فالله سبحانه وتعالى مازال يمتن على بني إسرائيل بنعمه وكيف قابلوها بالجحود.. فيذكرهم بإنجائهم من عذاب آل فرعون.. ويذكرهم بالبحر الذي انشق لهم فمشوا فيه ثم انقض الماء بعد ذلك على آل فرعون فأغرقهم.. ويذكرهم كيف أنهم عبدوا العجل بعد ذلك.. وكان من الممكن أن يهلكهم الله بذنوبهم. كما أهلك الأمم السابقة ولكنه عفا عنهم.. ثم يذكرهم بفضله عليهم بأن أعطاهم الكتاب الذي يفرق بين الحق والباطل.. ويذكرهم بأنهم طلبوا أن يروا الله جهرة.. فصعقوا وماتوا ثم بعثهم الله. ويذكرهم كيف ظللهم بالغمام من حرارة الشمس المحرقة.. ورزقهم بالمن والسلوى.. ثم يذكرهم بأنهم طلبوا طعام الأرض فاستجاب لهم. شرح الفرق بين متشابهات البقرة والأعراف وإذ قلنا ادخلوا وإذ قيل اسكنوا - YouTube. في هذه الآية يقول الحق تبارك وتعالى: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً}. وفي آية أخرى يقول: {رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمْ}. الفرق في المعنى أن قوله تعالى: {حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً} تدل على أن هناك أصنافاً كثيرة من الطعام. {ورَغَداً حَيْثُ شِئْتُمْ} يكون هناك صنف واحد والناس جائعون فيقبلون على الطعام.. عندما يقول الحق جل جلاله: كلوا رغداً يكون المخاطب هنا نوعين: إنسان غير جائع ولذلك تعد له ألوانا متعددة من الطعام لتغريه على الأكل.. فتقدم في هذه الحالة (حيث شئتم) فيقال: {فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً}.. فإذا كان الإنسان جوعان يرضى بأي طعام.. فيقال رغدا حيث شئتم.
الرئيسية إسلاميات أية اليوم 04:15 م الأربعاء 05 نوفمبر 2014 تفسير الشعراوي للآية 58 من سورة البقرة قال تعالى: {وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ}.. (البقرة: 58). من هذه الآية الكريمة نعرف أن بني إسرائيل رفضوا رزق السماء من المن والسلوى مع أنه كان رزقا عاليا.. عاليا في الجودة لأنه طعام حلو نقي شهي ينزل لهم من السماء مباشرة، وعاليا في الكثرة من أنه كان يأتيهم بلا عمل وبلا تعب وبكميات هائلة تكفيهم وتزيد.. وطلبوا من موسى طعام الأرض الذي يزرعونه بأيديهم ويرونه أمامهم كل يوم فقد كانوا يخافون أن يستيقظوا يوما فلا يجدون المن والسلوى. قول الله تعالى: "وإذ قُلنا ادخُلُوا هذه القريةَ فكُلُوا منها حيثُ شئتُم رغدًا" - الشيخ صالح المغامسي - YouTube. الحق سبحانه وتعالى يكمل لنا القصة في آية قادمة: {وَإِذْ قُلْتُمْ ياموسى لَن نَّصْبِرَ على طَعَامٍ وَاحِدٍ فادع لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأرض مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الذي هُوَ أدنى بالذي هُوَ خَيْرٌ اهبطوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ مَّا سَأَلْتُمْ}.. [البقرة: 61].
ومع أن الحق تبارك وتعالى وعدهم بالمغفرة والرحمة والزيادة للمحسنين.. فإنهم خالفوا وعصوا.. وقوله تعالى: {وَسَنَزِيدُ المحسنين} يأتي في الآية الكريمة: {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ}.. [يونس: 26]. أي لهم أجر مثل ما فعلوا أضعافا مضاعفة.. وما هي الزيادة؟ أن يروا الله يوم القيامة. هذه هي الزيادة التي ليس لها نظير في الدنيا. المصدر: موقع نداء الإيمان محتوي مدفوع إعلان
وفي هذا موعظة للخلف منهم أن يقعوا فيما وقع فيه سلفهم. قوله تعالى: ﴿ وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾؛ أي: واذكروا حين قلنا لبني إسرائيل على لسان موسى عليه السلام: ﴿ ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾؛ أي: ادخلوها للسكن والعيش فيها، بدليل قوله تعالى في سورة الأعراف: ﴿ وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ ﴾ [الأعراف: 161]، وهذا من نعمته عز وجل عليهم، والأمر في قوله: "ادْخُلُوا" للوجوب، وهو أمر شرعيٌّ؛ لقوله ﴿ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا ﴾ الآية [البقرة: 58]، وكونيٌّ؛ لأن الله فتحها لهم ودخلوها. والمراد بالقرية بيتُ المقدس؛ لقول موسى فيما حكى الله عنه: ﴿ يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ﴾ [المائدة: 21]. تفسير الشعراوي للآية 58 من سورة البقرة | مصراوى. والقرية مأخوذة من القرى، وهو الجمع؛ لاجتماع الناس وسكنهم فيها، ومنه سمي "القرو" مجمع الماء، فالقرية: البلد الذي يجتمع ويسكن فيه الناس صغيرًا كان أو كبيرًا، وقد سمى الله عز وجل مكة قرية وهي من أكبر البلدان آنذاك، فقال تعالى: ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ أَهْلَكْنَاهُمْ فَلَا نَاصِرَ لَهُمْ ﴾ [محمد: 13].
وذكر الله تعالى الموصول ، فقال: الذين ظلموا ، فأظهر في موضع الإضمار للإشارة إلى أن الدافع لهم على التغيير والتبديل في أمر الله تعالى أو نهيه هو ظلمهم وإلحادهم في دين الله تعالى. وقد عاقبهم الله تعالى فأنزل العذاب بهم فقال تعالى: فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون الرجز هو العذاب ، أو هو الرجس ، والرجز قاذورات النفوس وفسادها ، وقد أصابهم الله تعالى بالأمرين ففسدت نفوسهم إلا أن يتوبوا ، وأنزل الله تعالى عذابه بهم إذ جعلهم أذلاء مستضعفين في الأرض إلا أن يتسربلوا سربال التقوى ، ويسيروا في طريق العزة ، ويهجروا أسباب الذل. والرجز قسمه الأصفهاني في مفرداته إلى قسمين: رجز ينزل بسبب أعمال الإنسان من عصيان للرب ، ومخالفة لأمره ، وسوء تدبيره ، وهذا عذاب الله تعالى ، ورجز ينزل بلاء من الله ، واختبارا يصهر نفوسهم. كطاعون ينزل بهم ، أو إهلاك للحرث والنسل ، أو ضرب الذلة عليهم. وقد أصاب الله تعالى بني إسرائيل بالنوعين من الرجز فعذبوا في الحياة الدنيا رجاء أن يتوبوا ويهتدوا ، وأصيبت نفوسهم بالذلة ، التي ضربت عليهم إلا بحبل من الله وحبل من الناس ، ونزلت بهم الآفات البشرية. وذكر سبحانه وتعالى أن السبب في ذلك ظلمهم وفسقهم ، فأما الظلم فبينه سبحانه بالإظهار في موضع الإضمار إذ قال: فأنـزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء والتعبير بالموصول يفيد أن الصلة سبب لما أنزل الله تعالى من رجز ، وهذا بيان للسبب بالإشارة ، أما فسقهم فقد بين سبحانه سببيته بصريح اللفظ الكريم ، فقال: بما كانوا يفسقون أي بسبب أنهم يفسقون ، و (كانوا) دالة على [ ص: 245] الاستمرار ، والتعبير بالمضارع يفيد أن فسقهم على دوامه يتجدد وقتا بعد آخر فكلما تاب عليهم فسقوا مرة أخرى.
–نقلاً عن الاعلام للزركلي. (6/50) [3] تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع( 1 /273) [4] تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب: موقع العلامة العثيمين (3 / 141) [5] تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر: مؤسسة الرسالة(1 /53)
شرح الفرق بين متشابهات البقرة والأعراف وإذ قلنا ادخلوا وإذ قيل اسكنوا - YouTube
موسوعة السرد العربي الأستاذ الدكتور عبد الله إبراهيم المركز الوطني للإعلام بدولة الإمارات الطبعة الأولى ١٤٣٨هـ/٢٠١٦م
أضف الى قائمة التطبيقات الملكية الفكرية محفوظة للمؤلفين المذكورين على الكتب والمكتبة غير مسئولة عن افكار المؤلفين يتم نشر الكتب القديمة والمنسية التي أصبحت في الماضي للحفاظ على التراث العربي والإسلامي ، والكتب التي يتم قبول نشرها من قبل مؤلفيها. وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه. لكل شخص حق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتِّبة على أيِّ إنتاج علمي أو أدبي أو فنِّي من صنعه".