(_رب كلمة قالت لصاحبها دعني. (_ من أهم مايميز البشر عن غيرهم من المخلوفات..... تعاملاتهم.... لذلك أحببت أن تقرأوا معي هذه الكلمات التي لها صلة وثيقة بالتنمية البشرية ************************* الكـلـمـة الــتــي تـنـطـلـق مــــن أفـواهـنــا أحـيـانــاً تـقـتــل ، كــمــا تـقـتــل الـرصــاصــة المـنـطـلـقـة مـــــن فـــوهـــة مـــســـدس. هــل نفـكـر قـبــل أن نـتـحـدث مـــع الآخـريــن ؟ هـل ننتقـي كلماتــنـا باهتمـام عندمـا نكـتـب للآخـريـن.. شاهد .. لحظة تفجير زوجين أوكرانيين مسنيْن داخل سيارتهما بقذيفتين من دبابة روسية • صحيفة المرصد. عندمـا نعاتبهـم.. عندمـا نحبهـم.. عندمـا نحتـج عليـهـم ؟ الكلمة سلاح خطير يجب أن نتعامـل معهـا بكـل عنايـة ، وحـذر ،حـــتـــى لا نــقــتــل أحـــــــداً مـــــــا ،أو نتسبب لـه بضـرر بالـغ ، أو إعـاقـة نفسـيـة مزمـنـة. هل لنـا أن نتحكـم ونراقـب مسدسـات أفواهنـا ، و أقلامنـا ، حتى لا تـنطلق منها كلمه قاتـله ،و إن لم تقتـل فلا بد أن تجرح بعمق. كم يقـتـل الصمت فينا من أشياء ، ولكن ما يقـتـله الكـلام أكثـر. كــم مـــن كـلـمـه قـالــت لصاحـبـهـا دعـنــي. لـن نخـسـر شيئـاً حيـن نقـول كلمـه جميلـه ، و نخـسـر كثيـراً حيـن تفلـت منـا كلمـه جارحـه تحطـم قـلـب ، وتـؤذي نفـس ، وتــتـــرك بـصــمــه مـؤلــمــه بـالــذاكــرة ، ومـخــزون قـاســي مـــن الـذكـريـات الحـزيـنـة.
فضّل العرب السكوت على الكلام فقالوا: إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب. ثم قال شاعرهم: ما قد ندمت على السكوت مرة ولقد ندمت على الكلام مرارا هذا التفضيل بطبيعة الحال؛ ليس على إطلاقه، وليس حباً في السكوت لذاته، ولا هو من باب تقبيح أو تكبيح الكلام، ولكن كما قالوا أيضاً في السياق ذاته: الرجال صناديق، ومفاتيحها ألسنتها، ولسان المرء إما نفعه أو ضره، والمرء مخبوء بلسانه. ثم.. وهذا هو لب المسألة: (خير الكلام ما قلّ ودل). * كم من أناس نعرفهم هنا وهناك، تكثر أقوالهم، وتقل أفعالهم، ولو كان الأمر بهذه الصورة وحدها، فلا يتضرر أحد من أقوالهم، ولا يتأذى أحد بكلامهم، لهان الأمر، ولكن لبعض الألسنة فلتات، ولها نبوات وكبوات، فإذا نبا لسان المرء، قلت هيبته، وحلت خيبته، وبدت عيبته، وجازت نبذته: وزنِ الكلام إذا نطقت فإنه يبدي عيوب ذوي الكلام المنطق كم من كلمة تقف نداً لقائلها، وتتأذى من صاحبها، فتقول له مرات ومرات: دعني.. دعني، قبل أن تتحول إلى رصاصة حارقة وقاتلة، تحرق الأخضر واليابس، وقد تقتل قائلها وسامعها، وتفرق الشمل، وتقطع سبل المودة، وتثير عواصف الحقد والكراهية. يقال: إن النعمان بن المنذر - وقيل أحد ملوك حمير - خرج ذات يوم تتبعه حاشيته، حتى مروا على تلّة مرتفعة، فوقف النعمان وصار يتأمل بالطبيعة من حوله، عندها تقدّم إليه رجل من الحاشية فقال: ترى يا مولاي لو ذُبح أحدهم على سفح هذه التلة ؛ إلى أين سيسيل دمه؟ ففكر النعمان لبرهة ثم قال: والله ما المذبوح إلا أنت!
قال تعالى: (.. لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. ) فكيف نشبهه بما دونه وهذا محرم لأنه انتقاص خلق الله سبحانه.. سابعا: على الله وعليك.