ويمكننا أن نوضح العلاقة بين علم الاقتصاد وبعض العلوم الأخرى لتعزيز فكرة استحالة استقلال أي علم استقلالاً تاماً، في كثير من الأحيان يضطر المتخصصون في دراسة علم الإقتصاد إلى الإستعانة بالفروع الأخرى للمعرفة الإنسانية لتفسير ظاهرة ما من ظواهر الحياة الإقتصادية المعقدة. سنحاول هنا التعرف على مدى إرتباط العلاقة الوثيقة بين علم الإقتصاد و العلوم الأخرى. علاقة علم الاقتصاد بعلم الاجتماع: علم الاقتصاد يدرس جزءاً من الظواهر الاجتماعية وهي الظواهر الاقتصادية، فإعداد الدراسات الاقتصادية الهادفة لزيادة النمو الاقتصادي، وتحقيق العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل والثروة من خلال السياسات الضريبية والإعانات الحكومية؛ يتطلب التعرف على التركيب السكاني والعادات والتقاليد السائدة في المجتمع, كذلك يرصد حالات الفقر والبطاله وأوضاع الريف وكذلك الديانات. Books علاقات علم الاقتصاد بعلوم الآخر - Noor Library. لقد بين شومبيوتر العلاقة القائمة بين الاقتصاد و علم الإجتماع ، فقال " ان التحليل الإقتصادي يهتم بمعرفة كيفية تصرف البشر وما هي الآثار المترتبة على تصرفهم هذا، بينما يهتم علم الإجتماع بمعرفة السبب الذي يدفع الأفراد إلى التصرف على الشكل الذي اختاروه. " فعلم الإجتماع يقدم للإقتصادي المعلومات الضرورية عن المناخ و الجوالإجتماعي.
ومع تزايد إستخدام الأساليب الرياضية في الاقتصاد ظهر الاقتصاد الرياضي(Mathematical Economics). و كذلك الاقتصاد القياسي (Econometrics) الذي يجمع كلا من الرياضة و الإحصاء. علاقة علم الاقتصاد بعلم النفس: يبحث علم النفس في الخصائص النفسية والتصرفات الشخصية للأفراد والدوافع التي تدفعهم لتصرف معين دون آخر. والباحث الاقتصادي معني بدراسة الدوافع الفردية في تحليله الأقتصادي وبمعرفة سلوك الأفراد في الإنفاق والادخار والاختيار، لذلك يستعين بعلم النفس لفهم الإنسان وتحليل سلوكه والتنبؤ بمستقبل هذا السلوك ليتمكن من رسم السياسات الاقتصادية في مجال الإنتاج وإلتبادل والاستهلاك. أهمية علم الاقتصاد وعلاقته بالعلوم الاجتماعية والأساسية الأخرى. والباحث الإقتصادي يهتم كثيراً بمعرفة سلوك الفرد في الإنفاق و الإختيار و حاجاته. لذلك فهو يستعين بعلم النفس كي يستطيع فهم الإنسان و تحليل سلوكه والتنبؤ بمستقبل هذا السلوك. إن أكبر دليل على هذه العلاقة هو تأثير الشائعة على الحياة الإقتصادية في بلد من البلدان. فلو تصورنا إنتشار شائعة مفادها ان أزمة إقتصادية و نقدية سوف تحل بالمجتمع فإننا سوف نرى أن الناس يهرعون إلى البنوك لسحب أموالهم و شراء الذهب مثلاً مما يؤثر على قوة و متانة العملة الورقية الوطنية.
مثال ذلك: تغير أسعار النفط نتيجة حرب الخليج. تجدر الإشارة أنه ونظرًا للعلاقة التداخلية بين علم الاقتصاد وعلم السياسة والترابط الشديد بينهم فقد ظهر ما يعرف ب "الاقتصاد السياسي " وهو المصطلح الذي ظل لصيقاً بعلم الاقتصاد لفترة طويلة. علاقة علم الاقتصاد بعلم الرياضيات يستخدم علم الاقتصاد الاساليب الرياضية لقياس معدل النمو، أو تتبع نمو الدخل وغير ذلك من الظواهر الاقتصادية ليتمكن من تفسيرها وعرضها بصورة رقمية توضح درجتها بشكل مفهوم. علاقة علم الاقتصاد بعلم الإحصاء يقدم علم الاقتصاد إحصائيات وبيانات إحصائية تفيد علم الاقتصاد في سبيل سعيه لتقديم دراسة اقتصادية وافية عن ظاهرة اقتصادية ما. فلا سبيل لدراسة اقتصادية ناجحة سوى باستخدام الأساليب والادوات الإحصائية من قياس وتحليل وبيانات رقمية، من هنا ظهر فرع متخصص من فروع الاقتصاد يسمى بالاقتصاد القياسي. ماهية الاقتصاد السياسي : علاقة الاقتصاد السياسي بالعلوم الاجتماعية الأخرى. وهو أحد أشكال المعرفة الاقتصادية التي تُعني بالدراسات الإحصائية وتعمل على توظيفها توظيفاً اقتصادياً لتفسير الظاهرة الاقتصادية، من هنا تتضح العلاقة الوثيقة بين علم الاقتصاد والاحصاء. علاقة علم الاقتصاد بالمنطق يستفيد علم الاقتصاد بما يقدمه المنطق من مناهج بحث مختلفة لتفسير الظواهر الاقتصادية، فيستفيد الاقتصاد بما يقدمه له المنطق من ادوات استنباط واستقراء لفهم وتفسير الظاهرة والتنبؤ بما يمكن أن تكون عليه ظاهرة اقتصادية ما.
فلا شك أن دراسة الظواهر التاريخية الظاهر اقتصادية ما قد يساعد كثيرًا على فهم طبيعة تلك الظاهرة في الوقت الحالي، بل والتنبؤ بما ستكون عليه الظاهرة في المستقبل، فالباحث في علم الاقتصاد يحتاج لدراسة تاريخ الاقتصاد وتطور الأمم في المجالات الاقتصادية، وتسليط الضوء على نقاط القوة والضعف في تلك الحقب التاريخية الماضية والاستفادة منها في فتح مجالات جديدة. فعلى سبيل المثال لن نفهم أسباب نمو التجارة في القرن السادس عشر سوى بدراسة الثورة الصناعية التي حدثت في أوربا آنذاك، بل ولن نتفهم نمو الاتجاه الاستعماري للدول الأوربية تجاه العالم سوى بالبحث تاريخياً في أسبابه مثل الحاجة لفتح أسواق جديدة لكي تستوعب ذلك النمو في الإنتاج، وكذا للبحث عن موارد جديدة، وبذلك يتلاقى علم الاقتصاد بالدراسات التاريخية. الاقتصادية علاقة علم الاقتصاد بعلم السياسة دراسة علم الاقتصاد بعلم السياسية هي علاقة وثيقة الصلة، حيث يؤثر كل منهما في الآخر، فالاقتصاد كثير ما يؤثر في عملية اتخاذ القرار السياسي، وكثير ما تكون للقرارات السياسية أثرها على الوضع الاقتصادي. مثال ذلك: تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد يؤدي لمشكلات سياسية بالدولة قد ينتهي باشتعال الثورات، من ناحية أخرى قد يؤدي التغير في عالم السياسية بالتأثير على الأحوال الاقتصادية المحلية أو العالمية.
- المطلب الثاني: علاقة الاقتصاد السياسي بعلم النفس طالما أن علم الاقتصاد يهتم بسلوك الإنسان وكيفية إشباع رغباته ، فإن علم النفس عن طريق وسائله يساعد علم الاقتصاد في التعرف على الخصائص النفسية والتصرفات الشخصية للأفراد داخل المجتمع. فالمواقف الايجابية والسلبية للإنسان حيال القرارات الاقتصادية التي تتخذها الدولة لها دور كبير على النشاط الاقتصادي. مثل تخفيض رسوم الرخصة ، أو تخفيض رسوم الهاتف والكهرباء سيكون لها تأثير نفسي كبير على كثير من الأفراد في المجتمع ، وبالتالي فإن دراسة مثل هذه التأثيرات تمد الاقتصاديين بمعلومات تفيد كثيراً في توصياتهم ونصائحهم باتخاذ القرارات الاقتصادية.
كما إن الأديان قد حذرت من بخث حقوق الغير. فإن تمكن الإنسان من شراء شيئآ ما بأقل من سعره بكثير, فهذا لا يُعد مهارة فريدة بل هو سرقة. ونجد أيضآ الشرائع الدينية كافة قد حذرت من عدة أمور بشكل واضح, وتركت بعض الأمور لتصرف الإنسان. فنجد الأديان كافة قد حذرت, ومنها مْن حرم تمامآ التجارة عن طريق الإحتكار. حيث إن الإحتكار يؤدي إلى رفع الأسعار والضغط على البشر للحصول على إحتياجاتهم الأساسية. أما فيما يخص التكافل الإجتماعي, فنجد الأديان كلها قد أقرت وحفزت الأغنياء على التصدق من أموالهم. ومع تطور الإنسانية, نجد إن الإقتصاد قد وضع شكل جديد لتوجيه الصدقة. فهناك جميعات متخصصة في رعاية الإيتام, وأخرى في رعاية المسنين. وهناك جمعيات تساعد الطلبة على دفع مصاريف الدراسة. وكل هذا يأتي في دائرة الإلتقاء بين تعاليم الدين والإقتصاد. علم الإحصاء لقد إرتبط الإقتصاد والإحصاء بسبب إن الإحصاء علمآ يُسهل القيام بمهمة المحاسبة الرياضية ومختلف العمليات الرياضية. وهى التي تساعد مثلآ في إحتساب الدخل والمصروفات والنفقات والأرباح وحتى الخسائر. وكل هذا يتم بأساليب مبسطة, وبالتالي يساعد الإحصاء في عمليات المراقبة والمتابعة الإقتصادية والحسابية في ذات الوقت.