قال تعالى:﴿ الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ﴾. - عمر عبدالكافي - YouTube
تفسير قوله تعالى: (الذين ينفقون في السراء والضراء... ) ثم ذكر بعض أعمال المتقين فقال سبحانه: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً} [آل عمران:134-135] ، ذكر الله، خمساً من صفاتهم، والمتقي على الإطلاق هو الذي يتقي غضب الله وعقابه بطاعته وترك معصيته، هذا هو المتقي، وهو المؤمن، وهو المهتدي، وهو الصالح، وهو المسلم حقاً، وهو البر الذي يتقي غضب الله ويتقي عقابه بأداء الفرائض وترك المحارم، والوقوف عند الحدود التي حدها الله، هذا هو المتقي وهو المؤمن حقاً. فمن صفاتهم ومن أعمالهم أنهم ينفقون في السراء والضراء، ينفقون من أموالهم ومما أعطاهم الله، في الشدة والرخاء، في السراء والضراء، نفقتهم مطلقة ليست تخص الضراء، بل في السراء والضراء، في وجوه الخير، والمشاريع النافعة، ومساعدة الفقراء والمحاويج، إلى غير هذا من وجوه الخير. قال تعالى: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ} [آل عمران:134] يصيبهم ما يصيبهم من النكبات والظلم فيكظمون الغيظ، يصبرون ويحتسبون ويتحملون في سبيل الله هكذا المؤمن، هكذا طالب العلم، يتحمل ويكظم الغيظ يرجو ما عند الله من المثوبة، والإنسان قد يغضب كثيراً لأسباب كثيرة، لكنه إذا عفا وأصلح وكظم الغيظ في محله كان له أجر عظيم، وإذا انتقم واقتص فلا بأس في محله، فالمقصود أن المؤمن بين العفو والسماح وبين القصاص إذا رأى المصلحة في ذلك.
قوله تعالى: الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين فيه أربع مسائل: الأولى: قوله تعالى: الذين ينفقون هذا من صفة المتقين الذين أعدت لهم الجنة ، وظاهر الآية أنها مدح بفعل المندوب إليه. السراء اليسر والضراء العسر; قاله ابن عباس والكلبي ومقاتل. وقال عبيد بن عمير والضحاك: السراء والضراء الرخاء والشدة. ويقال في حال الصحة والمرض. وقيل: في السراء في الحياة ، وفي الضراء يعني يوصي بعد الموت. وقيل: في السراء في العرس والولائم ، وفي الضراء في النوائب والمآتم. وقيل: في السراء النفقة التي تسركم; مثل النفقة على الأولاد والقرابات ، والضراء على الأعداء. ويقال: في السراء ما يضيف به الفتى ويهدى إليه. والضراء ما ينفقه على أهل الضر ويتصدق به عليهم. قلت: والآية تعم. ثم قال تعالى: والكاظمين الغيظ وهي المسألة الثانية: وكظم الغيظ رده في الجوف; يقال: كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه ، وكظمت السقاء أي ملأته وسددت عليه ، والكظامة ما يسد به مجرى الماء; ومنه الكظام للسير الذي يسد به فم الزق والقربة. وكظم البعير جرته إذا ردها في جوفه; وقد يقال لحبسه الجرة قبل أن يرسلها إلى فيه: كظم; حكاه الزجاج.
وأصل ذلك من "كظم القربة " ، يقال منه: "كظمت القربة " ، إذا ملأتها ماء. و "فلان كظيم ومكظوم " ، إذا كان ممتلئا غما وحزنا. ومنه قول الله عز وجل ، ( وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم) [ سورة يوسف: 84] يعني: ممتلئ من الحزن. ومنه قيل لمجاري المياه: "الكظائم " ، لامتلائها بالماء. ومنه قيل: "أخذت بكظمه " يعني: بمجاري نفسه. [ ص: 215] و"الغيظ " مصدر من قول القائل: "غاظني فلان فهو يغيظني غيظا " ، وذلك إذا أحفظه وأغضبه. وأما قوله: " والعافين عن الناس " ، فإنه يعني: والصافحين عن الناس عقوبة ذنوبهم إليهم وهم على الانتقام منهم قادرون ، فتاركوها لهم. وأما قوله: " والله يحب المحسنين " ، فإنه يعني: فإن الله يحب من عمل بهذه الأمور التي وصف أنه أعد للعاملين بها الجنة التي عرضها السماوات والأرض ، والعاملون بها هم "المحسنون " ، وإحسانهم ، هو عملهم بها ،. كما: - 7839 - حدثنا ابن حميد قال: حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق: "الذين ينفقون في السراء والضراء " الآية: " والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ، أي: وذلك الإحسان ، وأنا أحب من عمل به. 7840 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله: " الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين " ، قوم أنفقوا في العسر واليسر ، والجهد والرخاء ، فمن استطاع أن يغلب الشر بالخير فليفعل ، ولا قوة إلا بالله.
6- يجب أن يكون الإنفاق لوجه الله لا لوجه الناس. (إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا) (الإنسان:9). 7- أن يكون الإنفاق عن رغبة وطواعية لا عن إجبار وإكراه. (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ) (التوبة:54). 8- الانفاق من زكات الاموال. (وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) (البقرة219). جاء في مجمع البيان عن الإمام محمد الباقر (ع) (العفو ما فضل عن قوت السنة) ويحتمل أيضا أن يكون العفو في الآية هو الصفح عن أخطاء الآخرين. وفي رواية عن الامام محمد الباقر (ع) قال: (يا حسين، أنفق وأيقن بالخلف من اللَّه، فإنّه لم يبخل عبد ولا أمة بنفقة فيما يُرضي اللَّه إلّاأنفق أضعافها فيما يسخط اللَّه عزّوجلّ). وعن أبي عبد اللَّه الصادق (ع) قال: (من يضمن أربعة بأربعة أبيات في الجنّة: أنفق ولا تخف فقراً، وأنصف الناس من نفسك، وأفشِ السلام على العالم، واترك المراء وإن كنت محقّاً) ويذكر لنا المؤرخون قصة للامام علي بن الحسين السجاد عليه السلام مع جارية له، كانت تحمل له إبريقاً ، إذ سقط الابريق من يدها ليشجّ وجه الامام (ع) ويسيل دمه، وحين اضطربت ، معتذرة إليه قائلة ( والكاظمين الغيظ) قال لها الامام (ع): « كظمتُ غيظي » فقالت: ( والعافين عن الناس) قال: «عفا الله عنك» فقالت: ( والله يحب المحسنين) قال «أنتِ حرّة لوجه الله».
يقال: كظم البعير والناقة إذا لم يجترا; ومنه قول الراعي: فأفضن بعد كظومهن بجرة من ذي الأبارق إذا رعين حقيلا الحقيل: موضع. والحقيل: نبت. وقد قيل: إنها تفعل ذلك عند الفزع والجهد فلا تجتر; قال أعشى باهلة يصف رجلا نحارا للإبل فهي تفزع منه: قد تكظم البزل منه حين تبصره حتى تقطع في أجوافها الجرر ومنه: رجل كظيم ومكظوم إذا كان ممتلئا غما وحزنا. وفي التنزيل: وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم. ظل وجهه مسودا وهو كظيم. إذ نادى وهو مكظوم. والغيظ أصل الغضب ، وكثيرا ما يتلازمان لكن فرقان ما بينهما ، أن الغيظ لا يظهر على الجوارح ، بخلاف الغضب فإنه يظهر في الجوارح مع فعل ما ولا بد; ولهذا جاء إسناد الغضب إلى الله تعالى إذ هو عبارة عن أفعاله في المغضوب عليهم. وقد فسر بعض الناس الغيظ بالغضب; وليس بجيد ، والله أعلم. الثالثة: قوله تعالى: والعافين عن الناس العفو عن الناس أجل ضروب فعل الخير; حيث يجوز للإنسان أن يعفو وحيث يتجه حقه. وكل من استحق عقوبة فتركت له فقد عفي عنه. واختلف في معنى عن الناس; فقال أبو العالية والكلبي والزجاج: والعافين عن الناس يريد عن المماليك. قال ابن عطية: وهذا حسن على جهة المثال; إذ هم الخدمة فهم يذنبون كثيرا والقدرة عليهم متيسرة ، وإنفاذ العقوبة سهل; فلذلك مثل هذا المفسر به.
رقم الخبر: 317928 تاريخ النشر: نيسان 16, 2021 الوقت: 12:18 الاقسام: ثقافة وفن قبسات قرآنية قال الله تعالى في محكم كتابه المجيد)الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (آل عمران: 134). لا يختلف اثنان في أن الإنفاق من الأمور المحبوبة إلى الله تعالى وأنه حث الناس على الإنفاق فيما بينهم ومساعدة بعضهم البعض. وقد جسّد كافة أنبياء الله هذا الخلق الكريم الجميل، وآخرهم وأفضلهم خاتم الأنبياء والمرسلين (ص) وأهل بيته الأطهار (عليهم السلام). فإنهم قد جسّدوا لنا أفضل الأمثلة في الإنفاق وفي كافة الأوقات والأماكن، وقد كان عطائهم لا يميز بين أحد من خلقه. كما إن آيات القرآن الكريم قد تحدثت عن هذا الخلق العظيم وبينت كيف يكون وما هي حدوده المقبولة. ويمكن لنا أن نتبين بعض ما ورد في القرآن عن الإنفاق من خلال الآيات الكريمة التالية: 1- أن يكون الإنفاق مما يملكون لا مما يملك غيرهم حتى وإن كان بسيطاً. (الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ) (البقرة: 3). 2- أن يكون الإنفاق في سبيل الله.
بقلم | علي الكومي | الثلاثاء 16 نوفمبر 2021 - 09:28 م في إطار عالمية الدعوة الإسلامية وإرسال الله لنبيه محمد صلي الله عليه وسلم للبشرية كافة اعتزم الرسول صلي الله عليه وسلم خلال السنة السادسة للهجرة النبوية الشريفة توسيع نطاق دعوته إلى الله تعالى فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم وبعث بها إليهم يدعوهم بها إلى الإسلام وكان من ضمن الذين كاتبهم ثمامة بن أثال الحنفي وهو سيد من سادات العرب كان إذا قال قولًا نفذ وكان من سادات بني حنيفة المرموقين ملك من ملوك اليمامة الذين لا يعصى لهم أمر. ورغم علو مقام آثال إلا أن تعامل مع رسالة النبي صلّي الله عليه وسلم بالإعراض والإهمال وأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق وركب شيطانه فأغراه بقتل رسول الله صلّي الله عليه وسلم ووأد الدعوة معه فدأب يتحين الفرص للقضاء على النبي صلّي الله عليه وسلم حتى أصاب منه غرة وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعوام ثمامة ثناه على عزمه في أخر لحظة ونجى الله تعالى نبيه عن شره ولكنه إذا كان قد كف عن قتل رسول الله صلّ الله عليه وسلم.
ثمامة بن أثال قتل عددا من الصحابة، وحاول قتل رسول الله، شاهد كيف تصرف معه النبي ؟ - YouTube
من مراجع البحث: الاستيعاب........................... ابن عبد البر أسد الغابة.......................... ابن الأثير الإصابة.............................. ابن حجر ثمار القلوب......................... الثعالبي......................