إن عمرو بن لحي لم يحدث التغيير وهو يقول لقومه سأنقلكم من الحنيفية إلى عبادة الأصنام.. ولم يقل لهم إني سأضلكم واحرفكم عن ملة إبراهيم وإسماعيل.. لم يكن ذلك.. ولكنه اعتمد على أهداف جميلة ليخفي قبح ما شرعه للناس ، وما كان ليفلح لولا استجابة الرعاع والجهلة من الناس. يقول ابن كثير رحمه الله: ما كانوا ابتدعوه من الشرائع الباطلة الفاسدة التي ظنها كبيرهم عمرو بن لحي - قبحه الله - مصلحة ورحمة بالدواب والبهائم –يعني ما شرعه في البهائم من الحام والسائبة والوصيلة والبحيرة- وهو كاذب مفتر في ذلك ، ومع هذا الجهل والضلال اتبعه هؤلاء الجهلة الطغام فيه ، بل قد تابعوه فيما هو أطم من ذلك وأعظم بكثير وهو عبادة الأوثان مع الله عز وجل، وبدلوا ما كان الله بعث به ابراهيم خليله من الدين القويم والصراط المستقيم من توحيد عبادة الله وحده لا شريك له ، وتحريم الشرك ، وغيروا شعائر الحج ، ومعالم الدين بغير علم ولا برهان ولا دليل صحيح ولا ضعيف. هكذا هو التغيير للشر ، والتحول للفساد لا يتم إلا على أيدي أكابر المجرمين ، وسادة الضلال يتبعهم فيه الجهلاء والغوغاء. وفي مقابل ذلك التغيير للخير والصلاح لا يتم بعد توفيق الله إلا على أيدي أمراء صالحين وعلماء ربانيين ودعاة مخلصين.
ويقال قمعة بنت مضاض الجرهمي، وكان الحارث هو الذى يلى أمر الكعبة. قال الشهرستانى فى (الملل والنحل): وأول من وضع الأصنام فى البيت، عمرو بن لُحى بن غالوثة بن عمرو بن عامر لما سار قومه إلى مكة، واستولى على أمر البيت. قال القاضى عياض فى (قبائل العرب" المعروف فى نسب خزاعة أنه عمرو بن لُحى بن قمعة بن إلياس بن مضر، وانما عامر عم أبيه أخو قمعة، قال ابن دريد فى الاشتقاق: من بنى عمرو بن لُحى تفرقت خزاعة. قال الجاحظ فى (الحيوان): كان لعمرو بن لُحَى بن قمعة رئى من الجن. وذكر المسعودى فى (مروج الذهب): أنه لما أكثر عمر بن لُحى من نصب الأصنام حول الكعبة، غلب على العرب عبادتها، وانمحت الحنيفية منهم إلا لمعاً. تروى كتب التاريخ العربى أن خزاعة غلبت على جرهم وأخذت منهم ولاية البيت، لكن روايات تقول إن خزاعة من ذرية عمرو بن عامر، وأخرى من ذرية عمر بن ربيعة بن حارثة الذى خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرب. وقيل إن خزاعة من بنى إسماعيل كما أهل السيرة (البداية والنهاية) يقول ابن كثير فى تاريخه: استمرت خزاعة على ولاية البيت نحواً من ثلاثمائة سنة وقيل خمسائة.
كان عمرو بن لحي من خزاعة وهو كان سيد مكة وهذا ما ترتب عليه أنه كان من سادات العرب وهو يعتبر أول من غير دين إبراهيم الحنيفية وهو الذي كان يقوم على توحيد الله. وهو الذي كان إذا أدخل الأصنام لتعبد من دون الله وهذا في الجزيرة العربية، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو بن لحي يجر قصبه في النار وهذا ما يعني أمعاء وهي من الأشياء الهامة، لذا فإنه من الشخصيات التي لها العديد من الحكم والكلمات المشهورة وهو كان من الشخصيات الهامة قديماً في العصر الجاهلي وسوف نقدم لكم اليوم العديد من الأقوال الشهيرة الخاصة به.
أما أطفال المسلمين فهم من أهل الجنة بإجماع أهل السنة والجماعة. والله أعلم وأحكم [1]. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 5/178). فتاوى ذات صلة