وليس معنى كونه معنا أنه مختلط بالخلق بل هو مع عباده بعلمه ، وهو فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من أعمالهم وأما قوله سبحانه { ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} ، فقد قال أكثر المفسرين أن المراد هو قربه سبحانه بملائكته الموكّلين بحفظ أعمال العباد. ومن قال المراد بقربه تعالى فسّره بقربه بعلمه ، كما قيل في المعيّة. «ونحن أقرب إليه من حبل الوريد» - عبد الرحمن بن ناصر البراك - طريق الإسلام. هذا هو مذهب أهل السنة والجماعة يثبتون علوّ الله على خلقه ، ومعيّته لعباده ، وينزهونه تعالى عن الحلول في المخلوقات ، وأما المعطلة كالجهمية ومن تبعهم فإنهم ينفون علوّه بذاته فوق المخلوقات واستواءه على عرشه ويقولون أنه حالٌ في كل مكان ، نسأل الله تعالى الهداية للمسلمين. 0 17, 677
والقول الثاني ان ما نافية بمعنى: هذا ما كنت تقدر على الفراق منه و لا الحيد عنه. وقوله تبارك و تعالى: و نفخ فالصور هذا يوم الوعيد ربما تقدم الكلام على حديث النفخ فالصور و هذا يوم القيامة، وفى الحديث، ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: كيف انعم و صاحب القرن ربما التقم القرن و حني جبهتة و انتظر ان يؤذن له قالوا: يا رسول الله كيف نقول قال صلى الله عليه و سلم: قولوا: حسبنا الله و نعم الوكيل فقال القوم: حسبنا الله و نعم الوكيل. و جاءت جميع نفس معها سائق و شهيد اي ملك يسوقة الى المحشر، وملك يشهد عليه باعماله، هذه هو الظاهر من الاية الكريمة و هو اختيار ابن جرير، لما روى عن يحيي بن رافع قال: سمعت عثمان بن عفان رضى الله عنه يخطب فقرا هذي الاية و جاءت جميع نفس معها سائق و شهيد فقال: سائق يسوقها الى الله تعالى، وشاهد يشهد عليها بما عملت، وكذا قال مجاهد و قتادة، وقال ابو هريرة: السائق الملك، والشهيد العمل، وكذا قال الضحاك و السدي، وقال ابن عباس: السائق من الملائكة، والشهيد الانسان نفسة يشهد على نفسه، وبة قال الضحاك ايضا.
وحبل الوريد هو العِرْق الذي يجري به الدم في الرقبه فهو اقرب إلينا من الدم فى اجسادنا... وهذا منتهى القُرْب ويقول المتصوِّفه إنه يبعد عنَّا لِفَرط قُربه... فمثلاً لا نَرَى سَوَاد أعيُنِنا لِفَرط قُرْبه.. ويخفىَ علينا لِفَرط ظُهُرُه.. فمثلاً إننا عرفنا الظِل بالنور.. والله سبحانه وتعالىَ ليس له ضدّ ليُعرَف به.. ولِذلك نقول أن الله احتجب عنا لِفَرطُ إشراقُه ودوامُهْ.. ~~ كتاب / القرآن محاوله لفهم عصرى