الثاني: يا أيها المزمل بالقرآن ، قاله ابن عباس. الثالث المزمل بثيابه ، قال قتادة وغيره. قال النخعي: كان متزملا بقطيفة. عائشة: بمرط طوله أربعة عشر ذراعا ، نصفه علي وأنا نائمة ، ونصفه على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي ، والله ما كان خزا ولا قزا ولا مرعزاء ولا إبريسما ولا صوفا ، كان سداه شعرا ، ولحمته وبرا ، ذكره الثعلبي. قلت: وهذا القول من عائشة يدل على أن السورة مدنية; فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يبن بها إلا في المدينة. وما ذكر من أنها مكية لا يصح. والله أعلم. مامعني المزمل - إسألنا. وقال الضحاك: تزمل بثيابه لمنامه. وقيل: بلغه من المشركين سوء قول فيه ، فاشتد عليه فتزمل في ثيابه وتدثر ، فنزلت: يا أيها المزمل و يا أيها المدثر. وقيل: كان هذا في ابتداء ما أوحي إليه ، فإنه لما سمع قول الملك ونظر إليه أخذته الرعدة فأتى أهله فقال: " زملوني دثروني " روي معناه عن ابن عباس. وقالت الحكماء: إنما خاطبه بالمزمل والمدثر في أول الأمر; لأنه لم يكن بعد ادثر شيئا من تبليغ الرسالة. قال ابن العربي: واختلف في تأويل: يا أيها المزمل فمنهم من حمله على حقيقته ، قيل له: يا من تلفف في ثيابه أو في قطيفته قم; قاله إبراهيم وقتادة.
حياك الله السائل الكريم، علم التفسير هو من أجلِّ العلوم وأشرفها؛ لأنَّه يتعلق بأعظم الكلام وهو كلام الله -عز وجل-، و سؤالك عن معنى قوله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ) ؛ "المزمل:1" فهو المُلتفُّ بثيابه، والمقصود بذلك نبيّ الله محمد -صلى الله عليه وسلم-. وتعددت تفاسير أهل التأويل في المعنى الذي وصف الله -تعالى- به نبيَّه -صلى الله عليه وسلم- في هذه الآية من التزمُّل، على ما يلي: فقال بعضهم: وصفه بأنَّه مُتَزمل في ثيابه، أي مُستعد للصلاة. وقال آخرون: وصفه بأنَّه متزمِّل النبوّة والرسالة. ما معنى المزّمل؟ | ثقافة أونلاين. ورجح بعض أهل العلم أنَّ ا لمقصود هو المعنى الأول ؛ لأنَّه قد عَقِبَه بقوله: (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا) ، "المزمل: 2" فكان ذلك بيانًا عن أنَّ وصفه بالتَّزمُّل بالثياب للصلاة، وأنَّ ذلك هو أظهر في معناه.
بتصرّف. ^ أ ب جعفر شرف الدين، الموسوعة القرآنية خصائص السور ، صفحة 2017. بتصرّف. ↑ سورة المزمل، آية:10 11 ↑ سورة المزمل، آية:20 ↑ ابن عاشور، التحرير والتنوير ، صفحة 255. بتصرّف.
ورد في سورة المزمل أيضًا قوله تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ﴿٥﴾ إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴿٦﴾} [١٠] ، فالقرآن الكريم ليس بالحِمل السهل على المؤمن، بل هو ثقيل بثقل كلام الله عز وجل، ففيه من الشرائع ما يحدد حياة المسلم وينظّمها، ويضع له الأوامر والنواهي، ويتطلّب هذا وجود الكثير من مجاهدة النفس والشيطان لأدائها. قال تعالى في سورة المزمل: {إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيل} [١١] ، والمقصود بهذه الآية أن لك في النهار أن تعمل وتسعى لتحصيل رزقك الحلال في طرقه المتعددة، ولكن أليس لعبادتك نصيبًا من وقتك في الليل ؟ فلا يجب أن يكون طلب الرزق عائقًا عن أداء العبادات والتقرّب من الله تعالى. قد يُهِمُّكَ: الفرق بين المزمل والمدثر إذا نودي الشخص بوصف هيئته أو ملابسه، فذلك أسلوب تحبب عند العرب، ومن هنا جاء النداء بالمدثر والمزمل، وعلى الرغم من تشابه المعنى فيهما إلا أن هناك اختلافٌ في الاشتقاق وسنذكر لك الفروقات الدقيقة بينهما فيما يلي: [٧] نودي الرسول بالمدثّر بسبب الحالة التي كان بها بعد نزول الوحي عليه، وبعد أن أصابه الرعب عند نزول جبريل إليه لأول مرة، ثم أصيب بالرعب منه بعد فترة الوحي مرة ثانية، فخاطبه الله وقال له أيها المدثر في ثيابك انفض عنك هذه الثياب وادع ربك ولا تخش شيئًا، وتعني المدثّر في اللغة الحمل الخفيف.
كلمة المزمل، في أصلها هي المتزمل، ومعناها: الذي يتلفف بثيابه. وتفسير الآية كما ورد عند الشيعة، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتزمل – أي تلفف- بثوبه وينام، فقال الله تعالى له: يا أبها المتلفف بثيابه، قم الليل إلا قليلاً منه، ورتل القرآن، أي: بينه تبياناً ولا تنثره نثر الرمل ولا تهزه هز الشِعر، ولكن أفزع به القاسية قلوبهم. ومن أسباب نزول سورة المزمل، قيل إنه بسبب إعلان الرسول صلى الله عليه وسلم للدعوة إلى الله جهراً، واجتماع كفار قريش عليه بسبب ذلك، وتكذيبهم له صلى الله عليه وسلم، فاشتد الأمر على الرسول صلى الله عليه وسلم، فجاءت هذه الآيات ملاطفة للرسول صلى الله عليه وسلم، ومساندة له في دعوته إلى الله عز وجل. والآيات الأولى جاءت خطاباً من الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك أمراً له بقيام الله والصلاة فيه، للاستعداد لما سيلقى من أذى المشركين، وما سيلقى عليه من ثقل القول. ثم أمره الله عز وجل بالصبر والمقاومة ومداراة المخالفين له، وذكر له بعضاً من الأقوام السابقة مع رسلهم، وإرسال موسى إلى فرعون. والسورة الكريمة في جزئها الأخير، تحث المسلمين على قراءة القرآن وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإنفاق في سبيل الله والاستغفار.