وهذه الصيغة المسؤول عنها تعرف عند من يتداولونها بـ(الصلوات الثلاثون لجعلِ ما قُدّر يَهونُ)، ولا يخفى ما فيها من التكلف، والسجع الطويل في الدعاء، وهو مكروه عند أهل العلم؛ لأنه لم يكن من صفة دعاء النبي صلى الله عليه وسلم، فقد كان دعاؤه على السَّجِيّة؛ يأتيه السجع فيه عَرَضا، ولا يلتزمه في جُمَل طويلة كثيرة، مثل هذه، والخير كله في الاتباع، ولأن مراعاة السجع مناف للتَّخَشُّع؛ فإن صاحبه ينشغل بتصليح الألفاظ عن صدق التوجه، وحضور القلب، كما أنه ليس للمسلم أن يأتي بدعاء ويعتقد أن له فضيلةً خاصة، لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن ترتيب الفضائل على الأذكار لا يكون إلا من الشارع، لا بتحسين العقول. والدعاءُ المذكور اقتصرَ على الصلاة، دونَ السلام، وأفضلُ صيغةٍ هي ما علّمَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأصحابهِ رضي الله عنهم، مِن الصلاة والسلام عليه في التشهدِ، والله أعلم. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم لجنة الفتوى بدار الإفتاء: أحمد محمد الكوحة أحمد ميلاد قدور الصادق بن عبد الرحمن الغرياني مفتي عام ليبيا 28/ربيع الأول/1438هـ 27/ديسمبر/2016م Post Views: 21٬138
فعن أُبَيِّ بن كعبٍ رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ذهب ربع الليل -وفي رواية: ثلثا الليل- قام فقال: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللهَ، اذْكُرُوا اللهَ، جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ، جَاءَ المَوْتُ بِمَا فِيهِ». قلت: يا رسول الله! إني أُكْثِرُ الصلاةَ عليك، فكم أجعلُ لك من صلاتي؟ فقال: «مَا شِئْتَ». قلت: الربع؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». قلت: النِّصْفَ؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». الصحابي الجليل تابع مخاطبا رسولنا صلي الله عليه وسلم:قلت: فَالثُّلُثَيْنِ؟ قال: «مَا شِئْتَ، فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». حكم الصلاة على النبي بقول: (اللهم صلِّ على سيدنا محمد طب القلوب ودوائها . . ). قُلْتُ: أَجعلُ لك صَلَاتِي كُلَّهَا؟ قال: «إِذن تُكْفَى هَمَّكَ، وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ» رواه الإمام أحمد، وعبد بن حُمَيْد في "المسند"، والترمذيُّ في "جامعه" وحسَّنه، والحاكمُ في "المستدرك" وصحَّحه، ورواه ابن أبي شيبة في "المصنف" بلفظ: «إذًا يَكْفِيكَ اللهُ مَا أَهَمَّكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ». وهذا الحديثُ لا مزيدَ على دلالته في تفريج جميع الكروب الخاصَّة والعامَّة في الدنيا والآخرة.
الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطلوبة بوجه عام لقوله تعالى (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَه يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْه وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) (الأحزاب: 56). حكم الصلاة على النبي بالصيغة الواردة في السؤال - إسلام ويب - مركز الفتوى. ومن مواضع تَأَكُّدِهَا يوم الجمعة وعقب الأذان لورود الحديث الصحيح بذلك، فقد روى مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال "إذا سمعتم المُؤَذِّن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلَّى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا.. " وإذا كان الأمر في هذا الحديث لمن يَسْمَعُونَ الأذان فإنه لم يَرد نهي عنها للمؤذن، فيبقى طلبُها منه مؤكَّدًا كطلبها من غيره قائمًا، كما قال بعض العلماء، ورأى آخرون أن نحافظ على ما كان عليه العمل أيامَ الرسول وصحابته من عدم رفع المُؤَذِّن صوته بها، وإن لم يمنعوا أن يقولها سرًا فهي قُرْبَة في كلِّ وَقْت. وما خالف ذلك فهو بِدْعَة ضلالة تُؤَدِّي إلى النار، وقال ابن حجر في الفتاوى الكبرى: قال المشايخ: الأصل سُنَّة والكيفية بِدْعَة. فهناك اجتهادان أو رأيان في كونها ممنوعةً أن يجهر بها المُؤَذِّن أو غير ممنوعة، ولهذا لا يجوز التعصُّب لأحد الرأيين، فالتعصُّب لغير القطعي منهيٌّ عنه؛ لأنه يُحْدِث فتنة، مع العلم بأن الجهرَ بالصلاة على النبي بعد الأذان لا يُحدِثُ ضررًا، ولم يَرِدْ عنه نهي بخصوصه، كما قدَّمنا.
الصلاة على النبي حكم زيادة الصلاة على النبي.. سؤال ورد لدار الافتاء المصرية. قالت دار الافتاء ، إن زيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير "أمر مشروع"؛ فإنَّ أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم. وأضافت أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تَفْتَحُ للعمل بَابَ القَبُول فإنها مَقْبُولَةٌ أَبَدًا حتى من المنافق، كما نص على ذلك أهل العلم؛ لأنها مُتَعَلِّقَةٌ بالجناب الأجلِّ صلى الله عليه وآله وسلم. حكم الصلاه علي النبي مكرره. قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن فضل الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلم) عظيم وثوابها أعظم لا يعد ولا يحصى من الخيرات، لافتا إلى أن المواظبة عليها تريح القلب وتبث الطمأنينة في النفس وتذهب الهم والكرب. وأضاف وسام، خلال فيدو مسجل له على قناة اليوتيوب، أن بدء الإنسان يومه بالصلاة على النبي ييسر له العسير ويفتح له أبواب الخير والرزق ويضمن له التفاؤل وعدم اليأس، فليحرص كل إنسان على الصلاة على النبي صباح كل يوم ولو لعدة دقائق، مشيرا إلى أن المدة التي يقضيها العبد في الصلاة على الحبيب يكون فيها العبد خادما للحبيب النبي (صلى الله عليه وسلم)، فليواظب الجميع على ذلك.