حدثني أحمد بن يوسف، قال: ثنا القاسم، قال: سمعت الكسائيّ يخبر عن زائدة، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق أنه قرأها ( فَعَاقَبْتُمْ) وفسّرها فغنمتم. حدثنا أحمد، قال: ثنا القاسم، قال: ثنا هشيم، عن مغيرة، عن إبراهيم، في قوله: ( فَعَاقَبْتُمْ) قال: غنمتم. حدثنا ابن حُمَيد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: سألنا الزهريّ، عن هذه الآية وقول الله فيها: ( وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ). الآية، قال: يقول: إن فات أحدًا منكم أهله إلى الكفار، ولم تأتكم امرأة تأخذون لها مثل الذي يأخذون منكم، فعوّضوه من فيء إن أصبتموه. وقال آخرون في ذلك: ما حدثني به يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: ( وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ) قال: خرجت امرأة من أهل الإسلام إلى المشركين، ولم يخرج غيرها.
ومعنى أولياء: أي: توالونهم وتحبونهم وتناصرونهم. تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:1]. وفي هذا تقريع وتوبيخ، تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ [الممتحنة:1]. وقد كفر المشركون بالقرآن والوحي والنبوة المحمدية والتوحيد. وفوق ذلك؛ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ [الممتحنة:1]. وقد أخرجوهم من مكة, أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ [الممتحنة:1], أي: من أجل إيمانكم بالله أخرجوكم من مكة، فهم يريدون أن تبقوا مشركين معهم، وإلا أخرجوكم. ثم قال تعالى: إِنْ كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ [الممتحنة:1]. أي: يا حافظ! لقد خرجت من مكة ابتغاء وجه الله ونصرة الإسلام ومصاحبة محمد صلى الله عليه وسلم, كيف تودهم؟ ثم قال تعالى: وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ [الممتحنة:1]. ولهذا أوحاه الله إلى الرسول، وما كان رسول الله ولا أحد من المؤمنين يعرف عن هذه الرسالة حتى أوحى الله إلى رسوله، فبعث علياً و الزبير و المقداد فجاءوا بكتاب مكتوب بيد حاطب ، لكن حاطباً لم يكن كافراً ولا يحب الكفار ولا يواليهم، وإنما اجتهد في أن يصنع له يداً عندهم، ومع هذا عاتبه الله, ولكنه أبقاه على إيمانه وصحبته لرسول الله.
يعدّ الصيام عبادة من العبادات التي تقرِّب العبد إلى ربه، فهو يختبر مدى قدرة الإنسان على تحمل المعاناة والمشقة في سبيل الله، فهو أن يمسك الإنسان عن الأكل والشرب من طلوع الفجر حتَّى غياب الشمس، وحضاً على النظافة خلال الصيام والمحافظة على أن تكون رائحة فم الصائم طيبة نلجأ لغسل أسناننا بمعجون الأسنان، وبحسب الشيخ محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية ، فإن استخدام معجون الأسنان جائز في نهار رمضان، ولكن بشرط الحذر عند استخدامه. وأضاف أن استخدام المعجون لا يضر الصيام بشيء، ولكن إذا نزل منه شيء إلى الجوف فعندها يكون الصائم قد أفطر، متفقٌ عليه بين العلماء جميعاً، حيث لا حرج ولا ضرر في أن يقوم الصائم بتنظيف أسنانه بمعجون الأسنان ، وهو لا يفطر الصائم إنْ أمن عدم وصوله إلى الحلق، وهو في هذه الحالة قريب من حكم المضمضة، فأصل الصيام والغاية منه ألَّا يدخل إلى معدة الإنسان شيء من الشراب أو الطعام، لذلك لا ضرر ولا ضرار في أن يستخدم الصائم معجون الأسنان مع ضرورة التنبيه إلى عدم وصول شيء منه إلى الحلق أو المعدة، وهذا ما أفتى به العلماء، والله تعالى أعلم. وأشار إلى أنه يجوز استعمال فرشاة الأسنان والمعجون في نهار رمضان بشرط عدم المُبالغة فرسول الله «صلى الله عليه وسلم» أجاز للمُتوضئ المضمضة بشرط عدم المبالغة حتى لا يصل شيء للحلق يؤدي الى إفساد الصيام.
حكم بلع المعجون عمدًا وفي فتوى أخرى قال مركز الفتوى إن ابتلاع الصائم غسول الفم, أو معجون الأسنان عمدا, فصيامه باطل, وإن وصل إلى الحلق من غير قصد, فإنه لا يبطل الصيام.
[٢] أمّا قطرة الأذن، أو غسول الأُذن؛ فإنّ مدخل الأذن غير معتاد، وقد ثبت طبياً عدم وجود منفذ بين الأذن والجوف؛ وعليه لا تكونُ قطرةُ الأذن مفطرة،وقطرة الأنف غير مفطرةً، ما لم تصل إلى الحلق [٢] الأقراص التي توضع تحت اللسان وهذه الأقراصُ لعلاجِ الأزماتِ القلبيةِ؛ وقَد أجمعَ العلماءُ على صحةِ صومِ مَن تناولها، لِعدمِ دخولِ أيّ شيءٍ منها عبر الفم، والأفضلُ لِمن وضعها أنْ يَتمضمضَ بعدَ ذوبانِ الحبّة. [٣] ما يدخل المهبل مِن تحاميلِ (لبوس)، أو غسولِ، أو منظارٍ مهبلي، أو إصبعٍ للفحصِ الطبي؛ فكُل هذه غير مفطرةً لأنها ذات مدخل غير معتاد، فلا منفذَ بين قُبُلِ المرأةِ والمَعدةِ في الفحصِ الداخلي، فبالتالي لا يعد مفطراً، ويلحق بها إدخالُ المنظار أو اللولب ونحوهما إلى الرحم، فهو غير مفطر. أحكام أخرى - إسلام ويب - مركز الفتوى. [٤] ما يدخل الإحليل أي مجرى البول الظاهر للذكرِ والأنثى من قَثطرةٍ (الأنبوب دقيق)، أو منظارٍ، أو مادةٍ ظليلةٍ على الأشعة، أو دواءٍ، أو محلولٍ لغسلِ المثانة؛ فهذه كلها غير مفطرة. [٤] علاج الأسنان حفرُ السن، أو قلعُ الضرس، أو تنظيفُ الأسنان، أو السّواكِِ وفرشاةِ الأسنان، إذا اجتنبَ ابتلاع ما قد ينفذ إلى الحلق، فلا تفطر.
و قد ذهب كثير من العلماء إلى أن المغمى عليه في جزء من النهار يصح صيامه و هذا قول أحمد والشافعي – رحمهما الله -. أما أن يكون تحت أثر التخدير جميع النهار لا يفيق في جزء منه فهذا لا يصح صومه عند جمهور العلماء وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم عن ربه: "يدع طعامه وشهوته من أجلي" و هذا لا يصدق عليه شيء من ذلك.