ووصف نائب وزير الثقافة "جائزةَ الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية" التي دشّنها وزير الثقافة خلال زيارته مكتبةَ الملك عبدالعزيز العامة بجامعة بكين في شهر فبراير من عام 2019، بالجائزة الرائدة التي تحتفي بالتأليف والبحث العلمي والفن والتأثير الثقافي والترجمة بين اللغتين العربية والصينية وتؤكد التزام المملكة بتطوير آفاق التعاون الثقافي مع الشعب الصيني الصديق". وأوضح خلال الندوة التي تم بثها عبر الموقع الرسمي لمكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أن وزارة الثقافة تسعى ضمن إستراتيجيتها الدولية إلى ترسيخ فكرة النفع المتبادل مع الشركاء الثقافيين حول العالم. وقال: نهجنا الذي نعمل ضمنه دائماً هو نهج ذو اتجاهين؛ فنحن ننقل ثقافتنا للعالم ولكن أيضاً نستقبل ثقافات الآخرين ونتفاعل معها بثقة واحترام.. ولذلك استبشرنا بإدراج اللغة الصينية ضمن مناهج التعليم العام في المملكة بعد زيارة سمو ولي العهد، إلى بكين عام 2019، بوصفها خطوة مهمة في سبيل تعزيز التواصل الثقافي بين الشعبين الصديقين السعودي والصيني.
وأضاف أنه بفضل الجهود المتكاملة والمقدرة مع جميع الشركاء، نفّذت المبادرة 57 مشروعاً وطنياً مباشراً و107 مشاريع فرعية تُظهر جمال الخط العربي وتعزز دوره في المجالات كافة. وقال: "كلنا يدرك مكانة الخط العربي في تاريخ الحضارة العربية، فهو الناقل الأمين للثقافة، وأداة حفظها، فضلاً عن كونه فناً جميلاً بأشكاله المتعددة وجمالياته اللافتة، وهو ما يؤكد ضرورة ابتكار وسائل عصرية تُسهم في تعزيز حضوره المتألق في حياتنا المعاصرة"، مقدماً الشكر لكل من أسهم في نجاح هذه المبادرة من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، ومن المنظومة الثقافية. ودشن نائب وزير الثقافة في الحفل إستراتيجية مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي "دار القلم" الهادفة إلى تحويل المركز إلى منصة عالمية للخط والخطاطين دولياً، وتخدم الخط العربي بوصفه وسيلة تواصل عالمية عابرة للثقافات في مجال التراث والفنون والعمارة والتصميم، إلى جانب احتضان المواهب وتنمية المعارف في مجالات الخط العربي. وحددت الإستراتيجية "رؤية" مركز الأمير محمد بن سلمان العالمي للخط العربي (دار القلم)، في "الارتقاء بالخط العربي بصفته وسيلة تواصل عالمية عابرة للثقافات في مجال التراث والفنون والعمارة والتصميم، مع تعزيز مكانة المملكة وتأثيرها في حفظه وتطويره".
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، ونيابة عن الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، افتتح نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز مساء اليوم فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض، بحضور الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بمملكة البحرين، وجمع من المثقفين والمسؤولين. وفي التفاصيل، ألقى نائب وزير الثقافة في مستهل الحفل كلمة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود وزير الثقافة، التي نقل في بدايتها أسمى الشكر والعرفان إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – على رعايته الكريمة لفعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – حفظه الله- على تشجيعه الدائم ودعمه اللامحدود للمسيرة الثقافية السعودية، وللتنمية الثقافية الشاملة في المملكة العربية السعودية. ورحب وزير الثقافة في كلمته بمشاركة مملكة البحرين الشقيقة في المعرض بوصفها "ضيف الشرف" للدورة الحالية، مؤكدًا أن المشاركة تأتي تجسيدًا لعمق العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين قيادة وشعبًا.
نظمت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، مساء أمس، ندوة افتراضية بعنوان "المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية.. تاريخ حافل وآفاق مستقبلية مشرقة" برعاية الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة، ومشاركة نائب وزير الثقافة حامد بن محمد فايز، المشرف العام على المكتبة فيصل بن معمر، والسفير الصيني لدى المملكة تشن وي تشينغ، والدكتور صالح المانع. وتناولت الندوة التي أدارها الدكتور عبدالله الوشمي، البُعد التاريخي للعلاقات السعودية - الصينية والشراكات الثقافية التي تحققت في هذا الاتجاه، بمناسبة مرور 30 عاماً على العلاقات الدبلوماسية السعودية - الصينية. وألقى "فايز" كلمة خلال الندوة أكد فيها أهمية العلاقات بين البلدين وعمقها التاريخي، مشيراً إلى أن العلاقات "بدأت منذ القدم عبر طريق الحرير الذي أسس في القرن الثاني قبل الميلاد"، منوهاً بعمق التبادل الثقافي بين الحضارتين العريقتين العربية والصينية الذي تعزز بشكل أكبر مع "رؤية المملكة 2030" و"مبادرة الحزام والطريق" الصينية. ووصف الرؤية المستقبلية بالديناميكية والخلاقة لأنها نابعة من قراءة عميقة للتاريخ ونظرة استشرافية طموحة للمستقبل من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
وأضافت: من جديد، تقوم الثقافة بدورها في تأسيس حوار حضاري مع الآخر.. وفي هذه المرة تجمع مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية في سياق ثقافي موحد، وتبادل مميز للحضور في المشهد الثقافي بين المملكتين.. فاليوم مملكة البحرين ضيف شرف معرض الرياض الدولي للكتاب، وفي العام الماضي كانت السعودية ضيف شرف معرض البحرين الدولي للكتاب، حين كانت المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018. ولفتت إلى ما تتشاركه المملكتان من مقومات تاريخية وثقافية أصيلة، وما تتمتعان به من علاقات أخوية عميقة وراسخة. مشيرة إلى أهمية استمرار التبادل والتعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين. وحول أهمية معارض الكتاب في تعزيز الحراك الثقافي في المنطقة بينت الشيخة مي بنت محمد: "ما زال الكتاب الوسيلة الأفضل لنقول بأن أوطاننا تمتلك من الوعي الثقافي ما يؤهلها لتكون مراكز للإشعاع الحضاري. ولدينا اليوم فرصة كبيرة لنأخذ بزمام المبادرة، ونعيد لحركة النشر العربية الزخم والاهتمام الذي تستحقه". وأشارت إلى أن هيئة الثقافة ستعكس من خلال برنامجها غنى ثقافة البحرين عبر العديد من الأنشطة التي تقدم شخصيات ثقافية مرموقة، وفنانين يبرزون جوانب مختلفة من مشهد البحرين الراهن.