المرابطون في بيوت الله [4] - رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله تقييم المادة: عبد الرحيم الطحان معلومات: --- ملحوظة: --- المستمعين: 191 التنزيل: 1392 قراءة: 3301 الرسائل: 0 المقيميّن: 0 في خزائن: 0 المحاضرة مجزأة المزيد من الفعاليات والمحاضرات الأرشيفية من خدمة البث المباشر الأكثر استماعا لهذا الشهر عدد مرات الاستماع 3038269177 عدد مرات الحفظ 728599770
مقالات قد تعجبك: فبذلك تعد القاعدة الأساسية لتفهم القرآن الكريم والتعرف على أسراره هو أن يعرف المؤمن اللغة العربية، وقد عقل العلماء السابقون هذا الأمر. حتَّى يقال أنَّ الإمام الشافعي بقي يتنوّر من اللغة العربية لفترة قدرها عشرون سنة، قاصدًا أن يفهم القرآن والسنة الشريفة. وهنا يمكننا القول أنه حريّ بكلِّ مسلمٍ قصد التنوّر بأسرار القرآن الكريم ومعرفة المقود من كلامه عز وجل، أسوة بمن سبقه من علماء الأمة وأئمتها، وأن ينصرف لدراسة لغته وما يخصها. رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. والتأمل في المعاني لمفردات آيات القرآن الكريمة لغويًا وبلاغيًا؛ لأنَّها الطريق إلى معرفة المقصود من الآيات. ومن هنا فسيتم تحديد فقرتنا هذه لتوضيح معاني مفردات قوله عز وجل: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ}. اقرأ أيضًا: فوائد سورة الحشر الروحانية شرح مفردات الآية الكريمة معرفة المفردات سبيل ل تفسير: رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وهي كالتالي: رجال: جمع رجل، وهم الذكور البالغين من البشر. تلهيهم: مصدرها تلهِّي، وهو الانشغال عن الأمر وإعراض الشخص عنه وعدم اهتمامه به.
شكرا لدعمكم تم تأسيس موقع سورة قرآن كبادرة متواضعة بهدف خدمة الكتاب العزيز و السنة المطهرة و الاهتمام بطلاب العلم و تيسير العلوم الشرعية على منهاج الكتاب و السنة, وإننا سعيدون بدعمكم لنا و نقدّر حرصكم على استمرارنا و نسأل الله تعالى أن يتقبل منا و يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
وعُدل عن بناء فعل يَترك للفاعل فبني للنائب إيجازاً لأجل العلم بالفاعل من قوله السابق: { أن لن نجمع عظامه فكأنه قال: أيحسب الإِنسان أن نتركه دون بعث وأن نهمل أعماله سدى. فجاء ذِكر سُدى} هنا على طريقة الإِدماج فيما سيق له الكلام ، إيماء إلى أن مقتضى حكمة خلق الإِنسان أن لا يتركه خالقه بعد الموت فلا يحييه ليجازِيه على ما عَمِله في حياته الأولى. وفي إعادة { أيحسب الإنسان} تهيئة لما سيعقب من دليل إمكان البعث من جانب المادة بقوله: { ألم يك نطفة} [ القيامة: 37] إلى آخر السورة. ايحسب الانسان ان يترك سد - YouTube. فقوله: { أيحسب الإِنسان أن يترك سدى} تكرير وتعداد للإِنكار على الكافرين تكذيبهم بالعبث ، ألا ترى أنه وقع بعد وصف يوم القيامة وما فيه من الحساب على ما قدّم الإِنسان وأخّر. ومعنى هذا مثل قوله تعالى: { أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون} [ المؤمنون: 115]. و { سُدى} بضم السين وبالقصر: اسم بمعنى المهمل ويقال: سَدى بفتح السِّين والضمُّ أكثر وهو اسم يستوي فيه المفرد والجمع يقال: إبل سُدًى ، وجمل سُدًى ويشتق منه فعل فيقال: أسْدى إبله وأسديت إِبلي ، وألفه منقلبة عن الواو. ولم يفسر صاحب «الكشاف» هذه الكلمة وكذلك الراغب في المفردات ووقع { سُدى} في موضع الحال من ضمير { يُترك}.
فإن الذي خلق الإِنسان في أحسن تقويم وأبدَعَ تركيبه ووهبه القوى العقلية التي لم يعطها غيره من أنواع الحيوان لِيستعملها في منافعَ لا تنحصر أو في ضد ذلك مِن مفاسد جسيمة ، لا يليق بحكمته أن يهمله مثل الحيوان فيجعل الصالحين كالمفسدين والطائعين لربهم كالمجرمين ، وهو العليم القدير المتمكن بحكمته وقدرته أن يجعل إليهِ المصير ، فلو أهمله لفاز أهل الفساد في عالم الكساد ، ولم يلاق الصالحون من صلاحهم إلاّ الأَنكاد ، ولا يناسب حكمة الحكيم إهمال الناس يَهِيمُون في كل وادي ، وتركُهم مَضرباً لقوللِ المثل «فإنّ الريح للعادِي». ولذلك قال في جانب الاستدلال على وقوع البعث { أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه} [ القيامة: 3] ، أي لا نعيد خلقه ونبعثَه للجزاء كما أبلغناهم ، وجاء في جانب حكمته بما يشابه الأسلوب السابق فقال: { أيحسب الإِنسان أن يُترك سُدى} مع زيادة فائدة بما دلت عليه جملة { أن يترك سدى} ، أي لا يحسب أنه يترك غير مَرعِيّ بالتكليف كما تُترك الإِبل ، وذلك يقتضي المجازاةَ. وعن الشافعي: لم يختلف أهل العلم بالقرآن فيما علمتُ أن السُّدَى الذي لا يؤمر ولا ينهى اه. ايحسب الانسان ان يترك فارسی. وقد تبين من هذا أن قوله: { أن يترك سدى} كناية عن الجزاء لأن التكليف في الحياة الدنيا مقصود منه الجزاء في الآخرة.