محل التسوق الذكي - YouTube
التحديثات مستمرة اشترك في القائمة البريدية ليصلك جديد العروض والتخفيضات
نقدم لكم في موقع التنوير الجديد سؤال بعنوان الم ترى الى ربك كيف مد الظل حرصا منا في موقع التنوير الجديد على تقديم جميع الإجابات بشكل حصري وفريد سنحيب على سؤال يطرحه العديد من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. حل سؤال الم ترى الى ربك كيف مد الظل الاجابة هي: قوله عز وجل (ألم تر إلى ربك) ألم تنظر إلى صنع ربك وقدرته، (كيف مد الظل) أي بسطه فعم الأرض وذلك من حيث طلوع الفجر إلى وقت طلوع الشمس في قول الجمهور، لأنه ظل ممدود لا شمس معه ولا ظلمة، وهو كما قال في ظل الجنة (وظل ممدود) إذ لا شمس معه ولا ظلمة. (ولو شاء لجعله ساكناً) أي دائماً لا يزول ولا تذهبه الشمس، (ثم جعلنا الشمس عليه) على الظل (ليلا) لأنه بالشمس يعرف الظل ولولا الشمس لما عرف الظل، فالأشياء تعرف بأضدادها (ثم قبضناه) أي أخذنا ذلك الظل الممدود (إلينا) إلى حيث أردنا (قبضاً يسيراً) سهلاً غير عسير أو قليلاً قليلاً أي فجزءاً جزءاً بالشمس التي تأتي عليه.
وقوله: {قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا} [الفرقان: 46] دليل على أن المسألة ليست ميكانيكًا، إنما هي بقيومية الله تعالى؛ لذلك فكأن الحق سبحانه يقول: يا عبادي ناموا مِلْءَ جفونكم، فربُّكم قيُّوم على مصالحكم لا ينام. وأهل المعرفة يستنبطون من ظاهرة الظل أسرارًا، فيروْنَ أن ظِلَّ الأشياء الشاهقة المتعالية يخضع لله تعالى، ويسجد على الأرض، رغم أنه متعالٍ شامخ، كما جاء في قوله سبحانه: {وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي السماوات والأرض طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُم بالغدو والآصال} [الرعد: 15]. وقال سبحانه: {كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاَتَهُ وَتَسْبِيحَهُ} [النور: 41] فللظل حركة بطيئة لا يعلمها إلا الله؛ لأنك لا تدرك مدى صِغَرها؛ لذلك قُلْنا في الهباء: إنه نهاية ما يمكن أن يكون من التفتيت المنظور. فوائد لغوية وإعرابية: قال السمين: {أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا (45)}. قوله: {كَيْفَ} منصوبةٌ ب {مَدَّ} وهي مُعَلِّقَةٌ ل {تَر} فهي في موضعِ نصبٍ وقد تقدَّم القولُ في {ألم تَرَ}. قوله: {ثُمَّ جَعَلْنَا} قال الزمخشري: فإنْ قلتَ: {ثم} في هذين الموضعين كيف موقعُها؟ قلت: موقعُها لبيانِ تَفاضُلِ الأمورِ الثلاثةِ، كأنَّ الثاني أعظمُ من الأولِ، والثالثَ أعظمُ منهما تشبيهًا؛ لتباعُدِ ما بينها في الفَضْلِ بتباعُدِ ما بينها في الوقتِ.
والحق سبحانه يلفتنا إلى هذه الظاهرة، لا لأنها مجرد ظاهرة كونية نراها وتعجب منها، إنما لأننا سنستغلها وننتفع بها في أشياء كثيرة. فقدماء المصريين أقاموا المسلات ليضبطوا بها الزمن عن طريق الظل، وصنع العرب المسلمون المزْولة لضبط الوقت مع حركة الشمس، ونرى الفلاح البسيط الآن ينظر إلى ظل شيء ويقول لك: الساعة الآن كذا؛ لأنه تعودَّ أن يقيس الوقت بالظل، مع أن مثل هذا التقدير يكون غير دقيق؛ لأن للشمس مطالعَ متعددة على مرِّ أيام العام؛ لذلك في أحد معابد الفراعنة معبد به 365 طاقة، تدخل الشمس كل يوم واحدة منها. إذن: أفادنا الظل في المسلات والمزاول، ومنها انتقل المسلمون إلى عمل الساعات، وأولها الساعة الدقاقة التي كانت تعمل بالماء، وقد أهدوْا شارلمان ملك فرنسا واحدة منها فقال: إن فيها شيطانًا، هكذا كان المسلمون الأوائل. وقوله تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَا الشمس عَلَيْهِ دَلِيلًا} [الفرقان: 45] أي: أن الضوء هو الذي يدل على الظلِّ. {ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا (46)}. الحق تبارك وتعالى يُبيِّن الحركة البطيئة للظل فيقول: {قَبْضًا يَسِيرًا} [الفرقان: 46] لا تدركه أنت أبدًا؛ لأن في كل لحظة من لحظات الزمن حركة فلا يخلو الوقت مهما قَلَّ من الحركة، لكن ليس لديك المقياس الذي تدرك به بُطْءَ هذه الحركة.