لكن تمكنّ العثمانيّون من استمالة قائده محمد بك أبو الذهب الذي انسحب بحاميته دون أسباب، وانقلب على سيده وولي نعمته. ومع بداية تطبيق حلم الاستقلال وتطبيقه على أرض الواقع ، ترأّس حملة كبرى إلى بلاد الشام لمساعدة الشيخ "ظاهر العمر" في حربه مع والي دمشق العثماني. وتتغيّر الأحداث وتنقلب الموازيين ، عندما ظهر أبو الدهب، ليدمّر الخطة من الأساس، ولولا غدر أبو الدهب وخيانته لكانت حركة على بك الكبير أكثر خطورة على الدولة العثمانية. كتب تاريخ تأسيس الدولة العثمانية - مكتبة نور. وانتهت المغامرة بعد أن قام محمد أبو الدهب بالاتصال بالخلافة العثمانية ليعقد معها اتفاقا على قتل علي بك الكبير، وأن يصبح هو واليا على مصر، مقابل أن تعود مصر الى سلطة الدولة العثمانية خيانة وانتصار استطاع أبو الدهب في الشام من السيطرة على غزة والرملة، وحاصر يافا لمدة شهرين قبل أن يتمكّن من دخولها ، ثم صيدا ، وبعد ذلك اتجه إلى دمشق لمحاربة واليها عثمان بك العظم حليف السلطان العثماني. ودخل دمشق بعد معركة خاطفة عام 1771م ، وكان جيش محمد ابو الدهب بالقوة التي يسحق بها جيش عثمان بك والعثمانيين الذين معه. ولكن وفي موقف مغاير للواقع ينحسب أبو الدهب ويعود للقاهرة ، بحجّة سوء معاملة ظاهر العمر حليف علي بك الكبير له، ومن المؤكد أن السبب الحقيق كان اغراء الباب العالي في الآستانة لأبو الدهب بولايته لمصر إذا استطاع إزاحة علي بك الكبير من المشهد في مصر.
والعامل الأهم الذي سهّل الدخول السلمي للأكراد، هو نظرتهم إلى الدولة العثمانية باعتبارها دولة مسلمة وراعية للمسلمين، ولم تكن النزعات القومية لها وجود في ذلك الوقت، إضافة إلى أن كلا من العثمانيين والأكراد ينتمون إلى السنة. تأسيسا على ذلك، لا مجال للقول بأن العثمانيين قد أخضعوا قبائل الكرد عنوة، بل تم ذلك بمحض إرادتهم بعد معركة جالديران التي بددت مخاوف العشائر من المد الصفوي إلى حد بعيد، وعن طريق المحاولات السلمية للإقناع التي قام بها العالم الكردي إدريس البدليسي، ليصبح الأكراد وإلى اليوم، جزءًا لا يتجز من جسد الأمة التركية. -
قبل المعركة [ عدل] كانت العلاقة بين الدولتين العثمانية والمملوكية في بداية الأمر علاقة مودة وتحالف ويظهر ذلك في اشتراك الأسطولين العثماني والمملوكي في حرب البرتغاليين ، وبدأت الخلافات تطفو على السطح مع بدء المواجهة بين السلطان سليم والشاه إسماعيل الصفوي سلطان فارس ، حيث سعى كل منهما للتحالف مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر. وأرسل كل منهم السفارة تلو السفارة للسلطان قانصوه الغوري طالبين منه التحالف، فأما الشاه إسماعيل فقد حذر قانصوه من خطورة سليم الأول على ملكه وبين له أن عدم تحالفهم سيمكن السلطان سليم من الاستفراد بالواحد تلو الآخر والقضاء عليه خصوصاً مع توقيعه للهدنة مع الأوروبيين، بينما حث السلطان سليم السلطان قانصوه على التحالف ضد أعداء الدين من المرتدين الشيعة محذراً إياه من طموح الصفويين نحو حلب والشام، ولما لم يلق استجابة من قانصوه لجأ إلى تحذيره من مستقبل الصفويين كتهديد مبطن له. وعند مسيرة السلطان سليم نحو بلاد فارس راسل علاء الدولة أمير سلالة ذا القدر التركمانية طالباً منه مساعدته في حرب الصفويين فاعتذر منه علاء الدولة متعللاً بكبر سنه ووقوعه تحت حماية المماليك لكن بعد انصراف الجيش العثماني هاجمت قوات علاء الدولة مؤخرة الجيش العثماني (اختلف المؤرخون حول وقع ذلك بأمر من قانصوه أم لا) على أن قانصوه ارسل رسالة شكر لعلاء الدولة يطالبه فيها بالاستمرار في مناوشة السلطان سليم.
سياسة الإثنين 2020/3/2 10:28 ص بتوقيت أبوظبي لم تكن الدولة العثمانية أيضا هي الحافظة للإسلام، ذلك أن الأمة الإسلامية سابقة على آل عثمان، وهي لاحقة عليهم شاعَ بين الناس أن "سقوط الدولة العثمانية كان نتيجة مؤامرة على الإسلام". وكانت صياغة هذه النظرية كالتالي: الدولة العثمانية هي الخلافة الإسلامية، الدولة العثمانية هي التي أبقت على الإسلام.. ولولاها لما كان هناك مسلمون ولانقضّ الأعداء على هذا الدين، الدولة العثمانية واجهت المؤامرات لأنها تحمل راية الإسلام، لم يكن المقصود إسقاط نظام الحكم العثماني أو إمبراطورية آل عثمان.. بل كان المقصود القضاء على الإسلام. في تقديري، فإن معظم هذه الأطروحات غير دقيقة. إن وصف السلطة لنفسها بأنها خلافة، ووصف السلاطين لأنفسهم بأنهم خلفاء لا يغيّر من حقيقة أنها مملكة وراثيّة نشأت لتكون مُلكا لآل عثمان جيلا وراء الآخر. لم تكن الدولة العثمانية أيضا هي الحافظة للإسلام، ذلك أن الأمة الإسلامية سابقة على آل عثمان، وهي لاحقة عليهم. بل إن العصر الذهبي للمسلمين قد انقضى مع نشأة المملكة العثمانية التي أخذت الأمة إلى عصر من التدهور العام، حيث الظلم والجهل.. وحيث الحكام المستبدون والولاة الفاشلون، ولقد انتهى ذلك العصر إلى انهيار الأمة وانسحاقها أمام الاستعمار الأوروبي، حين جرى توزيعها مثل قطع الحلوى، كلّ قطعة في اتجاه.
آخر تحديث: يوليو 11, 2019 أين وصلت حدود الدولة العثمانية أين وصلت حدود الدولة العثمانية ؟، ظهور الدولة العثمانية كان أحد المراحل التاريخية التي مرت على العالم الإسلامي، وقد نهضت واتسعت هذه الدولة وامتدت من أوروبا إلى آسيا وأفريقيا حيث أصبحت قوة كبرى في تلك الفترة، لهذا سوف نوضح لكم من خلال التالي أين وصلت حدود الدولة العثمانية؟ أين وصلت حدود الدولة العثمانية؟ الدولة العثمانية عندما ظهرت كان ذلك في نهاية العصور الوسطى، وقد كانت تفصل الدول الإسلامية عن المسيحية، وبعد ذلك بدأت في الاتساع حتى ضمت آسيا الصغرى إلى جنوب أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط القديمة. في القرن الخامس عشر ميلادي اتسعت حدود الدولة العثمانية وامتدت حتى ضمت بعض الدول مثل اليونان والبلقان، وبعدها ضمت العديد من الدول في قارة أفريقيا مثل: مصر وفلسطين وسوريا والعراق، وفي نهاية القرن السادس عشر استولت الدولة العثمانية شبه الجزيرة العربية بجانب جزر البحر المتوسط وبعض الدول الأفريقية. في عام 1683م توقف التوسع العثماني عندما فشلت الدولة العثمانية في السيطرة على فيينا ولم يستطيعوا السيطرة على بودابست. ازداد ضعف الدولة العثمانية عندما بدأت روسيا في توسيع رقعتها في الشمال وفي هذا الوقت بدأ ظهور الدولة الصفوية التي كانت من أكثر أعداء الدولة العثمانية في تلك الفترة.
حمت الدولة العثمانيّة الحجاج وذلك بوضع جيش بالقرب من البحر الأحمر والبحر الأبيض، بالإضافة إلى إسطول بحري لحمايتهم، ووضع قوات في اليمن وفي العراق من أجل حماية للأراضي المقدسة من أي هجوم داخلي أو خارجي، وامتدت حمايتهم ورعايتهم للديار المُقدسة لمدة 4 قرون. وتم إنشاء العديد من القلاع مثل قلعة أجياد، وقلعة "فُلفل" وقلعة "هند" على مقربة من مكة المكرمة، من أجل توفير حماية لمكة المكرمة، وتمّ إعادة إعمار بئر "السلطانة زبيدة" زوجة الخليفة العباسي "هارون الرشيد" كما وأُنشئت العديد من القنوات مثل "عين الحنين" و"عين جبل الرحمة (عرفة)"، وكان يتمّ صيانتها قبل بدء موسم الحج في كل عام، وأُصلح حائط الكعبة الشريفة عام 1612 من قبل السلطان "أحمد الأول". ويُذكر أنّ السلطان العثماني الأخير "وحد الدين" طلب من قائد الجيش في مكة "فخر الدين باشا" بجلب كافة مقتنيات النبي "صلى الله عليه وسلم" من مكة إلى إسطنبول عام (1917)، وذلك من أجل حمايتها من النهب، بعد ضعف الدولة العثمانيّة.
وقد أرسل هؤلاء الأمراء عريضة إلى السلطان سليم يطلبون فيها الدعم ضد الصفويين الذين حاصروا ديار بكر، فتم حشد 10 آلاف متطوع، حتى تم كسر هذا الحصار ورد الصفويين. في أعقاب ذلك استمر إدريس البدليسي في إقناع أمراء العشائر بالانضمام للدولة العثمانية، وفي وقت قصير تمكن من تأمين التحاق أمراء الأكراد والتركمان في شرقي الأناضول وجنوبها الشرقي بالدولة العثمانية. على إثر هذه الأنباء أرسل السلطان سليم رسالة شكر إلى البدليسي الذي فتح تلك البقاع بالإقناع، وطلب منه كذلك المعلومات اللازمة حول الأمراء الذين انضموا للدولة بمحض إرادتهم وعدد السناجق التابعة لهم. وأرسل السلطان سليم الأول إلى بقلي محمد باشا أمير أمراء ماردين بأوراق عليها الخاتم السلطاني، يدفعها لأي أمير يريد الدخول تحت الحكم العثماني بمحض إرادته لكي يكتب الطلب بنفسه، كما اتخذ الإجراءات اللازمة لمنع وقوع الخلافات بين الأمراء. ومن أمراء القبائل والعشائر الكردية التي دخلت بمحض إرادتها تحت حكم الدولة العثمانية: حاكم بتليس، وملك حيزان، وأمير حصن كيفا، وحاكم عمادية، وحاكم جزرة، وحاكم جميش كزك، وحاكم برتك، والتحقت تباعا عشائر: سوران، وأورميا، وآتاك، وكرزان، وبالو، وسعرت، وسنجار، وماردين وغيرها.