علم النفس التربوي وعلاقته بعلم النفس: تعتبر العلاقة بين علم النفس التربوي والتربية علاقة وطيدة فان علم النفس التربوي يعرف بأنّه الدراسة العملية لسلوك المتعلم في أوضاع أو مواقف تربوية وعلم النفس يدرس المشكلات التربوية دراسة مباشرة واخذ يبحث في الجوانب النفسية لتلك المشكلات. على سبيل المثال: -دراسة سلوك أو تصرف المتعلم خلال ممارسته لعملية التعلم داخل الصف، ومن أبرز القضايا الهامة معرفة إلى أي مدى يعتمد نجاحنا في مهنة التعليم وفي عملية التربية على إدراكنا إدراكا واعيا لمفاهيم ومبادئ علم النفس التربوي. يعتمد هذا النجاح على إدراك العديد من مفاهيم ومبادئ علم النفس التربوي، وذلك أنه عندما ندرك ونفهم المفاهيم والمبادئ بالشكل الصحيح، يترتب عليه نجاح مهنة التعليم والتعلم، وعندما يدرك المتعلم الشيء الذي يتضمنه أو يحتويه هذا المفهوم ويستوعبه فان هذا يساعد في نجاح مهنة التعليم ونستطيع أن نقول إن تعلم المفهوم قد حصل. وعندما يدرك المتعلم طبيعة المفهوم وطبيعة تعلمه وصفات المفهوم ومع ماذا يتشابه ومع ماذا يختلف والقواعد والعلاقات التي تتشكل فيها المفاهيم وغير ذلك من الأمور التي تتعلق بالمفاهيم فان هذا كله يساعد بل ويسهم كثيراً في نجاح مهنة التعليم، وعندما يعي المتعلم المبادئ والأسس التي تندرج تحت علم النفس التربوي ويدرك المتعلم المبادئ والأسس لكل نظرية من نظريات علم النفس التربوي مثل المبادئ التي تندرج تحت نظرية التطور المعرفي أو نظرية الذكاء أو غيرها من النظريات فان هذا كله يسهم في نجاح مهنة التعليم لدى المتعلم والمعلم.
وصل علم النفس ليصبح نظري وتطبيقي في الوقت نفسه، فهو نظري يهدف إلى أن يصل للمعرفة بالعديد من الطرق العلمية، كما أنّه تطبيقي لأنّه يسعى لأن يطبّق معطيات علم النفس المتعددة ويحل المشاكل التعليمية في فصول الدرس. لم يقتصر علم النفس التربوي على التأكد من صحة تطبيق مبادئ التربية، بل عمل في ميادين مختلفة من المناهج لبحث المشاكل التربوية التي لم يستطيع علم النفس أن يتوصل إليها، مثل تدريس المواد المختلفة وتطبيق الأنواع الحديثة في مناهج النشاط والمشروعات وتشخيص الصعوبات التعليمية وعلاجها، كذلك الطرق الحديثة لتقويم التحصيل الدراسي وتحسين أساليب التدريس في جميع المراحل الدراسية. أهمية علم النفس التربوي في العملية التربوية: تعتبر عملية التعلم من العمليات العقلية المعقدة التي ترتبط بالعديد من العوامل النفسية والاجتماعية والعقلية، فهي ترتبط بالظروف المحيطة في المكان الذي يحدث فيه عملية التعليم، كذلك العناصر الأساسية التي تستند عليها عملية التعلم؛ هي المدرسين والطلاب والمناهج، كذلك ما يرتبط بكل عنصر من عوامل متعددة يتوقف عليها نجاح عملية التعليم في الوصول لأهدافها. أمّا عملية التعليم فهي تسير حسب أهداف يتمالتخطيط لها بشكل مسبق بدون أن تفقد عملية التعليم قدرتها على الاستمرار، فعلم النفس التربوي في هذا المجال المتخصص يدرس هذه العوامل بشكل عملي ليحدد الأبعاد ويرسم الأهداف، بحيث يجعل كل عامل منها فعال في حاضره ومستعد للاحتفاظ بهذه الفعالية أو زيادتها بما يمتلك من مرونة التقبل للمستحدثات التربوية والنفسية.
نستخلص أن علم النفس التربوي هو الدراسة المنظمة للسلوك الإنساني و عملياته العقلية و الانفعالية و الشعورية و الأنشطة الجسمية ذات العلاقة ، في المواقف التربوية الهادفة لمساعدة الفرد على النمو السوي المتكامل من النواحي العقلية و الجسمية و الاجتماعية ، ليصبح قادرا على التكيف مع نفسه و ما يحيط به ( أبوجادو، 2005) يعد علم النفس التربوي la psychopédagogie من المقررات الأساسية اللازمة لتدريب المعلمين في كليات و معاهد التربية، و إعداد المعلمين و الموجهين في برامج التدريب و التأهيل بمختلف أنواعها و مستوياتها وإعداد الأخصائيين النفسيين العاملين في المجال المدرسي. و المهمة الجوهرية لهذا العلم هي تزويد المعلمين و غيرهم من العاملين في ميادين تعديل السلوك الإنساني بالمبادئ النفسية الصحيحة التي تتناول مشكلات التربية و مسائل التعلم المدرسي لكي يصبحوا أعمق فهما و أوسع إدراكا و أكثر مرونة في المواقف التربوية. ويحدد أوزوبل Ausubel مجال و موضوع علم النفس التربوي بمشكلات التعلم التالية 1 -اكتشاف تلك الجوانب من عملية التعلم التي تؤثر في اكتساب المعلومات و الاحتفاظ بها لمدة طويلة. 2- تحسين التعلم بعيد المدى و القدرة على حل المشكلات.