سنكون في هذا الكتاب مع وقفةٍ تأمليةٍ مع موضوعة المناجاة، التي شكّلت مصدّراً اساسياً من مصادر تشكيل الوعي الديني عند الإنسان المؤمن، وعاملاً مركزياً من عوامل تحديد أُطر العلاقة بينه وبين ربّه، وذلك لما تمثّله المناجاة من مستند يقدّم حال المعصوم ومقاله في إزاء تخاطبه مع الله سبحانه وتعالى. على وجه التخصيص، فإننا سنكون مع "المناجاة الشعبانية" و"مناجاة المريدين"، حيث يقدّم الكتاب مجموعة دروس للمؤلف حفظه الله، قدم فيها بشكل متسلسل شرحاً للمناجاة الشعبانية، ومجموعة أخرى قدمها في شرح مناجاة المريدين. نأمل لهذا الكتاب أن يكون معيناً للسائرين من المؤمنين على درب الحبيب، ورافداً لهم في حركتهم.
المناجاة الشعبانية
كما أنَّ الفقيه والأصولي يرتبان المسائل الفقيه والأصولية حسب المواضيع والأهمية، كذلك يجب على علماء الأخلاق أنَّ يرتبوا الأدعية والمناجاة حسب مدارج السير والسلوك ؛ فلذلك مراحل ومراتب الأدعية تحتاج إلى بحث علمي، وماهو المقدم فيها وماهو المؤخر، وذلك من خلال معرفة الآيات والروايات وسيرة المعصومين (ع) في ذلك. شروح المناجاة توجد شروح مختلفة للمناجاة الخمسة عشر، باللغة العربية والفارسية، ومنها: كتاب في شرح المناجاة الخمس عشرة شرح المناجاة الخمس عشرة من تأليف: السيد محمد علي الحلو، طبع الكتاب في كربلاء، العتبة العباسية المقدسة، سنة 1437 هـ/ 2016 م. پانزده رمز پرواز ، (فارسي)، (خمسة عشر رمزاً للعروج)، للسيد جميد فتّاحي. نص:المناجاة الشعبانية - ويكي شيعة. سجادههاي سلوك، للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (معاصر)، في مجلدين: المجلد الأول، في شرح المناجاة الأولى إلى المناجاة الثامنة، والمجلد الثاني، في شرح المناجاة التاسعة إلى المناجاة الحادية عشر. شرح مناجات خمسة عشر، (فارسي)، أبو الحسن مجتهد الأراكي المتوفى سنة 1362 هـ من تلامذة الآخوند الخراساني والسيد محمد كاظم اليزدي ، طبع في طهران، مكتبة المصطفوي، سنة 1334 شمسي. شرح مناجاتهاي حضرت سجاد ، (فارسي) ، للشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (معاصر) ، انتشارات موسسه آموزشي و پژوهشي امام خميني، قم، سنة 1390 شمسي.
وهذه مناجاة جليلة القدر مَنسُوبة إلى أئمتنا عليهم السلام مشتملة على مضامين عالية ويحسن أن يدعىٰ بها عند حضور القلب متى ما كان.
إلهي تول من أمري ما أنت أهله وعد علي بفضلك على مذنب قد غمره جهله. إلهي وقد أفنيت عمري في شرة السهو عنك وأبليت شبابي في سكرة التباعد منك. العودة والأوبة إليه تعالى: إذ لا ملجأ منه إلا إليه. وهنا يشعر الداعي والمناجي أن اللغة قد تبدلت من الألم والحسرة والإحساس بالسقوط، إلى الحماسة والحياة الجديدة والاستبشار أمام التفضل والرحمة الإلهية التي وسعت كل شيء: [8] إلهي أُنظر إليّ نظر من ناديته فأجابك واستعملته بمعونتك فأطاعك، يا قريباً لا يبعد عن المغترّ به، ويا جواداً لا يبخل عن من رجا ثوابه. إلهي هَب لي قلباً يُدنيه منك شوقه، ولساناً يرفعه إليك صِدقه، ونظراً يُقرّبه منك حقه إلهي إن من تعرّف بك غير مجهول، ومن لاذ بك غير مخذول، ومن أقبلت عليه غير مملول. إلهي إن من انتهج بك لمُستنير وإن من اعتصم بك لمُستجير، وقد لُذت بك يا إلهي. شبكة المعارف الإسلامية :: المناجاة الشعبانية. السعي إلى معرفة الله تعالى: السعي إلى معرفته تعالى بالمعرفة القلبية بعد إذعان العقل وتصديقه بالحقيقة القدسية المهيمنة على الوجود. ولا مجال لحصول هذه المعرفة التي تصير الإنسان ولياً والهاَ وعاشقاً لربه إلا عن طريق القلب الذي يضيئه الإيمان الصادق، فينقطع إليه لما يراه من العظمة، وكلما التمس خيراً وجد خيرات، فلا يعود لديه مطمع إلا التوغل فيساحة القدس، وهي مقامات العارفين والأولياء الذين يتحفهم الله تعالى بأسراره كلما عملوا في مرضاته [8] ، لكن ذلك كله لابد وأن يبدأ باليقظة والانتباه من الغفلة والخروج عن الاستخفاف بالأمر الهي الذي هو مدعاة لكل ذنب.
لا تنسوا شهداء المقاومة الإسلامية ومجاهديها من صالحِ دعائكم 28-06-2012 عدد القراءات 65587
المقرئ: الشيخ/ عبدالحي آل قنبر معلومات إضافية: من أدعية شهر شعبان ومذكور في كتاب مفاتيح الجنان المدة: 17:18 دقيقة حجم الملف: 48.