قال البخاري: ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس، واستأنسوا في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء: أنه مر به عليه السلام قال له: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح، ولم يقل كما قال آدم وإبراهيم: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح. قالوا: فلو كان في عمود نسبه لقال كما قالا له. وهذا لا يدل، ولابد لأنه قال لا يكون الراوي حفظه جيداً، أو لعله قال على سبيل الهضم والتواضع، ولم ينتصب له في مقام الأبوة كما انتصب لآدم أبو البشر، وإبراهيم الذي هو خليل الرحمن وأكبر أولى العزم بعد محمد، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
السماء الرابعة المتفق عليه أنه في السماء الرابعة، وهو قول مجاهد وغير واحد، وقد مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإدريس ليلة الإسراء والمعراج، وهو في السماء الرابعة، فسلم عليه فقال: "... فأتيت على إدريس فسلمت، فقال مرحبا بك من أخ ونبي" "البخاري". تفسير: (ورفعناه مكانا عليا). وفي حياة إدريس بدأ الناس محاولة تخليد ذكرى الصالحين منهم ببناء التماثيل لهم للاقتداء بهم، فنهاهم عن ذلك، وكانت تلك بداية ارتكاب المحرمات، وعند وفاته أوصى إدريس ولده أن يخلصوا عبادة الله وحده. نسبه في التوراة هو "أخنوخ" بن يارد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم كما في سفر التكوين. وقيل هو إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم واسمه عند العبرانيين (خنوخ) وفي الترجمة العربية (أخنوخ) وهو من أجداد نوح. إدريس في الإسلام ذكره القرآن الكريم باسمه في سورة مريم، الآيتين 56 و57 حيث قال تعالى: وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا "إدريس" هو أحد الأنبياء الكرام الذين أخبر الله عنهم في كتابه العزيز حيث ذكر صراحة أنه نبي، وهو ممن يجب الإيمان بهم تفصيلا أي يجب اعتقاد نبوته على سبيل القطع والجزم لأن القرآن قد ذكره باسمه وحدث عن شخصه فوصفه بالنبوة والصديقية.
الحديث عن النبى إدريس عليه السلام، لا يتوقف أبدا، ومؤخرا، أثار الدكتور على جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتى الديار المصرية الأسبق، جدلا حينما قال فى أحد البرامج "إن مما قيل فى نبى الله إدريس عليه السلام، ورجحه بعض علماء المسلمين، مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفى فى كتابه (العلم والدين) أن وجه تمثال أبو الهول فى مصر، هو وجه سيدنا إدريس". وسيدنا إدريس، عليه السلام، من أنبياء الله الذين ذكروا فى القرآن الكريم، فى أكثر من موضع من ذلك قول الله تعالى فى سورة مريم "ورفعنا إدريس مكانا عليا".. فهل اختلف المفسرون فى معنى هذه الآية؟ يبدو أن المفسرين لم يتفقوا على معنى واحد فى معن هذه الآية فمنهم من ذهب إلى أن المقصود الرفع المعنوى يقول البيضاوى فى "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" المقصود بالرفع فى الآية "الرفع المعنوى" أي: شرفَ النبوة والزلفى عند الله. تفسير قوله تعالى وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً - إسلام ويب - مركز الفتوى. وقال السعدى فى "تيسير الكريم الرحمن": (وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا) أى: رفع الله ذكره فى العالمين، ومنزلته بين المقربين، فكان عالى الذكر، عالى المنزلة". بينما يذهب علماء آخرون إلى أن المقصود بالرفع فى هذه الآية "الرفع الحسى الحقيقى" وهو قول أكثر المفسرين، غير أنهم اختلفوا فى المكان الذى رُفع إليه، وسبب الرفع وقصته، كما اختلفوا فى موته، هل رفع وقبض، أم بقى حياً؟ قال ابن جرير الطبرى فى "جامع البيان" المقصود: إلى مكان ذى علوّ وارتفاع، وقال بعضهم: رُفع إلى السماء السادسة، وقال آخرون: الرابعة.
الصفحة الرئيسية عن المؤلف اتصل بنا أسرار النفس البشرية القوى الكونية المكتشفون العظام هكذا تكلم الله على لسان داود بوذا ونور الملكوت ورفعناه مكانًا عليًّا هكذا تكلم جعفر الصادق عليه السلام المباني الأساسية للطريقة الأويسية هكذا ناجى داود ربه وحدة الإرادة في الوجود Cosmos Revealing Unified Will هكذا تكلم عيسى عليه السلام قدوة العارفين قدوة الفقهاء والعارفين اسوه فقيهان وعارفان ما هو سر الحياة ألف باء العرفان او رسالة يقظان بن حي خمسة من العرفاء العلاجات الطبيعية في الأعشاب السحرية السموات السبع Copyright © 2022 مكتبة سيد تقي الموسوي
ففي هذا دلالة على كونه في السماء الرابعة ، ولا ينافي ذلك الرفعة المعنوية الحاصلة بالنبوة. وقد وصف ابن جزي هذا القول بأنه أشهر ، ثم قال: " ورجَّحه الحديث ". انتهى من " التسهيل " (3/7). وقال الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (1/100): " قوله تعالى: ( ورفعناه مكانا عليا) هو كما ثبت في الصحيحين في حديث الإسراء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو في السماء الرابعة ،... والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح " انتهى. والله أعلم.
ويروى أن إدريس عليه السلام كان خياطا، فكان لا يغرز إبرة إلا قال سبحان الله، فكان يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً، وكان يسبح الله في اليوم بقدر ما يسبح جميع أهل زمانه في نفس اليوم، لذلك فهو أعلاهم منزلة. قواعد التمدين هو أول من خط بالقلم، وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها، وأول من صنع الأدوات والآلات، وأول من استخدم الدواب أو الخيول للهجرة وللجهاد، وأول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها، وأنشئت في زمانه 188 مدينة. ويقول المؤرخون إنه ينتسب إلى أمة "السريان" أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين - نسبة إلى صابي أحد أولاد شيث – وقد أخذ الصابئون دينهم عن شيث وإدريس، وإن لهم كتابا يعزونه إلى شيث ويسمونه "صحف شيث"، ويتضمن الأمر بمحاسن الأخلاق، والنهي عن الرذائل، وأصل دينهم التوحيد وعبادة الخالق جل وعلا، ودعا إدريس إلى تخليص النفوس من العذاب في الآخرة، والعمل بالعدل، وحض على الزهد، وأمر بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر وشدد فيه. ذكر بعض أهل التفسير والأخبار أن سيدنا إدريس اشتهر بالحكمة، وقيل إنه كان في زمانه اثنان وسبعون لساناً يتكلم الناس بها، وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعا لُيعّلم كل فرقة منهم بلسانهم.