يقول تعالى ذكره: إن الذين كفروا بالله ورسوله محمد ﷺ، فجحدوا نبوّته، من اليهود والنصارى والمشركين جميعهم ﴿فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا﴾ يقول: ماكثين لابثين فيها ﴿أَبَدًا﴾ لا يخرجون منها، ولا يموتون فيها ﴿أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ﴾ يقول جل ثناؤه: هؤلاء الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين، هم شرّ من برأه الله وخلقه، والعرب لا تهمز البرية، وبترك الهمز فيها قرأتها قراء الأمصار، غير شيء يُذكر عن نافع بن أبي نعيم، فإنه حكى بعضهم عنه أنه كان يهمزها، وذهب بها إلى قول الله: ﴿مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا﴾ [الحديد: ٢٢] وأنها فعيلة من ذلك. وأما الذين لم يهمزوها، فإن لتركهم الهمز في ذلك وجهين: أحدهما أن يكونوا تركوا الهمز فيها، كما تركوه من الملك، وهو مفعل من ألك أو لأك، ومِن يرى، وترى، ونرى، وهو يفعل من رأيت. والآخر: أن يكونوا وجَّهوها إلى أنها فعيلة من البري وهو التراب. مهم جداً " خطر الشرك " للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان - YouTube. حكي عن العرب سماعا: بفيك البري، يعني به: التراب. مصدر الشرح: تحميل التصميم
اللهم لا تُزغْ قلوبَنا بعد إذ هديتنا. ربنا اغفر لنا، ولوالدينا، وللمؤمنين يوم يقوم الحساب. ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين. اللهم ألِّفْ بين قلوبِنا. أقول قولي هذا، وأقم الصلاة. [1] صحيح: رواه البخاري (4497). [2] صحيح: رواه مسلم (93). [3] متفق عليه: رواه البخاري (2654)، ومسلم (87). [4] المُوبِقَاتِ: أي المهلكات. [انظر: إكمال المعلم (1/ 356)]. [5] يوم الزحف: أي الفرار عن القتال يوم ازدحام الطائفتين. [انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [6] قذف المحصنات: أي قذف المحصنات، القذف الرمي البعيد، استعير للشتم والعيب والبهتان كما استعير للرمي، والمحصنات جمع محصنة، بفتح الصاد، اسم مفعول أي: التي أحصنها الله تعالى وحفظها من الزنا، وبكسرها، اسم فاعل أي: التي حفظت فرجها من الزنا. [انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [7] الغافلات: كناية عن البريئات لأن البريء غافل عما بهت به من الزنا. [انظر: عمدة القاري (14/ 62)]. [8] متفق عليه: رواه البخاري (2766)، ومسلم (89). خطورة الشرك بالله عز وجل من ثلاثة وجوه. [9] صحيح: رواه البخاري (6675). [10] صحيح: رواه أحمد (23630)، و صححه الألباني في صحيح الجامع (1555). [11] صحيح: رواه البخاري (2985). [12] متفق عليه: رواه البخاري (6499)، ومسلم (2986)، ورواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
فاستشعر ان الله يسمعك ، يراك ، يعلم ما في قلبك ، حينها ستتقن عملك ولا بد فإن لم يكن رجاء لثوابه فخوفآ من عقابه ثالثآ: مجاهده النفس فإن النفوس اجبلت علي حب المعاصي وبغض الطاعات وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: {{حفت الجنه بالمكاره وحفت النار بالشهوات}} رواه مسلم فاياك من إطاعه نفسك وإتباع هواك. اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطاء او نسيان فمني ومن الشيطان واسأل الله ان يجعل عملنا كله صالحا وان يجعله لوجهه خالصا وان لا يجعل لاجد فيه شيئا اتمني ان اكون قد افدتكم
أن يفهم الصحابة من النصوص الشرعية أن المراد بالشرك في هذا الموضع هو الأصغر دون الأكبر، ولا شك أن فهم الصحابة معتبر، فهم أعلم الناس بدين الله عز وجل، وأدراهم بمقصود الشارع. ومن أمثلة ذلك ما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ أنه قال: (الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ) ثَلاثًا، وَمَا مِنَّا إلا ولكنَّ اللهَ يُذهِبُه بالتوكُّل. [أبو داود: 3910] فجملة (وما منَّا إلا.. ) هذه من كلام ابن مسعود كما بين ذلك جهابذة المحدِّثين. فهذا يدل على أن ابن مسعود رضي الله عنه فهم أن هذا من الشرك الأصغر؛ لأنه لا يمكن أن يقصد (وما منا إلا ويقع في الشرك الأكبر)، كما أن الشرك الأكبر لا يُذهبه الله بالتوكل بل لا بدَّ من التوبة. وتارة هذا الشرك يكون بالاعتقادات: كأن يعتقد في شيء أنه سبب لجلب النفع ودفع الضر ولم يجعله الله سببًا لذلك. أو يعتقد في شيء البركة، والله لم يجعل فيه ذلك. وتارة يكون بالأقوال: كمن قال مُطِرنا بنَوء كذا وكذا؛ دون أن يعتقد أن النجوم هي التي تستقلُّ بإنزال المطر، أو حلف بغير الله دون أن يعتقد تعظيم المحلوف به ومساواته لله، أو قال: ما شاء الله وشئتَ. ونحو ذلك. وتارة يكون بالأفعال: كمن يعلِّق التمائم أو يلبس حلقة أو خيطًا ونحوهما لرفع البلاء أو دفعه؛ لأن كل من أثبت سببًا لشيء والله لم يجعله سببًا له شرعًا ولا قدرًا، فقد أشرك بالله.
وقال جل شأنه: ﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ ﴾ [إبراهيم:30]. وفي الحديث أن النبي ﷺ قال: (من مات وهو يدعو من دونِ اللهِ ندًّا دخل النَّار) [البخاري: 4497]. (أقسام الشرك): دلَّت نصوص الكتاب والسنة على أن الشرك والتنديد تارة يكون مخرجًا من الملة، وتارة لا يكون مخرجًا من الملة، ولذا اصطلح العلماء على تقسيمه إلى قسمين: (شرك أكبر، وشرك أصغر). أولا: الشرك الأكبر: هو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته. وهذا الشرك تارة يكون ظاهرًا: كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين. وتارة يكون خفيًّا: كشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة، أو كشرك وكفر المنافقين؛ فإنهم وإن كان شركهم أكبر يخرج من الملة ويخلد صاحبه في النار؛ إلا أنه شرك خفي، لأنهم يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك فهم مشركون في الباطن دون الظاهر. كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات: كاعتقاد أن هناك مَن يخلق أو يحيي أو يميت أو يملك أو يتصرف في هذا الكون مع الله تعالى، أو اعتقاد أن هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفًا لدين الرسل، أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم، بأن يُحب مخلوقًا كما يحب الله، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله، وهو الشرك الذي قال الله فيه: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 165].
تعريف الشرك بالله يطلق الشرك بالله على التشريك بغيره في العبادة، كاللجوء إلى الأصنام، أو الأموات، أو الغائبين، أو الكواكب، أو الجنّ، أو الجمادات، وغيرها، بالاستغاثة والصلاة والصيام والذبح وغير ذلك من العبادات، إضافةً إلى طلب المدد أو العون من غير الله، ويدخل في الشرك من أنكر وجود الله واعتبر الحياة مادةً. أنواع الشرك بالله يستنتج من أدلة الكتاب والسنة أنّ الشرك إمّا أن يُخرج مرتكبه من الملّة وإمّا ألّا يُخرجه، ولذلك قُسّم الشرك إلى أكبر وأصغر، وبيان كلا النوعين فيما يأتي: الشرك الأصغر: هو كلّ وسيلةٍ تؤدي إلى الوقوع في الشرك الأكبر، أو دلّ دليلٌ على أنّه من الشرك دون أن يصل إلى حد الشرك الأكبر، ويكون بصورتين؛ فإمّا بالتعلّق ببعض الأسباب التي لم يُؤذن بها؛ كتعليق الخرز، وإمّا أن يكون بتعظيم بعض الأشياء دون إيصالها إلى مقام الربوبية؛ كالحلف بغير الله. الشرك الأكبر: وهو صرف بعض الأمور التي لا يستحقّها إلّا الله -سبحانه- لغيره، من الربيوبية والألوهية والأسماء والصفات. فاحذر يا عبد الله الشرك كله: كبيره وصغيره، نعوذ بالله منه، ونسأل الله السلامة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
عن أبي ذرٍّ رضِي اللهُ عنه، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((يقولُ اللهُ عزَّ وجلَّ:… ومن لَقِيَني بقُرابِ الأرضِ خطيئةً لا يشركُ بي شيئًا، لقِيتُهُ بمثلِها مغفرةً)). وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا أي: إنَّ مَن يقع في الإشراكِ باللهِ العظيمِ، فقد اختَلَق وِزْرًا عظيمًا وجُرمًا كبيرًا. كما قال تعالى: إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ [لقمان: 13]. وعن عبدِ الله بنِ مَسعودٍ رضِي اللهُ عنه، قال: ((سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: أيُّ الذَّنبِ أعظمُ عِندَ اللهِ؟ قال: أنْ تجعَلَ للهِ نِدًّا وهو خلَقَك، قلتُ: إنَّ ذلك لَعظيمٌ…)). مصدر الشرح: ﴿وَلَقَدۡ أُوحِیَ إِلَیۡكَ وَإِلَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِكَ لَىِٕنۡ أَشۡرَكۡتَ لَیَحۡبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ﴾ [الزمر ٦٥] وذلك لأن الشرك باللّه محبط للأعمال، مفسد للأحوال، ولهذا قال: ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ﴾ من جميع الأنبياء. ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ﴾ هذا مفرد مضاف، يعم كل عمل، ففي نبوة جميع الأنبياء، أن الشرك محبط لجميع الأعمال، كما قال تعالى في سورة الأنعام – لما عدد كثيرا من أنبيائه ورسله قال عنهم: ﴿ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ ﴿وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ دينك وآخرتك، فبالشرك تحبط الأعمال، ويستحق العقاب والنكال.