باب صلاة الطالب 1249 حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو حدثنا عبد الوارث حدثنا محمد بن إسحق عن محمد بن جعفر عن ابن عبد الله بن أنيس عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي وكان نحو عرنة وعرفات فقال اذهب فاقتله قال فرأيته وحضرت صلاة العصر فقلت إني أخاف أن يكون بيني وبينه ما إن أؤخر الصلاة فانطلقت أمشي وأنا أصلي أومئ إيماء نحوه فلما دنوت منه قال لي من أنت قلت رجل من العرب بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك قال إني لفي ذاك فمشيت معه ساعة حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد
((أبو ذُؤيب الهُذَلي: الشاعر المشهور، اسمه خُوَيلد بن خالد بن محرّث، بمهملة، وراء ثقيلة مكسورة ومثلثة، ابن رُبَيْد، براء مهملة وموحدة مصغرًا، ابن مخزوم بن صاهلة. ويقال اسمه خالد بن خويلد وباقي النسب سواء، يجتمع مع ابن مسعود في مخزوم، وبقيةُ نسبه في ترجمة ابن مسعود [[عبد الله بن مسعود بن غافل ــ بمعجمة وفاء ــ ابن حبيب بن شمْخ بن فار بن مخزوم ابن صاهِلَة بن كاهل بن الحارث بن تيم بن سعد بن هُذيل الهذلي]] <<من ترجمة عبد الله بن مسعود "الإصابة في تمييز الصحابة". >>. )) الإصابة في تمييز الصحابة. ((أَخرجه أَبو عمر مطولًا)) ((أخرجه هاهنا أبو موسى، وسيذكر في الكنى إن شاء الله تعالى. )) أسد الغابة. ((قال ابْنُ البَرْقِيِّ: حدّث معروف بن خَرَّبوذ، أخبرني أبو الطفيل أنّ عمرو بن الحَمِق صاحب رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم زعم أن في بعض الكتب أنَّ شرَّ الأرضين أم صَبَّار حَرَّة بني سليم، وأن ألأم القبائل محارب خصفة، وأن أشعر الناس أبو ذؤيب؛ وقال: حدث أبو الحارث عبد الله بن عبد الرحمن بن سفيان الهذلي، عن أبيه ــ أن أبا ذؤيب جاء إلى عمر في خلافته، فقال: يا أمير المؤمنين، أيُّ العمل أفضل؟ قال: الإيمان بالله.
التاريخ الإسلامي به الكثير من الحكايات، منها ما هو معروف مشهور ومنها ما لم يحظ بالشهرة، ومن ذلك مقتل خالد بن سفيان الهذلى، فما الذى يقوله التراث الإسلامي في ذلك؟ يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "مقتل خالد بن سفيان الهذلى" قال الإمام أحمد: حدثنا يعقوب، حدثنا أبى، عن ابن إسحاق، حدثنى محمد بن جعفر بن الزبير، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه قال: دعانى رسول الله ﷺ فقال: "إنه قد بلغنى أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلى يجمع لى الناس ليغزونى، وهو بعرنة فائته فاقتله". قال: قلت: يا رسول الله انعته لى حتى أعرفه. قال: "إذا رأيته وجدت له قشعريرة". قال: فخرجت متوشحا سيفى حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا، وحين كان وقت العصر، فلما رأيته وجدت ما وصف لى رسول الله ﷺ من القشعريرة، فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بينى وبينه مجاولة تشغلنى عن الصلاة، فصليت وأنا أمشى نحوه أومئ برأسى للركوع والسجود. فلما انتهيت إليه قال: من الرجل؟ قلت: رجل من العرب سمع بك وبجمعك لهذا الرجل، فجاءك لذلك. قال: أجل أنا فى ذلك. قال: فمشيت معه شيئا، حتى إذا أمكننى حملت عليه السيف حتى قتلته، ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه، فلما قدمت على رسول الله ﷺ فرآنى قال: "أفلح الوجه" قال: قلت: قتلته يا رسول الله.
فلما أصبحت طلبت شيئًا أَزْجُرُ به، فعنَّ شَيْهَم ـــ يعني القنفذ، وقد قبض على صِلّ ـــ يعني الحيّة ـــ فهي تلتوي عليه والشَّيْهَم يقضمها حتى أكلها، فزجرت ذلك، فقلت: الشيهم شيء مهم، والتواء الصلّ التواء النّاس عن الحقّ على القائم بَعْدَ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ثم [[أَوَّلْتُ]] أكْلَ الشّيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر، فحثثتُ ناقتي، حتى إذا كنتُ بالغاية فزجرت الطّائر، فأخبرني بوفاته، ونعب غرابٌ سانح فنطق بمثْلِ ذلك فتعوَّذْتُ بالله مِنْ شَرِّ مَا عنَّ لي في طريقي وقدمْتُ المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحاج إذا أَهَلّوا بالإحرام. فقلع: مَهْ. قالوا: قُبِض رسولَ الله صَلَّى الله عليه وسلم، فجئت إلى المسجد فوجدتُه خاليًا، فأتيْتُ بيْت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فأصبت بابه مُرْتَجًا؛ وقيل: هو مُسَجّى، وقد خلا به أهله. فقلت: أين النّاس فقيل: في سقيفة بني ساعدة؛ صاروا إلى الأنصار. فجئت إلى السّقيفة فأصبْتُ أبا بكر، وعمر، وأبا عبيدة بن الجراح، وسالمًا، وجماعة من قريش، ورأيت الأنصار فيهم: سعد بن عبادة بن دليم، وفيهم شعراءِ؛ وهم حسّان بن ثابت، وكعب بن مالك، ومَلأَ منهم، فآويت إلى قريش، وتكلمت الأنصار فأطالوا الخطاب، وأكثروا الصّواب، وتكلم أبو بكر فللّه درُّه مِنْ رجلٍ لا يطيل الكلام، ويعلم مواضع فَصْلِ الخصام، واللَّهِ لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه.