سوف نقوم بتفسير سورة البينة بطريقة سهلة وواضحة من أجل يستوعب الأطفال معانيها وفهمها: قال تعالى: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ) التفسير هو: من أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى ، كلمة وَالْمُشْرِكِينَ: هم من أشركوا بالله من أقوام مختلفة. مُنْفَكِّينَ: تعني عن الكفر والضلال، فهم الذين لا يزالون في هدفهم ومستمرون على ضلالهم لكن مع مرور الزمن قد ازدادوا في الكفر. حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ: معنى البينة هي الواضحة، أي أنها الحقيقة والبرهان الساطع، ثم فسر الله في آياته تلك البينة وقال: رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ أي: أن الرسول هو من أرسله الله عز وجل بالحق وبالقرآن لكي يدعو الناس إلى الإيمان والحق والبعد عن الضلال. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اختاره الله عز وجل وأنزل عليه القرآن الكريم لكي يدعو الناس إلى الهداية والبعد عن الضلال، وأيضا دعوة الناس إلى عبادة الله والتحلي بالحكمة، وأن رسول الله قد جاء من أجل أن يساعد الناس للخروج من الظلام إلى النور وعبادة الله الواحد الأحد. يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً: آيات القرآن التي يقرأها الرسول هي آيات محفوظة بعيداً عن قربان الشياطين نهائيا، فهي آيات من الله وكما قال عنها الله عز وجل أنها لا يمسها إلا المطهرون، لذلك تعتبر آيات القرآن الكريم معجزة وآيات عظيمة ليست من كلام البشر بل هو كلام الله عز وجل.
[٧] معاني مفردات سورة البينة فيما يأتي: [٨] (خَالِدِينَ فِيهَا) أَيْ باقين فِيهَا. (أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) أَيْ أسوَأُ خلقِ الله، أمَّا الْأَبْرَارِ (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) هُمْ أفضَلُ خلقِ الله. (جَزَآؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ) أَيْ في اليوم الآخِر. (جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً) أَيْ باقينَ فيها لا يخْرُجونَ منها أبدًا، و سَيرْضى اللهُ عَنْهُم و يَرضَونَ عنْه لأنّه أدخَلَهُم جنَّته. (ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) أَيْ هَذَا الْجَزَاءُ حَاصِلٌ لِمَنْ خافَ اللَّهَ وَاتَّقَاهُ. [٨] يُخْبِرُ الله -تَعَالَى- عَنْ مَصيرِ الْكافِرين، أَنَّهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ، أمَّا الذين آمنوا وعملوا الصَّالِحات ففي الجنَّة، وأنَّهم سينالونَ رضى الله -تعالى-. المراجع ↑ عادل محمد خليل، أول مرة أتدبر القرآن ، صفحة 312. ↑ سورة سورة البينة، آية:1-3 ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 342. بتصرّف. ↑ "تفسير سورة البينة للأطفال" ، الألوكة ، 13/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2022. بتصرّف. ↑ سورة البينة، آية:4-5 ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير ، صفحة 343-344.
[١٠] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، [١١] يُطمئن الله -تعالى- المؤمنين بأنَّهم من أحسن الناس وأفضلهم، لأنَّهم عرفوا الحق واتبعوه وعبدوا الله، وفازوا بنعيم الدنيا والآخرة. [٥] (جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ) [١٢] جزاؤهم عند ربهم يوم القيامة جنات دائمة لهم، فيها أنواع شتى من النعيم مما لا يخطر على بالهم، لأنّ الله -تعالى- رضي عنهم وقبل أعمالهم الصالحة، والمؤمنون رضوا عن ربهم وفرحوا بما أتاهم من النعيم، وكل ذلك لأنَّهم كانوا يخشون ربهم بالسر والعلن. [١٣] المراجع ^ أ ب سورة البينة ، آية:1 ^ أ ب وهبة الزحيلي، التفسير المنير للزحيلي ، صفحة 339. بتصرّف. ↑ نخبة من أساتذة التفسير الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، التفسير الميسر ، صفحة 598. بتصرّف. ↑ سورة البينة، آية:2 ^ أ ب عبد الرحمن السعدي، تفسير السعدي تيسير الكريم الرحمن ، صفحة 931. بتصرّف. ↑ سورة البينة، آية:3 ↑ سورة البينة، آية:4 ↑ سورة البينة، آية:5 ↑ سورة البينة، آية:6 ↑ نخبة من أساتذة التفسير الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، التفسير الميسر ، صفحة 599.
وهذهِ الْعَلامةُ هِيَ مَبْعث الرَّسول الخاتَم محمد -صلى الله عليه وسلم-، الذي يتلو القرآن الكريم؛ الذي ليْس فيه ضلال، بل هو كتابُ هدايةٍ يَهْدينا إلى الْحقِّ والْخَير. [٤] موقف أهل الكتاب من معجزات الرسول قال -تعالى-: (وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ* وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ). [٥] أي لا تَتَأسّف يا مُحَمّد على اليهود والنَّصارى، فإِن تفرُّقَهم واختِلافَهُم كان بعدَ الَّذي جاءَ بهِ الْقرآنُ، مع أنَّه وافقَ ما دَعَتْ إليهِ كُتُبُهم. فلمَّا بعثَ اللهُ محمَّداً، تفرَّقوا؛ فآمن به بعضُهم ولم يؤمن به آخَرون، مع أنَّهُم لمْ يُؤْمَروا إلَّا بعِبادةِ الله وَحده، وأنْ تَكونَ عبادَتُهمْ خالصةً له، لا يُشْرِكونَ بهِ شَيْئاً. [٦] جزاء المؤمنين والكافرين قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَـئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ* إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ* جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ).
فالشاهد أنهم أمروا بأن يعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء أي: مائلين عن الأديان كلها إلى دين الإسلام مستقيمين على دين إبراهيم عليه السلام دين الحنيفية السمحة الذي جاء به خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم. (وَيقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيؤْتُوا الزَّكَاةَ) أي: وكذلك أمروا بأن يقيموا الصلاة على الوجه الأكمل في أوقاتها بشروطها وآدابها وبأن يعطوا الزكاة لمن يستحقها ابتغاء مرضاة الله جل وعلا. (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) أي: وكل ما ذكرناه من الإخلاص والعبادة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة هو دين الملة المستقيمة – دين الإسلام – فلماذا لا يدخلون في هذا الدين العظيم؟ ثم ذكر الله جل وعلا بعد ذلك مآل الأبرار ومآل الأشرار في دار الجزاء والقرار فقال: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا) أي: إن الذين كذبوا بالقرآن وبنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى وعبدة الأوثان، هؤلاء جميعا يوم القيامة في نار جهنم، ماكثين فيها أبدا، لا يخرجون منها ولا يموتون. (أُولَئِكَ همْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ) أي: أولئك هم شر الخلق على الإطلاق. (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) أي: إن الذين آمنوا وجمعوا بين الإيمان والعمل الصالح والإخلاص.