مثال في الأنكحة: امرأة طلقها زوجها ثلاثًا؛ فلا تحل له إلا بعد زوج، فجاء صديق له، فتزوجها بشرط أنه متى حللها –يعني: متى جامعها –طلقها، ولما طلقها؛ أنت بالعدة، وتزوجها الأول؛ فإنها ظاهرًا تحل للزوج الأول، لكنها باطنًا لا تحل؛ لأن هذه حيلة. فمتى علمنا أن الله أسرع مكرًا، وأن الله خير الماكرين؛ أو جب لنا ذلك أن نبتعد غاية البعد عن التحيل على محارم الله.
فلما خرج الحواريون أبصرُوهم تسعةَ عشر، فأخبروهم أن عيسى قد صُعد به إلى السماء، فجعلوا يعدّون القوم فيجدُونهم ينقصون رجلا من العِدّة، ويرون صورةَ عيسى فيهم، فشكُّوا فيه. ( ومكروا ومكر الله ) - ملتقى أهل التفسير. وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يُرَوْن أنه عيسى وصَلبوه، فذلك قول الله عز وجل: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [سورة النساء: 157]. * * * وقد يحتمل أن يكون معنى " مكر الله بهم " ، استدراجُه إياهم ليبلغ الكتاب أجله، كما قد بينا ذلك في قول الله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [سورة البقرة: 15]. (2) ----------------------- الهوامش: (2) انظر ما سلف 1: 301-306.
وكثيرًا ما تسمى العقوبة باسم الذنب وإن لم تكن في معناه. قوله تعالى: ﴿وَاللّهُ خَيْرُالْمَاكِرِينَ (54)﴾ معناه المجازين على المكر بما يستحق فاعله #7 lafram تفسيرك خاطئ من عدة وجوه لان لفض مكر فى اللغة لا يحتمل ما هو حسن. لكن اظيف المكر الى الله فى الاية للدلالة على ان الله يجازى من هو ماكر و يوصل له اشد عقاب من حيث لا يعلم او يخطر له. و هذا من البلاغة و الاعجاز اللغوى الذى بهت فيه الفصحاء. شكرا kanastel على التوضيح من كتاب الاندلسى #8 تفسير القرطبي وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ يعني كفار بني إسرائيل الذين أحس منهم الكفر, أي قتله. ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين. وذلك أن عيسى عليه السلام لما أخرجه قومه وأمه من بين أظهرهم عاد إليهم مع الحواريين وصاح فيهم بالدعوة فهموا بقتله وتواطئوا على الفتك به, فذلك مكرهم. ومكر الله: استدراجه لعباده من حيث لا يعلمون; عن الفراء وغيره. قال ابن عباس: كلما أحدثوا خطيئة جددنا لهم نعمة. وقال الزجاج: مكر الله مجازاتهم على مكرهم; فسمي الجزاء باسم الابتداء; كقوله: " الله يستهزئ بهم " [ البقرة: 15], " وهو خادعهم " [ النساء: 142]. وقد تقدم في البقرة. وأصل المكر في اللغة الاحتيال والخداع. والمكر: خدالة الساق.
وكقول أبي تمام: من مبلغ أفناء يعــرب كلهم أني بنيت الجـــار قبل المنزل فالجار لا يبنى بل ينتقى، وإنما عبر عن انتقائه ببنائه قصدًا إلى المشاكلة بين اختيار الجار وبناء الدار. وكقول الصاحب بن عباد: على لسان من رد القاضي شهادته برؤية هلال شوال: أترى القاضــي أعمى أم تراه يتعامــى سرق العيد كأن العـــ يد أموال اليتامـى هنا عدل عن (أخفى) أو نحوها إلى (سرق) لتشاكل أمول اليتامى، والقرينة اللفظية هي مجيء العيد مفعولا به للفظ المشاكلة سرق.
وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يُرَوْن أنه عيسى وصَلبوه، فذلك قول الله عز وجل: وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ [سورة النساء: 157]. * * * وقد يحتمل أن يكون معنى " مكر الله بهم "، استدراجُه إياهم ليبلغ الكتاب أجله، كما قد بينا ذلك في قول الله: اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ [سورة البقرة: 15]. (2) ----------------------- الهوامش: (2) انظر ما سلف 1: 301-306.