الثلاثاء 25 جمادى الآخرة 1436 هـ - 14 أبريل 2015م - العدد 17095 حسين القحطاني إظهار النعم والتحدث بها من صفات المؤمنين الشاكرين، أما من يكتمها، أو يظهر أنه فاقد لها إما بلسان الحال أو المقال، فهو كفر لها، وهو من صفات الكافرين الجاحدين. وإنما سمي الكافر كافراً، لأنه يغطي نعمة الله التي أسبغها عليه ويجحدها ولا يقر بها. وقد وصفهم الله بذلك في كتابه، فقال: "يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون".. بل ربما نسبوا نعم الله تعالى التي أعطاهم إياها إلى أنفسهم وعلمهم وخبرتهم، قال تعالى: "فإذا مسّ الإنسان ضر دعانا ثم إذا خوّلناه نعمةً منا قال إنما أوتيته على علم بل هي فتنة ولكن أكثرهم لا يعلمون". ومما لا شك فيه أن الكفر بنعم الله تعالى مؤذن بزوالها عمّن كفر بها، قال تعالى: "وضرب الله مثلًا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون".. بالشكر تدوم النعم ، أذكروا الله وأشكروه على نعمه. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من زوال النعمة في دعائه: "اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك". وشكر النعم ليس باللسان فقط؛ إنما الشكر يجب أن يكون بتسخير النعمة في منفعة الغير وتقديم يد العون لهم، فشكر نعمة المال تكون بإنفاقه على المحتاجين، وشكر نعمة العلم بتعليم الجاهل، وشكر نعمة الصحة بالتعاون مع العجزة ومساعدتهم على إنجاز أعمالهم، وشكر نعمة الإسلام بنشره ودعوة الناس إليه بالحكمة والموعظة الحسنة.
بقلم | عمر نبيل | الاحد 27 سبتمبر 2020 - 10:05 ص عزيزي المسلم، معنى أن تألف النعمة، أنها أصبحت بلا قيمة، ومن الممكن أن تضيع منك في أي لحظة، دون أن تشعر، لكن كيف نتعايش مع النعم التي منحنا الله إياها، ونحن نحافظ عليها؟. بداية لابد أن ندرك جيدًا أن نعم الله عز وجل علينا لا حدود لها، قال تعالى: «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا»، فمجرد أن تتنفس فهذه نعمة لا مثيل لها، إذ تخيل هناك المئات حول العالم يصابون بداء يمنع عنهم التنفس الطبيعي، فيعيشون في كرب عظيم، ولكن أنت بعيد عن ذلك.. فلو تخيلنا أن أبسط النعم إنما هي نعم عظيمة لعملنا جيدًا على الحفاظ عليها بكل جهد واجتهاد، سواء بعدم إضرارها كشرب السجائر مثلا، التي تصيب الناس بضيق التنفس، أو بشكر المولى عز وجل عليها، الذي منحنا إياها، ولم يطلب منا المقابل.
وقال ابن عيينة – رحمه الله: (ما أنعم الله على العباد نعمةً أفضل من أنْ عرَّفهم لا إله إلاَّ الله). ومن أعظم النعم: نعمة السَّتْر والإمهال؛ لأن الله تعالى لو عاجلنا بالعقوبة لهلكنا، قال مقاتل – رحمه الله – في قوله تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾: (أما الظاهرة: فالإسلام، وأما الباطنة: فسِتْره عليكم المعاصي). وقال رجل لأبي تميمة: كيف أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ بين نِعمتين؛ لا أدري أيهما أفضل؟ ذنوب سَتَرَها الله؛ فلا يستطيع أن يُعيِّرني بها أحد، ومودة قَذَفَها الله في قلوب العباد؛ ولم يَبْلغها عملي). إخوتي الكرام.. وهناك نعمة، يغفل عنها كثير من الناس، وهي نعمة التَّذكير؛ قال ابن القيم – رحمه الله: (ومن دقيق نِعَمِ الله على العبد التي لا يكاد يفطن لها: أنه يُغلِق عليه بابَه، فيرسل اللهُ إليه مَنْ يَطرق عليه الباب، يسأله شيئاً من القُوت؛ لِيُعَرِّفَه نِعْمتَه عليه). اذاعة مدرسية عن بالشكر تدوم النعم | المرسال. ومن عظيم نعم الله تعالى على عباده: أنه فتح لهم بابَ التوبة، ولم يغلقه دونهم، مهما كانت ذنوبهم ومعاصيهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: « مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ » رواه مسلم.
شكر النِعم قيدٌ لها، إذا شكرت النعم اتسعت وبارك الله فيها وعظم الانتفاع بها، ومتى كفرت النعم وأهملت شكرها زالت وزال بريق حلاوتها سبحان الله. ولكن كيف يكون شكر النعم؟، يقول ابن القيم -رحمه الله- "الشكر يكون؛ بالقلب: خضوعاً واستكانةً، وباللسان: ثناءً واعترافاً، وبالجوارح: طاعةً وانقياداً". وقد أقر العلماء أن الشكر مراتب ومستويات لابد أن تجتمع كلها حتى يسمى شكرا، تبدأ بإدراك النعمة، بأن ندرك نعم الله علينا، نتفكر بكل ما حولنا، ونحاول أن ندرك النعم التي نملكها قدر المستطاع. ثم يكون الشكر باستشعار القلب لقيمة النعمة التي أنعمها الله علينا، وأن نُصدق ونقر أن هذه النعم هي من الله تعالى وحده هو المتفضل علينا بها لا أحد سواه. ثم نترجم ما وقر في قلوبنا من استشعار للنعمة والاعتراف بها لفظا، فنشكر الله على نعمته باللسان، نتلفظ بالشكر والحمد، ونشغل ألستنا في كل وقت بالثناء على الله تعالى. وبعد ذلك يأتي شكر الجوارح، بالعبادات من فرائض ونوافل، بتسخير جميع جوارحنا لطاعة الله تعالى، واجتناب نواهيه، وبالعمل الصالح، ومساعدة الناس، نقوم بكل هذا امتنانا وشكرا لله. فمن أدرك نعم الله عليه وشكره عليها بقلبه ولسانه وجوارحه، كان عبدا محققا لكمال الشكر واستحق أن يقال عنه عبدا شكورا؛ لا يتوقف شكره عند حد معين أو بعمل معين.
وعندما اجتمعت قمة الأمم المتحدة للتنمية الشاملة لإقرار الأهداف العالمية والغايات للتنمية المستدامة حتى عام 2030، فقد كان السؤال المهم لرئيس كل دولة هو: من أين التمويل لتنفيذ المشروعات الكبرى في التعليم والصحة والبيئة ومكافحة الفقر؟ وقد عقدت بعدها تحت غطاء الأمم المتحدة العديد من المؤتمرات لضمان تمويل تنفيذ مشروعات التنمية الشاملة من خلال مساهمات الدول ذات الموارد العالية سواء من خلال منح لا ترد أو قروض بفوائد قليلة أو من دون فوائد. لكن ظروفنا وما حبانا الله من نعم لا تعد ولا تحصى، لم يجعلنا كل ذلك ممن يجتمعون لدراسة مؤشرات الفقر ونقص الموارد، غير أننا كنا ممن يجتمعون للإعلان عن مبادرات بمنح لا ترد أو مساعدات لدول فقيرة تشكو الفقر والجوع وضعف البنية الأساسية. وهناك العديد من الدول التي زارها أهل الخير من الكويت وتبرعوا بعدها بآبار للشرب وعمل طرق ممهدة أو مرافق صحية أو مشروعات للكسب الحلال أو المدارس والمساجد وغيرها من المشروعات، وهذا ما يجعل موقعنا ضمن منظومة من ليس لديهم عذر في تحقيق أهداف وغايات التنمية من المحاور الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية وبعيدا عن منظومة الفساد الذي يعصف ويفتك بالتنمية ويهدم المجتمعات ويعصف بالدول التي لا تحمد الله على النعم ولا تصونها بالشكر الدائم.
إذا ذكر صاحب اليوم عرف أنه رجل العروض والقافية، وأستاذ أساتذة البصرة والكوفة في النحو؛ ومؤسس علم المعجمات العربية؛ فقد اجتمعت لصاحبنا علوم لم تجتمع لواحد قبله، إنه الخليل بن أحمد الفراهيدي. وقد مكنتني المصادر التي بين يدي من أن ألتقط لك - عزيزي القارئ - صورة من صباه، لنتأملها معا، لنستخلص منها طبيعة هذه الشخصية العلمية منذ نعومة أظفارها. إن بداية حديثنا عن الخليل ستكون بذكر الفرزدق، ذلك الشاعر التميمي، الذي اشتهر بفصاحته وهجائه لجرير، وجرير هذا من أبرع الشعراء في الهجاء؛ وَكَانَ جرير يناضله ثَلاثَةٌ وَأَرْبَعُونَ شَاعِرًا فينبذهم وَرَاء ظَهره وَيَرْمِي بهم وَاحِدًا وَاحِدًا وَثَبت لَهُ الفرزدق والأخطل [1]. أما الأخطل؛ فلم يكن مثلهما كما يحكي ابن سلام عن بشار بن برد، ولكن ربيعة تعصبت له فأفرطت فيه [2]. وما يعنينا هنا أن نؤكد أن الفرزدق هذا كان ثاني اثنين في الهجاء لم يكن لهما نظير ثالث، واشتهار الشاعر بهذا النوع من الشعر في ذلك الأوان مدعاة لأن يُخْطَبَ ودُّه، ويتقى شره، أو فلتقل مدعاة للابتعاد عنه خشية أن تحضره ربة شعر الهجاء فتنصب على من حوله أو من يجالسه، وإن لم يكن بينه وبينه عداوة.
نقل ابن خلكان عن تلميذ الخليل النضر بن شميل قوله: «أقام الخليل في خص له بالبصرة، لا يقدر على فلسين، وتلامذته يكسبون بعلمه الأموال». كما نقل عن سفيان بن عيينة قوله: «من أحب أن ينظر إلى رجلٍ خلق من الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد».
درس فقه اللغة والتقاليد الإسلامية وتتلمذ على يده سيبويه والأصمعي والليث وهؤلاء كانوا من رواد النحو وقواعد اللغة العربية. وكان أول من قنن مقاييس الشعر المعقدة، ويقال في كتب السيرة الذاتية إن كتاب سيبويه تعاون في إخراجه 42 مؤلفا، كما ينسب إلى الفراهيدي المبادئ والموضوعات التي ذكرت فيه. ينسب إليه أيضا وضع علامات التشكيل على الحروف بدلا من النقاط صعبة التمييز، كما استخدم الشدة على الحروف الساكنة لمضاعفتها لحرفين، بالإضافة إلى أنه قام بتأسيس العرض العربي. قام بتأسيس المدرسة البصرية للنحو أيضا، فلقد كانت لديه الكثير من الكتب النحوية مثل كتاب جملة آلات الحرب وكتاب العوامل ومعاني الحروف. كما ساهم في عمل تغييرات لرسم الحركات التي تقوم بتشكيل النقاط بالألوان مثل تنقيط الإعجام الذي وضعه تلميذه أبو الأسود الدؤلي والذي استخدم أحرفا متنوعة مثل الخاء والجيم والحاء. قام برسم الفتحة ألفا صغيرة مائلة ناحية الحرف، كما رسم الكسرة ياء صغيرة أسفل الحرف، بينما وضع الضمة واوا صغيرة على الحرف، وتكرر الحركة في حالة التنوين مع وضع شين غير موجود بها تنقيط، بينما وضع الشدة على هيئة رأس عين للإشارة إلى وجود الهمزة.
الهدف من علم العروض أن الهدف من علم العروض هو سلامة الشعر، والأبيات الشعرية التي تعاني من كسور وتشويه، ويجب التفريقة بين الشعر الموزون والشعر الغير الموزون، والسجع، بالإضافة إنه يعني أبيات الشعر في اللغة العربية نوع من التناغم الموسيقي، كأنك تكتب لحن موسيقي ولكن بالشعر العربي، يتم تقطيع الأبيات الشعرية إلى أوزان وكل وزن بحر، كأنك تقطيع مقطوعه فنية موسيقية قيد التجهيز للغناء. بحور الشعر في علم العروض هناك مجموعة من بحور الشعر في علم العروض مثل البحر الطويل، المديد، البسيط، الوافر، الكامل، الهزج، الرجز، الرمل، السريع، المنسرح، الخفيف، المضارع، المتقارب، المجتث، المحدث، وهي مجموعة واسعة من البحور، كما يعد البحر الطويل من البحور التي عرفها في بداية علم العروض وهي تحتوى على تفعيلتين، وسمي بهذا الاسم لان لا يمكن تجزئية مثل باقي البحور بشكل سهل وبسيط. البحر المديد هو من بحور الشعر لامتداد تفعيلاته في تقطيع الأوزان الشعرية، وهي فاعلاتن، فاعلن، فعلن، ويسمى بالبحر المركب.