[5] أنت لم تُخَلَقْ عبثًا، ولم تُتْرَكْ سُدى، لك ربٌّ، فأنت واحد من الْعَالَمِينَ. يتعهدك رَبُّكَ بالرعاية، ويدبر لك أمرك، يطعمك إذا جعت، وَيَشفيك إذا مرضت، وينصرك إذا ظُلِمْتَ. هو معك لا يغيب، يذكرك فلا ينسى. لو أحنيت جبهتك له رفعك، ولو بكيت له رحمك، لو سألته أعطاك، ولو سكت ابتداك، ولو زللت واستغفرته غفر لك، إنه الله أكرم الأكرمين، وأجود الأجودين. فكن له كما يريد، يسبغ عليك عطاياه، ويعطيك فوق ما تريد. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [6] الله تعالى مصدر كل خير. وهو تعالى مبدئُ كل نعمة. وهو ولي كل فضل. فله وحده كل حمد. كتابة الحمد لله حتى. ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [7] تأمل لفظ: ﴿ الْحَمْدُ ﴾ وفيه: الْأَلِفُ وَاللَّامُ، لِلِاسْتِغْرَاقِ، أَيْ: جَمِيعُ الْمَحَامِدِ ثَابِتةٌ لِلَّهِ جَلَّ وَعَلَا، ولفظ {الْعَالَمِينَ}، الْأَلِفُ وَاللَّامُ فيه للعموم، فكل ما في الكون خلقه، وما من مخلوق إلا وهو مستغرق في نعمه، قد احاطته فضائله، وعمته فواضله، كما قال تعالى: ﴿ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً ﴾.
تاريخ النشر: الأربعاء 23 ربيع الآخر 1439 هـ - 10-1-2018 م التقييم: رقم الفتوى: 368734 21600 0 164 السؤال أحسن الله إليكم.
الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ (3) القول في تأويل قوله: الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. قال أبو جعفر: قد مضى البيانُ عن تأويل قوله (الرحمن الرحيم) ، في تأويل بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع. ولم نَحْتَجْ إلى الإبانة عن وجه تكرير ذلك في هذا الموضع، إذْ كنا لا نرى أن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من فاتحة الكتاب - آيةٌ، فيكونَ علينا لسائلٍ مسألةٌ بأن يقول: ما وجه تكرير ذلك في هذا الموضع، وقد مضى وصفُ الله عزّ وجلّ به نفسه في قوله بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مع قرب مكان إحدى الآيتين من الأخرى، ومجاورتها صَاحِبتها؟ بل ذلك لنا حُجة على خطأ دعوى من ادَّعى أن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من فاتحة الكتاب آية. إذ لو كان ذلك كذلك، لكان ذلك إعادةَ آية بمعنى واحد ولفظ واحدٍ مرتين من غير فَصْل يَفصِل بينهما. وغيرُ موجودٍ في شيء من كتاب الله آيتان مُتجاورتان مكرّرتان بلفظ واحد ومعنى واحد، لا فصلَ بينهما من كلام يُخالف معناه معناهما. أعظم الذكر هو لا إله إلا الله - إسلام ويب - مركز الفتوى. وإنما يُؤتى بتكرير آية بكمالها في السورة الواحدة، مع فُصولٍ تفصِل بين ذلك، وكلامٍ يُعترضُ به معنى الآيات المكررات أو غير ألفاظها، ولا فاصِلَ بين قول الله تبارك وتعالى اسمه " الرحمن الرحيم " من بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وقولِ الله: " الرحمن الرحيم " ، من الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
[8] فكما شملت نعمه الخلائق، استحق سبحانه جميع المحامد؛ لذلك جمع الله تعالى بين لفظ: ﴿ الْحَمْد ﴾ الذي يفيد الاستغراق، ولفظ: ﴿ الْعَالَمِينَ ﴾ الذي يفيد العموم هنا، وجمع بينهما أيضًا في قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾. [9] [1] سُورَةُ الْفَاتِحَةِ: الآية/ 1. [2] رواه البخاري- بَابُ بَدْءِ الوَحْيِ، كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟، حديث رقم: 7، ومسلم- كِتَابُ الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ، بَابُ كِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ يَدْعُوهُ إِلَى الْإِسْلَامِ، حديث رقم: 1773. [3] سورة النمل الآية/ 30. [4] سُورَةُ الرَّحْمَنِ: الآية/ 78. [5] سُورَةُ الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. كتابة الحمد لله والصلاة والسلام. [6] سورة الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. [7] سورة الْفَاتِحَةِ: الآية/ 2. [8] سورة لقمان: الآية/ 20. [9] سورة الجاثية: الآية/ 36.
كما روى ذلك الترمذي وابن ماجه من حديث جابر رضي الله عنه وصححه ابن حبان.
أوثق عرى الإيمان الحب في الله، يحب المرء ما يحبه الله من شخص، أو فعل، أو حكم، فيحب مثلا المستقيم على طاعة الله، المؤدي لفرائض الله، المنتهي عن محارم الله، المبتعد عن البدع، المستقيم على دينه، يحبه حتى لو كان بعيدا، أو لم يكن من قبيلته وقرابته، أو من أهل بلده، أو كان عجمي أو عربي، فالحب فى الله هى اهم سمات المؤمنين، فالمسلم يصلى فى اليوم خمسة صلوات وهذا دليل قاطع على حب العبد لربه، وكذلك يقوم بكافة الاعمال الصالحة مثل دفع الصدقة واطعام الفقراء والمساكين كل ذلك من اجل التقرب من الله تعالى. أوثق عرى الإيمان الحب في الله؟ تعلمنا منذو الصغر على حب الله تعالى ونبيه الحبيب، فكانت اسمى الاماني هى حب الله تعالى ثم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثم الابوين، هكذا كانت حياتنا التى تعلمنها من الاهل وزمازلنا عليها الى الان، فيجب على المسلمين ان يحبوا بعضهم البعض لان ذلك غاية من غايات الله تعالى.
إنه مجتمع هش متآكل من الداخل ما يلبث أن ينهار. إن الإتقان في العمل والمسئولية قيمة تربوية ومرتكز نفسي مؤثر, على أساسه ينبني الإنسان المسلم من بدايات حياته الأولى فاعلا ومؤثرا وناجحا, فيدع العجز والكسل, والقعود والخمول, وينطلق حيث الفعالية المؤثرة في شتى المجالات الخامسة: الحب فالإسلام قد اهتم بقيمة الحب ، وأعلى شأنه ، ولم يبتزل علاقة المحبة ويلطخها بالمعصية ، بل جعل الحب طاهرا دائما ، وجعل من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله. وجعل الحب دافعا للإيجابية في العمل " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " ، ووجه الحب نحو أعلى المقامات " أن يحب المرء لايحبه إلا في الله " والمجتمع القائم على الحب الراقي الخالص هو مجتمع متآلف ، لاحسد فيه ولا حقد ولاشر ، بل تعاضد وتعاون ودعم ونجاح إنجاز.
هناك مفاهيم في الإسلام تتعلق بالعقيدة، العقيدة التي هي -بَعد الله تعالى- سبيل النجاة من النار والفوز بالجنة، والجانب الذي سنتحدث عنه اليوم -إن شاء الله- هو: "عقيدة الولاء والبراء". أيها الإخوة: نحن ونساؤنا وأولادنا نعيش في زمن انفتاح كبير على العالم كله، انفتاح لا مفر منه، تداخلت فيه الأمور، واختلطت المفاهيم، ولربما تسبب ذلك مع -طول الزمن- في نسيان أهل الإسلام لبعض ثوابت العقيدة من دون قصد؛ ولهذا، يجب بين الحين والآخر أن نراجع المسير، وأن نصحح الأخطاء، وأن نؤكد على الصواب، وأن نتواصى بالحق والصبر، وهذا من هدي القرآن؛ فلطالما راجع القرآن مواقف الصحابة عبر حياتهم وصحح الأخطاء، وأكد على العديد من ثوابت العقيدة في مواضع عديدة في كتاب الله. ولهذا قال -تعالى- محذرا: ( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ) [الحديد:16]، وقال أيضا -عز وجل-: ( وَلَكِنَّا أَنشَأْنَا قُرُونًا فَتَطَاوَلَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) [القصص:45].
ثانياً: الإيمان المستودع: وهو الإيمان الصوري غير المستقر الذي سرعان ما تزعزعه عواصف الشبهات ووساوس الشيطان ويُعبر عنه ـ أيضاً ـ بالإيمان المعار كأنما يستعير صاحبه الإيمان ثم يلبسه ولكن سرعان ما ينزعه ويتخلىٰ عنه، ويذهب بعيدا مع أهوائه ومصالحه. عن الفضل بن يونس عن أبي الحسن عليهالسلام قال: «أكثر من أن تقول: اللّهمَّ لا تجعلني من المعارين ولا تخرجني من التقصير.. » [2]. وكان الأئمة عليهمالسلام يطلبون من شيعتهم الاكثار من هذا الدعاء وذلك أنّ بعض كبار الأصحاب قد تعرضت رؤيته للاضطراب بفعل عواصف الشبهات ودواعي الشهوات، عن جعفر بن مروان قال: إنَّ الزبير اخترط سيفه يوم قبض النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقال: لا أغمده حتىٰ أُبايع لعليّ، ثمَّ اخترط سيفه فضارب عليّا فكان ممّن أُعير الإيمان، فمشى في ضوء نوره ثمَّ سلبه الله إيّاه[3]. وفي قوله تعالىٰ: (وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ.. ) [4] إشارة إلىٰ هذين القسمين من الإيمان: الثابت والمتزلزل. يقول أمير المؤمنين عليهالسلام: «فمن الإيمان ما يكون ثابتا مستقرا في القلوب، ومنه ما يكون عواري بين القلوب والصدور إلىٰ أجل معلوم.. »[5].
ولهذا أقول: إن الدلائل قائمة بكل وضوح على ضرورة حمل القلب على حب الله -تعالى- وحب من والاه، وفي الوقت ذاته، بغض من عادى الله -سبحانه- وكفر برسوله. أما النهي عن محبة الكافرين ففي قوله-جل وعلا-: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ) [الممتحنة:1]، قال ابن سعدي في تفسيره: فإن المودة إذا حصلت تبعتها النصرة والموالاة، فخرج العبد من الإيمان، وصار من جملة أهل الكفر، ومما يدعو المؤمن -أيضا- إلى معاداة الكفار أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة؛ فإنهم قد كفروا بأصل دينكم، وزعموا أنكم ضُلّال على غير هدى. اهـ. وأما المحبة الواجبة ففي قوله -تعالى- في سورة المائدة؛ مَنَّاً على عباده، ومبينا عقيدة المحبة التي لا دين للإنسان دونها: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [المائدة:54].