توفي اليوم الجمعة، المحامي السعودي "صلاح بن إبراهيم الحجيلان"، عن عمر يناهز الـ 81 عاماً، في مدينة الرياض. وتخرج المحامي الراحل، من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1962، وحصل على ماجستير العلاقات من جامعة كالفورنيا الدولية عام 1968، وشرع بعد ذلك في تأسيس مكتبه عام 1967م. وأسس صلاح الحجيلان شركته القانونية في الرياض عام 1967، لتصبح أكبر شركة قانونية في المملكة العربية السعودية وتعتبر الشركة القانونية المتفوقة في المنطقة. أما مكتب صلاح الحجيلان للمحاماة، فقد تأسس عام 1968م، وهو أول من أقام في المملكة روابط تعاون وشراكة مع أهم بيوت المحاماة العالمية، ويضم مكتبه في الرياض وجدة (32) أستاذاً ومحامياً من العرب والغرب، منهم أولاده الأربعة حسام، سلطان، فارس وحنين، ولديهم خبرة لعدة سنوات في المملكة وبريطانيا. ووقع المحامي الشهير الراحل، اتفاقية تحالف استراتيجي مع المكتب البريطاني فريشفيلد، الذي يعتبر من أشهر مكاتب المحاماة المرموقة دولياً، بهدف تعميق التعاون المتبادل في مجال الاستشارات القانونية ومعالجة الدعاوى المشتركة داخل وخارج السعودية سواء كانت قضائية أو تحكيمية. وفي عام 2004، وافق خادم الحرمين الشريفين الراحل، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، على حصول المحامي صلاح الحجيلان، على لقب وسام ملكي بريطاني رفيع المستوي، وهو "رتبة قائد فخري من الدرجة الممتازة في الأمبراطورية البريطانية".
وتخرج المحامي الراحل، من كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1962، وحصل على ماجستير العلاقات من جامعة كاليفورنيا الدولية عام 1968، وشرع بعد ذلك في تأسيس مكتبه عام 1967. وفي عام 2004، وافق خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز (رحمه الله)، على حصول المحامي صلاح الحجيلان، على لقب وسام ملكي بريطاني رفيع المستوى، وهو رتبة «قائد فخري من الدرجة الممتازة في الأمبراطورية البريطانية».
* * لهذا فنحن نحزن كثيرًا عندما نخسر هؤلاء، ونجزع جزعًا كبيرًا عندما يغيبون عن المشهد الذي كانوا مؤثرين فيه، وتتكدر خواطرنا كلما تيقنا أنهم لن يكونوا معنا بعد اليوم، بل وإذا بنا نصاب بالوجوم، والشعور بالصدمة؛ لأننا فقدناهم ونحن أحوج ما نكون لعطاءاتهم. * * أقول هذا عن أحد النماذج السعودية الأكثر بروزًا ونجاحًا وتميزًا في مجال تخصصه في القانون والمحاماة، وهو الصديق العزيز الأستاذ المحامي صلاح الحجيلان، الذي وافته المنية، وانتقل إلى دار الخلود أمس الأول بصورة مفاجأة، فيما كان قبل وفاته بساعات في كامل صحته وعافيته يتواصل مع محبيه والمقربين إليه. * * نعم لقد كان الفقيد أحد أبرز القانونيين على المستوى العربي، ومن أشهرهم في المحاماة، بل أستطيع القول إنه من بين المحامين العالميين؛ نسبة لإنجازاته وشهرته، وحضوره العربي والدولي في كل ما له صلة بتخصصه وعمله. * * أما على المستوى الشخصي، فأقول عن الراحل الكبير، ومن خلال معرفة لصيقة به، ولقاءات متعددة معه، واجتماعات مستمرة فيما بيننا، إن الرجل مع كل نجاحاته، لم يظهر لي يومًا أنه يدعي بما ليس له به صلة أو نجاح من أعمال وإنجازات، بل إنه يُحرج كثيراً عندما يُضطر عند الطلب منه أن يتحدث عن تجربته، ما يجعله يحول أحاديثه بعيدًا عن المباهاة، إلى شيء من الأحاديث غير الجادة التي تريح النفس، وتطيب الخاطر، وتزيل الكآبة، وتزرع في الأجواء راحة البال.
ثمّ إن الشيخ فوق ذلك استقطب في مكاتبه بالرياض وجدة والخبر عددًا من الشباب السعودي منذ نصف قرن وحتى يومنا هذا سواء بعمل دائم أو جزئي، والعجيب اللافت أن أحاديث القدماء منهم عن الشيخ صلاح وعن مكتبه لا تفترق في المضمون والدلالة عن أقوال المعاصرين، والأوائل منهم أشياخ تصل أعمار بعضهم إلى السبعين، والأواخر شباب دون الأربعين، مما يدل على منهجية واضحة التزم بها المحامي الحجيلان، وثبتها في مكتبه ونُظُم العمل فيه، ولم يجفل من افتتاح بعضهم مكاتب خاصة بهم بعد مدة من الزمن، بل سرّه ذلك وصار مكتبه منجبًا للمكاتب الأخرى. ويشهد هؤلاء وهم أحياء متوافرون وسيقرأ بعضهم هذه المقالة -وأنا معهم من الشاهدين- أن الشيخ صلاح كريم للغاية، سخي دون تردد، والجلوس معه مفيد مثمر، والعمل تحت ظله يوازي الدراسة في الجامعة، إذ يسأل ويحاور ويجيب برقي وعمق وهدوء، والمغنم الحاصل بعد ذلك للأطراف المتعاملة معه يشمل علمًا وأسلوبًا ومنطقًا ولغة، فهو ينظم الكلام كما لو كان يصفُّ حبات لؤلؤ نفيس في خيط من نور، ولو اضطر لإيراد كلمة قوية فلن تعجزه طريقة اختيارها، ولا كيفية صياغتها، ولا سبل سياقها. وقد لاحظت تعامله الأبوي مع الموظفين الشباب في تحنانه ونصحه لهم فكأنهم أبناء له، بل صرف الأموال بلا منّة في سبيل دراستهم اللغة الإنجليزية، أو مشاركتهم في برامج تدريبية.