تحميل أنشودة قالوا سكت بصوت الشيخ مشاري راشد العفاسي من أناشيد " ألبوم عناقيد 2 " التحميل: mp3 النغمات استماع: عن الأنشودة: كلمات: الإمام الشافعي أداء و ألحان: مشاري راشد العفاسي توزيع: كريم شريف هندسة صوتية: م مشاري الكلمات: قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُ لهم إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّ مفتاحُ والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍ شرفُ وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْي صَامِتة والكلبُ يخسى لعمري وهو نباحُ فيديو يوتيوب:
وأجاد من قال: مهلًا سُليمَى أقلِّي اللوم أو فلُمِي مَن أقعدته صروفُ الدَّهر لم يقمِ حظِّي يقصر بي عن كلِّ مكرُمةٍ ولا تقصر بي عن نيلها هممِي سألزم الصمت ما دام الزمان كذا وأمنع الدهرَ مِن نطق اللسان فَمِي إن لامني لائمٌ في الصَّمت قلتُ له حبسُ الفتى نطقَه حرزٌ من الندمِ [2316] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 118). وقال أبو جعفر القرشي: استرِ العِيَّ [2317] الجهل. ما استطعتَ بصمت إنَّ في الصَّمت راحة للصَّمُوتِ واجعلِ الصَّمت إن عَيِيت جوابًا ربَّ قولٍ جوابُه في السُّكوتِ [2318] ((الصمت)) لابن أبي الدنيا (ص 300)، ((الظرف والظرفاء)) للوشاء (ص 7). قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم. وقال آخر: إن كان يعجبك السُّكوت فإنَّه قد كان يُعجبُ قبلك الأخيارَ ولئن ندمتُ على سكوتٍ مرةً فلقد ندمتُ على الكلام مِرارا إنَّ السُّكوت سلامةٌ ولربَّما زرع الكلام عداوة وضرارا وإذا تقرَّب خاسر مِن خاسر زادَا بذاك خسارةً وتَبارا [2319] ((حسن السمت في الصمت)) للسيوطي (ص 115). وأنشد الأبرش: ما ذلَّ ذو صمت وما مِن مُكثرٍ إلَّا يَزلُّ وما يُعاب صَمُوتُ إن كان مَنطقُ ناطقٍ مِن فضَّةٍ فالصَّمت دُرٌّ زانه الياقوتُ [2320] ((روضة العقلاء)) للدارمي (ص 44).
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن.. الآية". وإن كانت بباطل أو على باطل أو بهدف سيئ فهي مذمومة. "ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا.. بعض من يجادل هدفه الرئيس إثبات قدراته وتعويض نقص نفسي يعانيه وكأنه لا يشق له غبار في الثقافة والعلم، وما علم أن "لا أدري" هي دليل قوة وثقة في النفس وليست دليل ضعف وعجز. قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم - الإمام الشافعي - الديوان. "ومن كان يهوى أن يرى متصدرا ـ ويكره لا أدري أصيبت مقاتله". لا يترك الجدال العقيم إلا من كان قويا واثقا من نفسه لأنه ليس بين الانتصار للنفس والانتصار للحق إلا خيط رفيع لا يدركه إلا العقلاء.
كذلك من حق المسلم على أخيه المسلم: تشميته إذا عطس فحمد الله، أما إذا لم يحمد الله، فلا تشمته، إذا عطس فحمد الله، فإنه يُقال له: يرحمك الله، ويقول العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم. عباد الله: هذه بعض الحقوق للمسلم على أخيه المسلم، فعليكم بالتمسك بهدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران: 102-103]. اللهم ارزقنا التمسك والاهتداء بما يرضيك، اللهم بارك لنا بالقرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي أتم علينا نعمة الإسلام، وأكمل لنا الدين وشرعه الحكيم، أحمده سبحانه وأشكره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.
فإذا لقي بعضكم بعضاً، فليسلم عليه، وخيركم الذي يبدأ بالسلام. أمة الإسلام: سلموا على من عرفتم ومن لم تعرفوا، ولا يكن السلام للمعرفة، بل السلام على جميع المسلمين. وكذلك من حق المسلم على أخيه المسلم: عيادته إذا مرض، له في هذه الزيارة خيرٌ كثير، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم، لم يزل في خرفة الجنة، حتى يرجع، قيل: يا رسول الله! وما خرفة الجنة؟ قال: جناها ". وأيضاً ورد: " ما من مسلمٍ يعود مسلماً غدوةً إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلَّى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له خريفٌ في الجنة ". ألا -يا عباد الله- فحافظوا على هذه الحسنات، وأخلصوا لله النية في جميع الأعمال. كذلك من حق المسلم على أخيه المسلم: اتباع الجنازة. ومن المؤسف جداً، ومن المحزن كثيراً: أن الكثير لا يهتم بهذا الحق لأخيه المسلم، إلا إذا كان ذا جاهٍ أو سلطانٍ أو مال؛ فإننا نرى المقبرة تمتلئ بالكثير من الناس، تمتلئ بالكابرس والمرسديس والسيارات المتنوعة، كل ذلك إذا كان الميت صاحب جاهٍ أو سلطانٍ؛ فإننا نرى المقبرة تمتلئ بالكثير من الناس، هل هذا لله أم لطلب الدنيا -يا عباد الله-؟ أما إذا لم يكن ذا جاهٍ ولا سلطان ولا مال، فإنه لا يؤبه له، ولا تتبع جنازته، وهذا مما يتنافى مع الآداب الإسلامية، ومع الوصية النبوية لحق المسلم؛ فإن الرسول -صلى الله عليه وسلم- لم يقل: اتبعوا الكبار والأغنياء والملوك، ولا تلتفتوا إلى بقية المسلمين؟!
1 رواه البخاري (1183). 2 رواه مسلم (2162). 3 رواه البخاري (2313)، ومسلم (2066). 4 راجع: فيض القدير (3/390). 5 المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج (14/143). 6 صحيح البخاري (2/ 757). 7 رواه أحمد بلفظ: ((حق المؤمن على المؤمن ست خصال: أن يسلم عليه إذا لقيه، ويشمته إذا عطس، وإن دعاه أن يجيبه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشهده، وإذا غاب أن ينصح له)) المسند (8271)، وقال محققوه: حديث صحيح. 8 رواه البخاري (57)، ومسلم (56). 9 راجع: جامع العلوم والحكم (81- 82). 10 الأذكار (ص 608). 11 رواه مسلم (2993). 12 سنن الترمذي (2743)، 13 الأذكار، صـ (610). 14 أخرجه أبو داود (5040) والترمذي (2739)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني. 15 رواه مسلم (2568). 16 رواه البخاري (5338). 17 رواه أبو داود (3108) والترمذي (2083)، قال الشيخ الألباني: "صحيح" كما في صحيح أبي داود، رقم (2663). 18 رواه البخاري (1261) ومسلم (945). 19 شرح السنة (5/211). 20 " فيض القدير(3/390). للمناوي. الناشر: المكتبة التجارية الكبرى – مصر. الطبعة الأولى (1356هـ). 21 فيض القدير (3/ 390).