تبوّأ منصب رئيس الوزراء في العام 1968 إلى جانب تبوّئه منصبَي الأمين العام للحزب ورئيس الدولة. وتم في عهده توقيع اتفاق إنشاء سد الفرات مع الحكومة السوفيتية وبوشر في تنفيذه في ذلك العهد أيضاً. خلال فترة حكمه خسرت سوريا بالاشتراك مع مصر والأردن حرب الـ1967 وتم احتلال الجولان. وفي الوقت الذي رفض وزير الدفاع حافظ الأسد تحمّل مسؤولية هذه الهزيمة. نادى بعد الحرب بإقامة جبهة وطنية واسعة وبالانفتاح على بقية القوى السياسية. لكنه دخل هو والأمين العام المساعد صلاح جديد في خلاف مع وزير الدفاع آنذاك حافظ الأسد ، وقد بلغ الخلاف أوجه أثناء أحداث إيلول الأسود في الأردن وقد أرسل نور الدين الأتاسي قوات سوريّة لمساندة الفلسطينيين تجاه ما يتعرضون له في الأردن. وحصل خلاف حول إرسال هذه القوات. استقال من كافة مناصبه في شهر تشرين الأول من العام 1970 احتجاجاً على تدخل الجيش في السياسية وعلى ممارسات رفعت الأسد شقيق وزير الدفاع حافظ الأسد ، وعلى إثر هذه الاستقالة فرغت المناصب الثلاث الرئيسية في الدولة وتم توجيه الدعوة لعقد المؤتمر العاشر الاستثنائي للحزب الذي قرر فصل كل من حافظ الأسد ورئيس الأركان مصطفى طلاس من مناصبهم، وعلى الأثر قام الأخير بـانقلاب عسكري سُمِّيَ بـالحركة التصحيحية في 16 تشرين الثاني 1970 أزاحه فيه مع جديد عن منصبهما ووضعهما في سجن المزة العسكري.
وعلى الرغم من سطوة نظام الرئيس الأسد في ذلك الوقت 1992التي كانت قد بلغت أوجها فقد خرجت للرئيس نور الدين الأتاسي جنازة مهيبة في مسقط رأسه ذكّرت الرأي العام بجنازة النحاس باشا. وكانت سببا مباشرا في نُصح أجهزة المخابرات العالمية منذ ذلك الحين بمنع جنازات الرموز السياسية من قبيل جنازة الرئيس محمد مرسي على سبيل المثال أسرة الأتاسي:- ينتمي الدكتور نور الدين الأتاسي لأسرة من مدينة حمص يرجع نسبهم إلى الأشراف، وكانت عائلته جديرة بأن تتولى المُلك على أفضل وجه بل إنها العائلة السورية الوحيدة التي جاء منها ثلاثة رؤساء للجمهورية السورية، وهي كذلك العائلة العربية الوحيدة التي تميزت بهذه الميزة حيث توالى هاشم الأتاسي، ولؤي الأتاسي ونورالدين الأتاسي مع اختلاف مُددهم وخلفياتهم ومصائرهم ، و اسمه الكامل: أحمد نور الدين بن محمد على بن فؤاد الأتاسي الحسيني. على الرغم من سطوة نظام الرئيس الأسد في ذلك الوقت 1992 التي كانت قد بلغت أوجها فقد خرجت للرئيس نور الدين الأتاسي جنازة مهيبة في مسقط رأسه ذكّرت الرأي العام بجنازة النحاس باشا، وكانت سببا مباشرا في نُصح أجهزة المخابرات العالمية منذ ذلك الحين بمنع جنازات الرموز السياسية دراسته ونشاطه الطلابي ولد الدكتور نور الدين الأتاسي في 2 يناير 1929 ودرس الطب في جامعة دمشق حتى تخرج فيها في العام 1955 وبهذا فإنه بسبب كفايته السياسية و صل الى رياسة الدولة السورية بعد عشر سنوات من تخرجه كطبيب.
سؤال الزائر: من هو نور الدين الأتاسي؟ نور الدين الأتاسي: هو رئيس سوريا بين 25 فبراير 1966 و18 نوفمبر 1970. درس الطب في جامعة دمشق وتخرج منها في العام 1955. انتمى منذ شبابه إلى حزب البعث وكان على رأس تنظيم الحزب في جامعة دمشق خلال الخمسينيات، وقاد العديد من التحركات الطلابية والمظاهرات خلال فترة الانقلابات ودخل إلى السجن في العام 1952 إبان فترة حكم العقيد أديب الشيشكلي حيث أمضى فيه عاماً كاملاً نفي خلاله إلى سجن تدمر الصحراوي وتعرض لتعذيب شديد. شارك كمتطوع في الثورة الجزائرية خلال العام 1958 على رأس مجموعة من الأطباء السوريين. بعد ذلك عاد إلى مدينته حمص ليزاول مهنته كطبيب جراح في المستشفى الوطني. عين وزيراً للداخلية بعد وصول حزب البعث إلى السلطة في آذار 1963، ثم أصبح نائباً لرئيس الوزراء عام 1964، ثم عضواً في مجلس رئاسة الدولة عام 1965. أصبح الأتاسي رئيساً للدولة وانتخب أميناً عاماً لحزب البعث بعد انقلاب شباط 1966 الذي أطاح بالرئيس أمين الحافظ. كانت سلطته محدودة إذ كانت السلطة الفعلية في يد مساعد الأمين العام لحزب البعث صلاح جديد. تبوء منصب رئيس الوزراء في العام 1968 إلى جانب تبوئه منصبي الأمين العام للحزب ورئيس الدولة.
أمضى 22 عاماً في السجن في زنزانة ضيقة ومن دون محاكمة وأصيب في النهاية بمرض السرطان ولم تقدم له السلطة العلاج المناسب وأدخل إلى مشفى تشرين العسكري لمدة 4 أشهر قبل أن يطلق سراحه بعد أن تفشى المرض في جسده ولم يعد هناك من أمل في شفائه. وسافر بعد إطلاق سراحة فوراً للعلاج في باريس ولكن المرض لم يسعفه وتوفي بعد أسبوع من وصوله في 2 كانون الأول 1992. ودفن في مدينته حمص وخرجت له جنازة مهيبة. وهو متزوج من السيدة سلمى الحسيبي وله ولدان السيدة آية الأتاسي والكاتب المعارض محمد علي الأتاسي.
في ذلك الوقت عاد "الأتاسي" ليمارس الطب لفترة قصيرة، خلال الوحدة مع مصر، حيث عمل في مستشفى دمشق. ثم عاد إلى مسقط رأسه ليعمل في مستشفى حمص الوطني، إلى أن حصل انقـ. ـلاب عام 1963، هذا الإنقـ. ـلاب الذي جعله يعلن نشاطاته السياسية. وكان من أبرز الأسباب التي جعلته يكون في واجهة أعضاء القيادة القطرية برفقة "الأطباء الثلاثة". وزيراً للداخلية تسلم الأتاسي وزارة الداخلية بعد أن سيـ. ـطر حزب البعث على السلطة في سوريا عام 1963، وكان ذلك في عهد حكومة صلاح الدين البيطار، ليبقى في منصب وزير الداخلية أيضاً مع حكومة أمين الحافظ الأولى حتى منتصف عام 1964. رقيّ بعدها وأسندت إليه مهمة نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة الحافظ الثانية حتى أيلول/ سبتمبر 1965. إضافة إلى استلامه مكتب الرقابة والتفـ. ـتيش وشؤون الموظفين، وأصبح أيضاً أحد خمسة أعضاء كونوا مجلس رئاسة الدولة. رئيساً للجمهورية في عام 1966 وبعد حركة 23 شباط/ فبراير داخل حزب البعث، التي عرفت بالانقـ. ـلاب العسكري العاشر في سوريا خلال 20 عام، استلم الأتاسي على إثره رئاسة الجمهورية العربية السورية، ليصبح رئيساً للجمهورية وأميناً عاماً لحزب البعث في الوقت نفسه.