: أحدهما: في رحمتي ، قاله الضحاك. الثاني: الجنة التي هي دار الخلود ومسكن الأبرار ، وهو قول الجمهور.
قوله تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه. يعتبر هذا الإخبار من حيث رضوان الله تعالى على العباد في الجنة ، من باب العام بعد الخاص. تفسير: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم). وقد تقدم في سورة الليل في قوله تعالى: وسيجنبها الأتقى الذي يؤتي ماله يتزكى إلى قوله ولسوف يرضى [ 92 \ 17 - 21] ، واتفقوا على أنها في الصديق رضي الله عنه كما تقدم ، وجاء في التي بعدها سورة والضحى قوله تعالى: ولسوف يعطيك ربك فترضى [ 93 \ 5] ، أي: للرسول صلى الله عليه وسلم. وهنا في عموم: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية ، فهي عامة في جميع المؤمنين الذين هذه صفاتهم ، ثم قال: رضي الله عنهم ، وقد جاء ما يبين سبب رضوان الله تعالى عليهم وهو بسبب أعمالهم ، كما في قوله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة [ 48 \ 1] فكانت المبايعة سببا للرضوان. وفي هذه الآية الإخبار بأن الله رضي عنهم ورضوا عنه ، ولم يبين زمن هذا الرضوان أهو سابق في الدنيا أم حاصل في الجنة ، وقد جاءت آية تبين أنه سابق في الدنيا ، وهي قوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم [ 9 \ 100] ، فقوله تعالى: رضي الله عنهم ورضوا عنه ، ثم يأتي بعدها: وأعد لهم جنات.
[ ص: 54] فهو في قوة الوعد في المستقبل ، فيكون الإخبار بالرضى مسبقا عليه. وكذلك آية سورة الفتح في البيعة تحت الشجرة إذ فيها: لقد رضي الله عن المؤمنين [ 48 \ 18] ، وهو إخبار بصيغة الماضي ، وقد سميت " بيعة الرضوان ". ( رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ) - منتدى قصة الإسلام. تنبيه في هذا الأسلوب الكريم سؤال ، وهو أن العبد حقا في حاجة إلى أن يعلم رضوان الله تعالى عليه; لأنه غاية أمانيه ، كما قال تعالى: ذلك الفوز العظيم. أما الإخبار عن رضى العبد عن الله ، فهل من حق العبد أن يسأل عما إذا كان هو راضيا عن الله أم لا ؟ إنه ليس من حقه ذلك قطعا ، فيكون الإخبار عن ذلك بلازم الفائدة ، وهي أنهم في غاية من السعادة والرضى فيما هم فيه من النعيم إلى الحد الذي رضوا وتجاوز رضاهم حد النعيم إلى الرضى عن المنعم. كما يشير إلى شيء من ذلك آخر آية النبأ: عطاء حسابا [ 78 \ 36] ، قالوا: إنهم يعطون حتى يقولوا: حسبنا حسبنا ، أي: كافينا.
كما: - 17116- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب قال: مرّ عمر برجل وهو يقرأ هذه الآية: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان) ، قال: من أقرأك هذه الآية؟ (5) قال: أقرأنيها أبيّ بن كعب. قال: لا تفارقْني حتى أذهب بك إليه! فأتاه فقال: أنت أقرأت هذا هذه الآية؟ قال: نعم! قال: وسمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: [نعم! ]. (6) لقد كنتُ أرانا رُفِعنا رَفْعَةً لا يبلُغها أحدٌ بعدنا! فقال أبيّ: تصديق ذلك في أول الآية التي في أول الجمعة, (7) وأوسط الحشر, وآخر الأنفال. أما أول الجمعة: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ،, [سورة الجمعة: 3] ، وأوسط الحشر: وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ ، [سورة الحشر: 10] ، وأما آخر الأنفال: وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ ، [سورة الأنفال: 75]. 17117- حدثنا أبو كريب قال, حدثنا الحسن بن عطية قال، حدثنا أبو معشر, عن محمد بن كعب القرظي قال: مرّ عمر بن الخطاب برجل يقرأ: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار) ، حتى بلغ: (ورضوا عنه) ، قال: وأخذ عمر بيده فقال: من أقرأك هذا؟ قال: أبي بن كعب!