ذات صلة شرح وتفسير سورة البلد المُبسط شرح وتفسير سورة الغاشية المُبسط تسبيح الله وبيان مظاهر قدرته قال الله -تعالى-: ( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، [١] ، معنى سبِّح؛ أي نزِّه الله -تعالى- وعظِّمه، وقد ورد في معنى هذه الآية عدة معاني: [٢] نزّه الله –تعالى- عن كُلِّ نقيصة لا تليق به فلا تصفه إلّا بصفاته العُلا. نزّه الله –تعالى- فلا تذكر اسمه إلا بمحلٍّ لائق وبطريقة لائقة. صلّ بأمر ربِّك الأعلى. قول الله -تعالى-: ( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى) ، [٣] ورد في تفسيرها معنيان: [٤] أي أنَّه أحْكَمَ صَنعة كلّ شيء؛ فخلق كلّ ذي روح، وجعل له الأعضاء التي تناسبه في معيشته؛ كالرجلين، واليدين، والعينين. أنَّه خلق الإنسان، ثمَّ سوَّى قامته، وجعله معتدلاً؛ لا ينكبُّ على الأرض كسائر البهائم. قول الله -تعالى-: ( وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى) ، [٥] أنَّ خلْق الله يمرّ في طورين: [٦] الأول: خلق الله -تعالى- الخلق وقدَّر المقادير، فجاءت على ما أراد وفق إرادته، لا نقص فيها. سورة الاعلى تفسير للاطفال. الثاني: أنَّه بعدما خلق الخلائق، هداها لوظائفها التي قدَّرها لها، فالإنسان يسعى لرزقه بالعمل، والبهائم إلى المراعي. قول الله -تعالى-: ( وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى* فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى)، [٧] معنى الغثاء؛ أي هشيماً جافاً، ومعنى أَحْوَى؛ أي مُتغيِّراً، ومعنى الآية؛ أنّ الله -تعالى- بقدرته العظمى أخرج لكم المرعى، ثم بقدرته العليا جعله هشيماً جافاً مُتغيّراً، فانظروا وتفكَّروا لصنع الله الذي أتقن صنع كُلّ شيء.
(من تزكى): (مَنْ) بمعنى: الذي (تزكى) أي: زكى نفسه من الشرك ومن المعاصي، ومن العلماء من قال: تزكى: من الزكاة، أي: أخرج الزكاة، لكن القول الأول أقرب، وعليه كثير من أهل العلم في هذه الآية، كما قال تعالى: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا [الشمس:9] أي: زكى نفسه، ففي قوله: قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى قولان مشهوران: القول الأول: تزكى من الذنوب، أي: تطهر من الذنوب والمعاصي والشرك. القول الثاني: تزكى أي: أخرج الزكاة، والقرينة التي تؤيد قول من قال: إن المراد بالتزكي: إخراج الزكاة، قوله تعالى: وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى [الأعلى:15] فقالوا: ذكر الصلاة بعد الزكاة، وحمل بعضهم ذلك على زكاة الفطر وصلاة عيد رمضان، وقال آخرون بالعموم. تفسير قوله تعالى: (بل تؤثرون الحياة الدنيا)
[١٨] قال الله -تعالى-: ( بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا)، [١٩] إيثار الدنيا يكون بالرضا بالحياة الدنيا، والاطمئنان بها، ويكون بالإعراض عن الآخرة. قال الله -تعالى-: ( وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، [٢٠] قال ابن كثير: "أي: ثواب الله في الدار الآخرة خير من الدنيا وأبقى، فإن الدنيا دنية فانية، والآخرة شريفة باقية، فكيف يؤثر عاقل ما يفنى على ما يبقى، ويهتم بما يزول عنه قريبا، ويترك الاهتمام بدار البقاء والخلد؟". [٦] قال الله -تعالى-: ( إِنَّ هَـذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى* صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى) ، [٢١] أن ما أنتم فيه من حبِّ الدنيا، والإقبال عليها، موجود مثله في الأمم السابقة، فالبشر هم البشر، مهما تغيّر الزمان، نفوسهم واحدة تميل إلى الدنيا وتكره الالتزام بالطاعة. [٢٢] المراجع ↑ سورة الأعلى، آية:1 ↑ البغوي (1417)، تفسير البغوي (الطبعة 4)، صفحة 396-397، جزء 8. بتصرّف. ↑ سورة الأعلى، آية:2 ↑ الوحدي (1430)، التفسير البسيط (الطبعة 1)، صفحة 431، جزء 23. تفسير سورة الأعلى. بتصرّف. ↑ سورة الأعلى، آية:3 ^ أ ب ابن كثير (1420)، تفسير ابن كثير (الطبعة 2)، صفحة 382، جزء 8. بتصرّف. ↑ سورة الأعلى، آية:4-5 ↑ ابن كثير (1420)، تفسير القرآن العظيم (الطبعة 2)، صفحة 379، جزء 8.
تفسير قراءة سورة الأعلى للاحسائى: يقول الاحسائى أن قراءة سورة الأعلى فى المنام هى دلالة على انتهاء المصاعب، وقدوم اليسر بعد العسر، كما تشير قراءة سورة الأعلى على أن الرائى هو شخص يداوم على التسبيح والذكر، كما قد تكون علامة على أن الرائى يعانى من مرض النسيان ويتمنى أن يزول عنه. فضل رؤية سورة الأعلى فى المنام: لسورة الأعلى فضل كبير على الإنسان سواء كان يقرأها فى الواقع أن فى المنام حيث: يقول النعمان بن بشير رضى الله عنه وأرضاه، أن رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام كان يداوم على قراءة سورة الأعلى، فى عيد الفطر وعيد الأضحى ويوم الجمعة، وعن جابر بن سمرة رضى الله عنه قال:" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر بـ(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)". ويقول أُبى بن كعب رضى الله عنه: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بـ (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)، و(قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ)، و(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) "، وتأكيداً لفضل هذه السورة فقال جابر بن عبد الله " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ: هلا صليت بـ: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، ( وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا)".