ما إن تزر حي البطحاء الشهير وسط الرياض نهاراً، إلا وتجد بضائع الباعة المتجوّلين متناثرة في كل مكان، بالممرات وعلى الأرصفة، وبالقرب من حاويات النفايات، وسط روائح كريهة، منبعثة من المكان الذي يكتظ بالعمالة الوافدة من جميع الجنسيات خصوصاً نهاية الأسبوع. اكتشف أشهر فيديوهات اشكال بنات الرياض على حسب الاحياء | TikTok. أما إذا زرته ليلاً فستجد المشهد نفسه قائماً، مضافاً إليه مخالفات تتم بعيداً عن الأنظار، من بينها بيع إطارات السيارات "الكفرات" المستعملة التي تباع في زوايا مظلمة، وتكون غالبيتها مسروقة وتباع بأثمان زهيدة. أنشطة ممنوعة وزارت "الوطن" الحي في أوقات متفرّقة، ورصدت تحويل أحد الممرات القريبة من شارع الغرابي إلى مزاد لبيع الإطارات المستعملة، فما إن تختف الشمس ويخيّم الظلام على المكان، حتى يتوافد الباعة و"الشريطية" لتداول هذا النشاط الممنوع، حيث تباع الكفرات بمعدّل 100 ريال للنوع الجيد، الذي لم يستخدم كثيراً، وينخفض السعر إلى بضع عشرات من الريالات في الأنواع الأخرى. ولوحظ أن غالبية المتواجدين من جنسيات باكستانية ويمنية وسودانية، وخلال الجولة رفض الكثير منهم الحديث عن نشاطهم، وبعضهم غادروا المكان مرتبكين، فيما وجدنا شباباً سعوديين قالوا إنهم قاموا بتغيير إطارات سياراتهم في محلات قريبة، وحضروا للمكان لبيع إطاراتهم السابقة، لافتين إلى أنهم يجدون زبائناً يشترون منهم الإطارات دون أن يعرفوا مصدرها.
صحيفة تواصل الالكترونية
رغم هدوء يوم الجمعة في الرياض الذي تخلو معه الشوارع من الازدحام المروري وينخفض "الصخب" في كل الأحياء وفي مقرّات الموظّفين، إلا أن العكس تماما يحدث في "حي البطحاء" وسط العاصمة في مشهد أسبوعي، فحينما تزور هذا الحي ستجد نفسك بين عشرات الآلاف من العمالة غالبيتهم من مدن شرق آسيا؛ حيث لن تجد موطئ قدم في طرقات وشوارع وممرات المنطقة المركزية وسط الحي الذي يغص بالعمالة. واعتادت هذه العمالة الاستفادة من عطلتها الأسبوعية، والتجمع هناك للقاء بعضهم وتنفيذ الحوالات البنكيّة في المصارف التي تعمل في يوم الجمعة خصيصا لهم، إلى جانب شراء حاجياتهم التي قد لا تتوفر إلا في البطحاء، فيما يرتادها آخرون لممارسة مخالفات أمنيّة وسلوكيات غير مشروعة كما كشفتها الحملات الأمنية التي قامت بها الجهات الأمنيّة وأعلنتها في أوقات سابقة ضمن حملاتها المستمرّة في أحياء العاصمة. ممرات ضيقة "الوطن" دخلت في عمق الحي يوم الجمعة قبيل العصر وهو ذروة اكتظاظ الحي بالعمالة، وبعد الدوران عدة مرات حول المنطقة المركزيّة وسط تكدّس السيارات المختنقة مروريا وجدنا أخيرا موقفا للسيارة، لتبدأ الرحلة سيرا على الأقدام وحينها اصطدمنا بممرات ضيّقة تغص بالعمالة وبـ "بسطات" يباع فيها "كل شيء" من ملابس وأجهزة إلكترونية وعطورات ومواد غذائية وإكسسوارات" والعديد من المنتجات والأدوات الغريبة التي لا توجد إلا في هذه المنطقة عبر استيرادها من البلد الأم لهذه العمالة منها مأكولات و"دخان" وصحف ومجلات لا يمكن أن تجدها إلا هناك.
منتجات آسيوية وأشار العامل محمد أمين إلى أن هناك الكثير من المنتجات التي تستورد من بلدان شرق آسيا ولا توجد إلا في أسواق البطحاء وتباع بأسعار معقولة كما هو حال غالبية بضائع السوق التي تفتقد للجودة، وبالتالي تكون في متناول القدرة الشرائية للعمالة مما يدفعهم للتردد أسبوعيا للشراء. واقترح المواطن عبدالله الحربي أن تتم إعادة النظر في حي البطحاء للحد من هذه التجمّعات البشريّة الكبيرة التي يتخللها مخالفات أمنية وسلوكيّة عديدة، كما اقترح تنظيم شوارع الحي خاصة المنطقة المركزيّة للحد من الاختناقات المرورية الكبيرة التي تضايق سكان وزوار الحي، لافتا إلى أن من يدخل الحي يجد صعوبة بالغة في الخروج منه لضيق شوارعه واكتظاظها بشريا ومروريا.
كان «عبده» يسلم زبائنه وعملاءه ثيابهم وثياب أبنائهم مسفوطة بأكياس القرطاس وهو ما يثير ضحك أبناء هذا الزمان الذين لم يستوعبوا استلام ملابسهم من دون غسيل أو كوي، وحينها عليك أن تغض الطرف إن هم شبهوا ملابسك بوجبة «المطبق» أو «ربع الكبسة»، فلا مجال لمقارنة خدمات ما بعد البيع بين جيل الألفية وجيل الثمانينات والتسعينات الهجرية.
انت في "الرأي" يا بطحاء الرياض.. ماذا وراءك؟ يا بطحاء الرياض.. ماذا وراءك؟ السيد خضر بطحاء الرياض.. ذلك الحي الذي لا تهدأ الحركة التجارية فيه ليلاً أو نهاراً.. حيُّ حينما تدخله تشعر أنَّك خرجْتَ من المملكة إلى مجموعة دول امتزج بعضها ببعض، وعدَّةِ شعوبٍ تلاحمت أجسادها بسبب الزحام.. واختلفت ألوانها وأشكالها وألسنتها.. لا يربطهم إلا رابط واحد.. هو قطعة الأرض التي يسيرون عليها.. وهي أرض ذلك الحيّ!! نشرت الصحف، وروى شهود عيان عن ضربات أمنية ناجحة وموفَّقة.. شقَّتْ ذلك الستار الكثيف الذي كان يلفُّ جنبات هذا الحي ويخفي وراءه.. ما يخفي.. اشكال بطحاء الرياض المالية. تلك الضربات التي كشفت عن مراقص وبارات قمار، وبضائع مغشوشة، و مخدرات وتمرير مكالمات دولية.. كلُّ ذلك متوقّع في مثل هذا التجمع غير المتجانس من البشر الذين غيَّبوا ضمائرهم من أجل الحصول على المال بأية وسيلة كانت.. فالغاية عند هؤلاء تبرر الوسيلة.. ساعدهم في ذلك بطالة (فراغ) وشعور بالضياع في الغربة وشباب وقلة وعي منهم، وممن يشجعونهم بالتعامل معهم أو بالتستر عليهم... ولكن ما شدَّ الانتباه وسط هذا الجو من الفساد اكتشاف كنيسة ودعوة تبشيرية وأين؟! في عاصمة معقل الإسلام- الرياض!!