[١١] [١٤] حُكم قيام الليل والوتر حُكم قيام الليل اتّفق الفُقهاء على مشروعية قيام الليل؛ فهو سُنّة عند الحنفية، والحنابلة، ومُستحَبّ عند الشافعية، ومندوب عند المالكية، [١٥] واستدلّوا على ذلك بالقُرآن ، والسُنّة، والإجماع؛ فمن القُرآن قوله -تعالى-: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا) ، [١٦] ومن السُنّة حديث النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، إذ قال: (عليكم بقيامِ الليلِ؛ فإنَّه دَأْبُ الصالحينَ قبلَكم، وهو قُرْبةٌ إلى ربِّكم، ومَكْفَرةٌ للسِّيِّئاتِ، ومَنْهاةٌ عن الإثمِ) ، [١٧] وقد نقل الإجماع على ذلك عدد من الأئمّة، كالنووي، وابن عبدالبر، وابن حجر. [١٨] حُكم صلاة الوتر اختلف الفُقهاء في حُكم صلاة الوتر على قولَين، وذلك كما يأتي: [١٩] جمهور الفقهاء: ذهب جُمهور الفُقهاء من المالكيّة، والشافعيّة، والحنابلة إلى أنّ صلاة الوتر من السُّنَن المُؤكَّدة، وهي ليست واجبة؛ واستدلّوا على ذلك بقول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (إنَّ اللهَ وِترٌ يحبُّ الوِترَ ، فأوتِروا يا أهلَ القرآنِ) ، [٢٠] كما استدلّوا بمحافظة الرسول عليها، وقد صرَّح الشافعية، والحنابلة بأن صلاة الوتر واجبة في حقّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- فقط.
وقال أيضًا: (إحداها سُنَّة الفجر والوتر فهاتان أمَرَ بهما النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ولم يأمرْ بغيرهما، وهما سُنَّة باتِّفاق الأئمَّة) ((مجموع الفتاوى)) (23/125). الأدلَّة: أولًا: من الكتاب قال الله تعالى: حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الوُسْطَى [البقرة: 238] وَجْهُ الدَّلالَةِ: أنه لو كانت صلاة الوتر واجبةً لكانت الصلواتُ المفروضةُ سِتًّا، والستُّ لا تصحُّ أن يكونَ لها وُسْطَى؛ فعُلِم أنَّها خمسٌ ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/279). صلاة الوتر حكمها، وقتها، القنوت فيها - فقه. ثانيًا: من السُّنَّة 1- عن طلحةَ بنِ عُبَيدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رجلًا جاءَ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال: ((ما الإسلامُ؟ قال: خمسُ صلواتٍ في اليومِ واللَّيلةِ؛ قال: فهلْ عليَّ غيرُها؟ قال: لا إلَّا أن تطوَّع، فقال: واللهِ، لا أَزيد عليها ولا أنقُص منها، فقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفلحَ إنْ صَدَق)) رواه البخاري (2678)، ومسلم (11). أوَجْهُ الدَّلالَةِ: - أنَّه بيَّن أنَّ المفروضَ هو خمسُ صلواتٍ في اليوم واللَّيلةِ لا سِتٌّ ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/279)، ((المجموع)) للنووي (4/19، 20). - أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نفَى بقولِه: ((لا)) - جوابًا عن سؤالِ الرجلِ (هلْ عليَّ غيرُها؟)- وجوبَ غيرِ هذه الصلواتِ الخمسِ، ثم أكَّد النفيَ بقوله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إلَّا أن تطوَّعَ)) ((الحاوي الكبير)) للماوردي (2/279)، ((المجموع)) للنووي (4/19، 20).
[4] شاهد أيضًا: صلاة الوتر كم ركعه وكيفية صلاتها إلى هنا نصل إلى ختام مقالنا هل يجوز ان اوتر مرتين ، والذي تمّ من خلاله بيان الحكم الشرعي لصلاة الوتر مرتين في الليلة الواحدة، وعديد الأحكام الشرعية المرتبطة في هذه المسألة.
[٢] حب الله للوتر إنّ ممّا يُؤكّد على فضل صلاة الوتر ويبين عظمها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (يا أهلَ القُرآنِ، أوْتِروا؛ فإنَّ اللهَ وِترٌ يُحِبُّ الوِترَ). [٣] [٤] ويراد به مخاطبة أهل القرآن أيّ المسلمين كافّة، ولكنّه خصّهم بهذا الوصف ليدلّ على أنّهم يسعون لمرضاة الله -تعالى- ويبحثون عن تكثير الطّاعات. حديث عن صلاة الوتر مكتوب. [٤] وأمرهم بالالتزام بصلاة الوتر؛ فالوتر صفة من صفات الرحمن، أيّ إنّه واحد متفرّد، فهو واحد في أسمائه، وهو متفرّد في صفاته، وواحد في ذاته -جل وعلا-، وواحد في أفعاله، لا شريك معه، ولا ندّ له، فأمرهم بأداء صلاة الوتر فهي عبادة متفرّدة ونادرة، تتناسب وتتلاءم مع صفات الله -تعالى-. [٤] محافظة النبي على صلاة الوتر إنّ خير دليل على فضل تلك الصلاة وكونها من آكد السّنن وأعظهما على الإطلاق، التزام النبي -صلى الله عليه وسلّم- بها، وحثّه الدائم عليها، وهو خير قدوة للمسلمين في أقواله وأفعاله، فقد كان لا يدعها. وقد ثبت في حديث عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ منها اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ).
] الزوفي، لا يعلم حدث بغير هذا، ولا روى عنه غير يزيد، والمجهول لا يقوم به حجة، وروى عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، وفيه كلام، فقال بعضهم: إنها صحيفة [مر تحقيقه في "الطهارة - في أحاديث مس الفرج" ص 58 من المخرج، وزدت عليه ما وقع لي، واللّه أعلم. ] كانت عند عبد اللّه بن عمرو، وقال بعضهم: إن حديثه لا يثبت، لأن عمرو بن شعيب إنما هو ابن شعيب بن محمد بن عبد اللّه بن عمرو، وقد قال بعض أهل العلم: حديثه عن غير أبيه يقبل، وعن أبيه صحيفة، وكل ما كان من الأخبار في حكم لا يثبت العلم به حتى يتفق على صحة إسناده، انتهى. وقال صاحب "تنقيح التحقيق" في أحاديث: "إن اللّه تعالى زادكم صلاة [قد استدل بحديث الزيادة معاذ بن جبل على وجوب الوتر، كما سيأتي قريبًا بإسناد رواته ثقات، وهو أعلم أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم بالحلال والحرام، وليس في حديث أبي سعيد دلالة على عدم وجوب الوتر بوجه من الوجوه، والذي يستمد منه هو أن المستدل بحديث الزيادة على وجوب الوتر يلزمه أن يقول: بوجوب الركعتين قبل الفجر، وهذا متجه على القائلين بوجوب الوتر، لو علم أن الحديث بلغهم، كيف! هل يجوز ان اوتر مرتين - موقع المرجع. وقد قال ابن معين: هذا حديث غريب من حديث معاوية بن سلام، اهـ.
بتصرّف. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1178، صحيح. ↑ رواه البخاري، في السنن الصغير، عن خارجة بن حذافة العدوي، الصفحة أو الرقم: 1/276، لا يُعرف لإسناده سماع بعضهم من بعض. ↑ عبد الله بن عبد الرحمن بن صالح البسام (2003)، توضِيحُ الأحكَامِ مِن بُلوُغ المَرَام (الطبعة الخامِسَة)، مكّة المكرّمة: مكتَبة الأسدي، صفحة 404-406، جزء 2. بتصرّف. ^ أ ب محمد بن صالح بن محمد العثيمين ، مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (الطبعة الأخيرة)، السعودية: دار الوطن - دار الثريا، صفحة 262-264، جزء 14. بتصرّف. حديث عن صلاة الوتر في المثلث. ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم: 1137، صحيح. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 997، صحيح. ↑ "هل صلاة الشفع والوتر هي قيام الليل " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2020. بتصرّف. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية - الكويت، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة الثانية)، الكويت: دار السلاسل، صفحة 118، جزء 34. بتصرّف. ↑ سورة الفرقان، آية: 64. ↑ رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن أبو أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 452، حسن.
الأمر الثاني: نور الوجه، قال تعالى: { سيماهم في وجوههم من أثر السجود}(الفتح:29) وقال عن الكافرين:{ والذين كسبوا السيئات جزاء سيئة بمثلها وترهقهم ذلة ما لهم من الله من عاصم كأنما أغشيت وجوههم قطعا من الليل مظلما أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون}(يونس:27). الأمر الثالث: سعة الرزق والبركة فيه، ويدل على ذلك قصة أصحاب الجنة الذين بارك الله لهم في جنتهم في حياة والدهم بطاعته ورحمته بالفقراء، حتى إذا مات وورثوا الأرض من بعده عزموا على حرمان الفقراء، فأرسل الله على جنتهم صاعقة فجعلتها كالصريم محترقة سوداء كالليل البهيم، قال تعالى: { إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون}(القلم:17). روح العبادة لا يخفى أن العبادة روح ولب وعلاقة تواصل بين العبد وربه سبحانه، فإذا اقتصرت العبادة على الحركات، وتخلف عنها لبها وجوهرها من الخشوع والخضوع لله والذل والانكسار بين يديه، كان العبد مؤديا لصورة العبادة لا لحقيقتها، فشرود القلب وغفلته في أداءه للعبادة من أعظم الآفات التي تؤدي لعدم قبول العمل، ولتجاوز هذا ذكر العلماء أسبابا لبعث الروح في عباداتنا منها: 1- تحديث القلب وتذكيره بالتعبد لله سبحانه، وأن سعادته في إحسان عبادته لربه والقيام لله بحقه.
[١٤] المراجع ↑ سورة الأعراف، آية: 59. ↑ سورة الذاريات، آية: 56. ↑ أحمد غلوش (2002)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة الأولى)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 495-496. بتصرّف. ↑ سورة الإنسان، آية: 2-3. ↑ مجموعة من المؤلفين (2002)، الموسوعة القرآنية المتخصصة ، مصر: المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، صفحة 744. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن النعمان بن بشير، الصفحة أو الرقم: 1599، صحيح. ↑ عبد الرحيم السلمي، شرح رسالة العبودية لابن تيمية ، صفحة 12، جزء 14. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 143. ↑ عبد العزيز العبد اللطيف (18-6-1437)، "علاقة العبادات بالإيمان " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 9-9-2020. بتصرّف. ↑ محمد العثيمين (1426)، شرح العقيدة السفارينية - الدرة المضية في عقد أهل الفرقة المرضية (الطبعة الأولى)، الرياض: دار الوطن، صفحة 403. بتصرّف. ↑ سورة الفتح، آية: 4. ↑ سورة مريم، آية: 76. مفهوم العبادة - أيمن الشعبان - طريق الإسلام. ↑ شمس الدين السفيري (2004)، المجالس الوعظية في شرح أحاديث خير البرية صلى الله عليه وسلم من صحيح الإمام البخاري (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 294، جزء 1. بتصرّف. ↑ مجموعة من المؤلفين (1433)، الموسوعة العقدية ، الإنترنت: موقع الدرر السنية، صفحة 22، جزء 6.
إن تقديم أجسادنا لله يعني أن نعطيه ذواتنا بالكامل. وتعني الإشارة إلى الجسد هنا، أن نقدم لله كل وظائفنا البشرية، أو كل بشريتنا – قلوبنا، وأذهاننا، وأيادينا، وأفكارنا، وإتجاهات قلوبنا. بكلمات أخرى، علينا أن نتخلى عن التحكم في هذه الأمور ونسلمها لله، كما تقدم الذبيحة الملموسة على المذبح. ولكن كيف نفعل هذا؟ مرة أخرى نقول إن المقطع الذي أشرنا إليه واضح: "بتجديد أذهانكم". نحن نجدد أذهاننا يومياً بتطهيرها من "حكمة" العالم، واستبدالها بالحكمة الحقيقية التي تأتي من الله. فنحن نعبده بأذهاننا المجددة المطهرة وليس بمشاعرنا. إن المشاعر أمر رائع، ولكن ما لم تتشكل بذهن متشبع بالحق فيمكن أن تكون بمثابة قوى هدامة خارجة عن السيطرة. فحيث يذهب العقل تتبعه الإرادة، وكذلك المشاعر. تقول رسالة كورنثوس الثانية 2: 16 أنه يجب أن يكون لنا "فكر المسيح" وليس مشاعر المسيح. توجد طريقة واحدة لتجديد أذهاننا، وهي عن طريق كلمة الله. إن الحق، هو معرفة كلمة الله، أي معرفة مراحم الله، وهكذا نعود من حيث بدأنا. إن معرفة الحق، والإيمان بالحق، والتمسك بالحق هو ما ينتج عنه تلقائياً العبادة الروحية الحقيقية. إن المشاعر تتبع الإقتناع، المشاعر التي هي إستجابة للحق وليس لمؤثرات خارجية، ومنها الموسيقى.