وستعمل وزارة الثقافة على جعل مبادرة «عام القهوة السعودية»، التي تأتي ضمن برنامج جودة الحياة أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030؛ منصة لإطلاق الأنشطة والحملات والأفكار الداعمة، وعامل تحفيز للجهات الحكومية والمؤسسات الأهلية والمقاهي المحلية والعالمية على المشاركة فيها عبر أفكار مبتكرة تضمن حضور القهوة السعودية في قوائمها ومنتجاتها، إلى جانب تنظيم مسابقات وفعاليات لأفراد المجتمع لضمان تحقيق مستوى عالٍ من المشاركة المجتمعية. ويأتي الاحتفاء بالقهوة السعودية ضمن جهود وزارة الثقافة لإبراز العناصر الثقافية السعودية، وتقديمها كمنتجٍ ثقافي مميز للمملكة وتسويقها محلياً ودولياً، انطلاقاً مما تحمله القهوة السعودية من خصوصية في المجتمع السعودي، في كل مراحل إنتاجها، زراعة وتحضيراً وتقديماً، التي قد لا تتوفر بنفس الكيفية في أي بلدٍ آخر، حيث تنتج المملكة البن الخولاني في جنوبها، كما تُحضر القهوة بلون ومذاق مختلفين في كل منطقة من مناطقها الـ13، وتقدم للضيوف بطرق وأساليب متعددة، ما يمنح القهوة السعودية خصوصيتها، وعمقها الثقافي الفريد.
منوعات إطلاق الهوية البصرية لمبادرة «عام القهوة السعودية» الجمعة - 27 جمادى الأولى 1443 هـ - 31 ديسمبر 2021 مـ استوحت وزارة الثقافة شعار الهوية من «الفنجال» بما يحمله من إشارات دلالية مرتبطة بالقهوة (الشرق الأوسط) أطلقت وزارة الثقافة السعودية، اليوم (الجمعة)، الهوية البصرية الخاصة بمبادرة «عام القهوة السعودية» والتي سترافق جميع الأنشطة والتفعيلات والتصاميم التي ستقدمها الوزارة وشركاؤها من الجهات الحكومية والخاصة على مدى عام 2022 للاحتفاء بالقهوة السعودية وبمعناها الثقافي الشامل. واستوحت الوزارة شعار الهوية من «الفنجال» بما يحمله من إشارات دلالية مرتبطة بالقهوة وبقيم الكرم والضيافة السعودية الفريدة. وكانت الوزارة قد استهلت أعمالها في مبادرة «عام القهوة السعودية» منذ أن أعلن الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة، عن إطلاق المبادرة وتسمية عام 2022 بعام القهوة السعودية، حيث خصصت الوزارة منصة إلكترونية لها، متضمنة وصفاً للمبادرة وأهدافها، وإرشادات لاستخدام الهوية البصرية، كما ستوفر المنصة في نهاية شهر يناير (كانون الثاني) المقبل مساحةً لاستقبال أفكار الأفراد وجميع الجهات الراغبة بتنفيذ مشاريع مشتركة تخدم المبادرة وتعزز أهدافها.
وتسعى المملكة حاليًا لتحقيق الاكتفاء الذاتي من حبوب البن ورفع عائدها الاقتصادي؛ بهدف المساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. تعزيز إنتاج القهوة السعودية لطالما اشتهرت المملكة العربية السعودية بقهوتها الفريدة من نوعها، بدءًا بعملية التحميص مرورًا باختيار الإضافات، إلا أن المملكة اتخذت خطوة أكثر أهمية لتعزيز مكانتها؛ إذ طلب اتحاد الغرف السعودية من جميع الجهات المعنية اعتماد اسم "القهوة السعودية" بدلًا من "القهوة العربية" في قائمة المشروبات التي تُقدمها لعملائها. وفي سياق متصل أوضح ثامر الفرشوطي؛ نائب رئيس اللجنة الوطنية لريادة الأعمال في اتحاد الغرف السعودية، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن اسم "القهوة السعودية" تم اعتماده رسميًا بدلًا من "القهوة العربية"؛ حيث يتم تسمية ووصف المنتج في قائمة المنتجات لدى كل المطاعم والمقاهي والمحامص، مؤكدًا أنه يُمنع استخدامها كاسم تجاري أو علامة تجارية. عام القهوة السعودية في الربع الأخير من العام الماضي أعلنت وزارة الثقافة السعودية تسمية عام 2022م "عام القهوة السعودية"؛ للاحتفاء بهذا العنصر الثقافي؛ عبر فعاليات وأنشطة ومبادرات تُقام على مدار العام، وتأتي هذه الخطوة ضمن برنامج "جودة الحياة" الذي يُعد ضمن برامج تحقيق رؤية المملكة 2030.
لا فرق إن كان ما تناولوه هناك قهوة أو شاي أسود بالنعناع، فأنت حينما تكون في مقهى الفيشاوي فأنت في حضرة الثقافة. فمن اسم المكان وصفته بدأ ارتباط المثقف بالقهوة، كارتباطه بنتاجه الثقافي أو حراكه السياسي والاجتماعي. من ضمن المقاهي البارزة ثقافيًّا نجد مقهى «دي فلوري» في باريس الذي كان مكانًا لنشاط الفلاسفة سارتر وسيمون دو بوفوار والرسام الشهير بيكاسو، ومقهى «بركوب» في سان جيرمان باريس الذي يجتمع فيه الكتاب كفولتير وهوجو وأوسكار وايلد والعالم ألكسندر فون، ومقهى «انتيكو جريكو» قرب ساحة بيازا دي سبانا في وسط روما الذي كان يرتاده الكاتب يوهان غوته والشعراء ستيندال وآدم ميكيفيتش، أو مقهى «الزهاوي» في بغداد الذي أخذ اسم هذا الشاعر العراقي الكبير وكان يرتاده الرصافي معه، وزاره الشاعر الهندي الشهير طاغور ذات مرة. هذه النخبة المنتقاة من بعض المقاهي حول العالم التي كان يرتادها الأدباء والمثقفين والسياسيين كأسلوب حياة يميل للبساطة ومخالطة الناس والتعمق في أوساطهم ليست إلا أحد الأسباب الوجيهة لربط المثقف بالقهوة حد التندر الذي شاع مؤخرًا عن «احتساء القهوة السوداء» بسبب الانتشار الكبير للمقاهي السريعة في كل شارع وزاوية من المدن مع غياب الفعل الثقافي الرائد الذي عرف من خلالها قديمًا، وكأنه كلما ازداد عدد المقاهي؛ كلما قل عدد المثقفين.
رائحتها المميزة ترسم ملامحها، تحظى بشعبية كبيرة بين الكبار من مختلف الهويات، وبالعودة لتاريخ المملكة نجد أن "القهوة" هي المشروب الأكثر رواجًا بها، وذلك لكونها مرتبطة بهوية وثقافة المملكة، كما أنها إشارة لمجموعة من القيم النبيلة التي تميز المواطن السعودي كالكرم وحسن الضيافة. سر تقديم القهوة باليد اليمنى هناك بعض العادات والتقاليد في دول الخليج يراعى الالتزام بها عند تقديم القهوة، ومن أبرزها صب القهوة باليد اليسرى وتقديمها باليمنى، وذلك لأنه في حالة تم تقديم القهوة باليد اليسرى فهي تعتبر بمثابة إهانة للضيف، فضلًا عن أن تقديم القهوة باليمنى يشير إلى إكرام الضيف والترحيب به، وحسن الضيافة كما أن سكب القهوة باليمين تأتي عملاً بالسمة الشريفة. وهناك عادة أخرى بالسعودية وهي أن تصب القهوة بمقدار نصف الفنجان أو ثلثه وتسمى «صبة الحشمة»، وهي دليل على الترحيب بالضيف، أما في حالة زادت الكمية فإنها تدل مباشرة على أن الضيف غير مرحب به. أيضًا من العادات المتعارف عليها بالسعودية عند تقديم القهوة، أنه يجب أن تكرر عملية صب القهوة حتى يقول الضيف «كفى» أو يهز فنجانه، يٌذكر أن القهوة يتم تحضيرها في كل منطقة من المناطق الـ13 داخل المملكة بطريقة مختلفة عن الأخرى وبأساليب متعددة، بشكل يزيد من عمقها الثقافي وتنوعها الفريد وترسيخ هويتها وارتباطها بالمملكة.
فنجالك عندنا.. كرم الضيافة السعودية وموروث أصيل وعنوان لعامها الثقافي تفوح رائحتها عند استقبال الضيف بالهيل والزعفران أو القرنفل أو حتى القرفة والزنجبيل، وبلونها الذهبي أو البني بحسب درجة تحميصها، من أجود وأغلى وأندر أنواع البن الخولاني ، نسبةً لقبيلة خولان بن عامر، أو الشدوي نسبةً لجبل شدا بالباحة، والبن الهرري الإثيوبي، والذي أصبح ينتج من جنوب المملكة. ولأن المملكة تُعد من أكبر الدول استهلاكًا للبُن سعت المملكة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من البن ، بالتركيز على زراعة البن وفق رؤية المملكة ٢٠٣٠، وهذا يرفع من العائد الاقتصادي السعودي ، ويساهم في رفع جودة الحياة لتحقيق الاكتفاء من البن، إذ تنتج جازان وعسير والباحة أكثر من ١٥٦٠ طناً من البن، وتنتج داير بن مالك أكثر من ٧٠٪ من محصول البُن في المملكة. و يزرع البن بعد هطول المطر، ويستمر نمو الشتلات ثلاث سنوات حتى تثمر، و يعالج البُن إما بطريقة التجفيف بعد القطف اليدوي لكرزات البُن، لتجفف لفترة ما بين شهر إلى شهر ونصف، أو المغسولة تمر كرزات البن بآلة تنزع الغلاف الخارجي ثم تنقع لتذويب المادة اللزجة، ثم تجفف تحت الشمس، أو بالجمع بين الطريقتين الطريقة تقطف الكرزات يدويًا ويفرز ويصفى.