محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي أبو عبد الله. أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة. يا ال بيت رسول الله حبكم فرض من الله. ولد في غزة بفلسطين وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين، وزار بغداد مرتين وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها وقبره معروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعي أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت، وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منّة. كان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولاً كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب ثم أقبل على الفقه والحديث وأفتى وهو ابن عشرين سنة.
وإذا كان التَّعرُّف الأول للمصريّين على آل بيت النبي قد بدأ بتشريف السيدة زينب في وقت عصيب؛ حيث جاءت إلى مصر في أعقاب فاجعة استشهاد الإمام الحسين وأبنائه وآله وأنصاره في كربلاء يوم العاشر من شهر المحرم عام 61 هجري، فإن تواتر دخول آل البيت أخذ يتزايد خاصة بعد تعاقب وصول ثلاثة رؤوس لثلاثة من الأئمة الكبار من آل البيت قطعها غدراً واستكباراً هؤلاء المتكالبين على السلطة والسلطان خشية على سلطانهم في وجود مثل هؤلاء السادة الأشراف من بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ كانوا على يقين داخلي أنه "لا شرعية لحكمهم في وجود الأئمة من آل البيت الذين هم أحق بالسلطان". والرؤوس الثلاث الشريفة حسب أسبقية وصولها إلى مصر جاءت على النحو التالي: الأول: رأس سيدى زيد بن سيدى علي بن الحسين (زين العابدين) إثر خروجه على حكم الأمويّين بعد نكبة كربلاء. والثاني: رأس سيدى إبراهيم (الجواد) بن عبد الله (المحض) ابن الحسن المثنى بن الحسن بن علي رضى الله عنهم؛ فهو شقيق الإمام إدريس الأكبر والإمام محمد النفس الزكية جدتهم السيدة فاطمة النبوية؛ خرج وشقيقه محمد النفس الزكية على أبناء العمومة العباسيّين لغدرهم للاتفاق بينهم على أن يتولى محمد النفس الزكية بن عبد الله المحض الولاية عقب سقوط حكم الأمويّين، قتلهما الخليفة أبو جعفر المنصور، ووصل رأس إبراهيم "الجواد" إلى مصر ودفن في المسجد المعروف باسمه في المطرية؛ أما الرأس الثالثة فهي رأس سيدنا ومولانا الإمام الحسين.