[٢] ومن هذه العبادات والنّوافل صلاة الضُحى، وهي عبادة خفيفة مُيسّرة، يستطيع المسلم أداءها بيسر وسهولة، ولكن قد يغفل كثير من النّاس عن القيام بها؛ لانشغالهم بوظائفهم وأعمالهم، ومناحي حياتهم التي تُفوّت عليهم فرصة أدائها واغتنام أجرها وفضلها. تعريف صَلاةُ الضُحَى صلاة الضُحَى هي الصَّلاة التي يُؤدّيها العبد المُؤمن تقرّباً إلى لله تعالى في وقت الضّحى من النّهار، وهو الوقت المُمتدّ ما بين ارتفاع الشّمس إلى قبيل زوالها. [٣] حكمها أجمع جمهور الفقهاء على أنّ صلاة الضّحى نافلة مُستحبّة، يُؤدّيها العبد المُسلم طالباً من الله العظيم القرب والإعانة، وهي سُنّة مُؤكّدة عند الشافعيّة والمالكيّة، يُستحبّ المُواظبة عليها، كما ذهب إلى ذلك جمهور الفقهاء، لقوله عليه الصّلاة والسّلام: (أحبُّ الأعمال إلى الله أدْومُها وإنْ قل). [٤] وعند الحنابلة في الصّحيح على المذهب أنّه لا يُستحبّ المداومة عليها، بل تُصلّى غِبّاً، لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (كان النَبي عليه الصّلاة والسّلام يُصلّي الضُحَى حتى نقول: لا يَدَعُها، ويَدَعُها حتى نقول: لا يُصليْها). [٥][٦] كيفيّة صلاة الضحى صلاة الضّحى كصلاة الفريضة، بسجودها وركوعها وجميع أركانها وشروطها، فما ينطبق على الفريضة من شروط وأركان وواجبات ينطبق عليها؛ كالإسلام، والعقل، والبلوغ، والطّهارة، واستقبال القبلة، ودخول الوقت، وقراءة الفاتحة، والطّمأنينة، والترتيب بين الأركان وغيرها.
السؤال: بعد هذا رسالة وصلت إلى البرنامج من إحدى الأخوات المستمعات، تقول المرسلة (م. م. م) أختنا لها عدد من الأسئلة في أحدها تقول: قرأت في كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) أن سنة الضحى مختلف عليها، هل هي سنة أم لا؟ وقال بعضهم: إنها بدعة، فما هو الأرجح؟ جزاكم الله خيرًا، وهل الأفضل أن تصلى كل يوم، أم في يوم بعد يوم؟ جزاكم الله خيرًا. الجواب: صلاة الضحى سنة مؤكدة، وقد أوصى بها النبي ﷺ أبا هريرة، وأبا الدرداء، وصلاها ﷺ في بعض الأحيان، وتقول عائشة -رضي الله عنها-: "كان ﷺ يصلي الضحى أربعًا، ويزيد ما شاء الله" رواه مسلم في الصحيح، وصلاها يوم الفتح ضحى ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-، وقال -عليه الصلاة والسلام-: يصبح على كل سلامى من الناس صدقة والسلامى: المفصل، يصبح على كل سلامى من الناس صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وكل تهليلة صدقة، والأمر بالمعروف صدقة، والنهي عن المنكر صدقة، ويكفي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى هذا فضل عظيم، ركعتان من الضحى تؤديان هذه الصدقات. فصلاة الضحى سنة مؤكدة كل يوم، ومن قال: إنها بدعة أو لا تفعل إلا بعض الأحيان فقد غلط، الصواب: أنها سنة تفعل في البيت أفضل، ركعتان، أقلها ركعتان، ولو صلى أربعًا، أو ستًا، أو ثمانًا، أو أكثر، فكله طيب، لكن أقلها ركعتان، وإن زاد وسلم من كل ثنتين؛ فهذا خير؛ ولهذا ثبت عنه ﷺ أنه صلاها أربع ركعات، وصلاها ثمان ركعات، يسلم من كل ثنتين -عليه الصلاة والسلام-.
الشروح العلمية الفقه وأصوله دليل الطالب لنيل المطالب 02 كتاب الصلاة 07 باب صلاة التطوع المادة 111 097وتسن صلاة الضحى غبا 24-07-1438هـ.