واجعل خضوعك لمن لا تخرج عن مُلْكه وسلطانه " وإلاَّ فأين يمكنك أن تذهب؟ ما سر الإطلاق في آناء الليل والتقييد بأطراف النهار ؟ لماذا أطلق زمن التسبيح بالليل، فقال {آنَآءِ الليل} [طه: 130] وحدده في النهار فقال {وَأَطْرَافَ النهار} [طه: 130] ؟ قالوا: لأن النهار عادة يكون محلاً للعمل والسَّعْي، فربما شغلك التسبيح عن عملك، وربنا يأمرنا أن نضربَ في الأرض ونُسهِم في حركة الحياة، والعمل يُعين على التسبيح، ويُعين على الطاعة، ويُعينك أنْ تلبي نداء: الله أكبر… أمّا في الليل فأنت مستريح، يمكنك التفرغ فيه لتسبيح الله في أيِّ وقت من أوقاته. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها | Ahmed Adel's Blog. …ثم يذكر سبحانه الغاية من التسبيح، فيقول {لَعَلَّكَ ترضى} [طه: 130] ونلحظ أن الحق سبحانه يحثُّ على العمل بالنفعية، فلم يقُل: لعلِّي أرضى، قال: لعلك أنت ترضى، فكأن المسألة عائدة عليك ولمصلحتك. والرضا: أنْ تصلَ فيما تحب إلى ما تؤمِّل، والإنسان لا يرضى إلا إذا بلغ ما يريد، وحقّق ما يرجو، كما تقول لصاحبك: أأنت سعيد الآن؟ يقول: يعني: يقصد أنه لم يصل بعد إلى حَدِّ الرضا، فإنْ تحقَّق له ما يريد يقول لك: سعيد والحمد لله. فإنْ أحسنتَ إليه إحساناً يفوق ما يتوقعه منك يأخذك بالأحضان ويقول: ربنا يُديم عمرك، جزاك الله خيراً.
مقالات متعلقة تاريخ الإضافة: 23/12/2018 ميلادي - 15/4/1440 هجري الزيارات: 43557 ♦ الآية: ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: طه (130). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾ صل لربك ﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ﴾ صلاة الفجر ﴿ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ صلاة العصر ﴿ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ ﴾ فصل المغرب والعشاء الآخرة ﴿ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ ﴾ صل صلاة الظهر في طرف النصف الثاني، وسُمِّي الواحد باسم الجمع ﴿ لَعَلَّكَ تَرْضَى ﴾ لكي ترضى من الثواب في المعاد. ♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ نسختها آية القتال، ﴿ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ ﴾؛ أي: صل بأمر ربك، وقيل: صل لله بالحمد له والثناء عليه، ﴿ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ ﴾؛ يعني: صلاة الصبح، ﴿ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ﴾ صلاة العصر، ﴿ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ ﴾ ساعاتها، واحدها إني، ﴿ فَسَبِّحْ ﴾ يعني صلاة المغرب والعشاء.