وكشف مصدر مطلع لـ«عكاظ» عن عدد المبتعثين والمبتعثات المتوقع عودتهم إلى المملكة من أمريكا خلال فترة الإجازة السنوية وقضاء شهر رمضان المبارك حاجز 30 ألف مبتعث ومبتعثة، مشيراً إلى أن عدد الطلبات التي تمت الموافقة عليها بإصدار التذاكر وإرسالها إلى متعهد الحجوزات تجاوزت 15 ألف طلب منذ بداية شهر مايو، بمعدل 500 طلب منجز يومياً. وأشارت المصادر إلى أن عدد رحلات الخطوط السعودية المسافرة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى السعودية تبلغ 17 رحلة أسبوعياً، يكون إقلاعها من مطارات دالاس واشنطن، جون كينيدي نيويورك، ومطار لوس أنجلوس بكاليفورنيا، مفيدة بأن مطارات الهبوط في السعودية هي مطار الملك خالد بالرياض، ومطار الملك عبدالعزيز بجدة، كما أن مقدرة الطائرات الاستيعابية لا تتجاوز 300 راكب في الرحلة الواحدة وفقاً لصحيفة عكاظ.
، فيما كنت أجالسك؟ ما رأيتك تفعل كفعلك الغداة! قال: وما رأيتني فعلت؟ قال: رأيتك شَخَص بصرك إلى السماء، ثم وضعته حيث وضعته على يمينك، فتحرفت إليه وتركتني، فأخذت تنغض رأسك، كأنك تستفقه شيئاً يقال لك، قال: وفطنت لذلك؟ فقال عثمان: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني رسول الله آنفاً –جبريل- وأنت جالس. قال: رسولُ الله؟ قال: نعم قال: فما قال لك؟ قال: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، قال عثمان: فذلك حين استقر الإيمان في قلبي، وأحببت محمداً صلى الله عليه وسلم » (المسند: 4/330). تفسير آية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..} - عبد القادر بن شيبة الحمد - طريق الإسلام. قال ابن كثير بعد أن ساق هذا الحديث: "إسناد جيد متصل حسن، قد بُيِّن فيه السماع المتصل. وقد ذكر الواحدي هذه الرواية في كتابه (أسباب النزول) كسبب لنزول هذه الآية، ولم يذكر السيوطي في كتابه (لباب النقول في أسباب النزول) شيئاً بصدد هذه الآية. وروى الإمام أحمد أيضاً عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، إذ شَخَصَ بصره، فقال: أتاني جبريل، فأمرني أن أضع هذه الآية بهذا الموضع من هذه السورة: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ}" (قال ابن كثير: إسناده لا بأس به).
وقوله تعالى: ﴿ يَعِظُكُمْ ﴾؛ أي: يرشدكم ويذكركم بما يذكره لكم من الأوامر والنواهي، فإنها كافية في باب الموعظة والتذكير. والجملة حال مِن فاعل يأمر وينهى، أو مستأنفة. وقوله: ﴿ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾؛ أي: إرادة أن تتعظوا، والجملة تذييل للتعليل. وهذه أجمع آية في القرآن لفِعل الخير وترك الشر، ولو لم يكن في القرآن غير هذه الآية لصدق عليه أنه تبيان لكل شيء، وبسبب هذه الآية أسلم عثمان بن مظعون رضي الله عنه. وقوله: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ ﴾ معطوف على معنى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾؛ لأنها إنشائية معنى، والتقدير: افعلوا كذا، وانتهوا عن كذا، وأَوْفُوا بعهد الله. ويجوز أن تكون الواو استئنافية لبيان بعض الإجمال في الآية السابقة. والمراد بعهد الله البيعة؛ أي: المعاهدة. تفسير آية: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي..}. والتقييدُ بقوله: إذا عاهدتم للإشارة إلى أن الوفاء بالعهد لا يلزم إلا إذا صدر عن اختيار، فمَن أكره على عهد لا يلزمه الوفاء به. وقوله: ﴿ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا ﴾؛ أي: لا تُبطلوا ما عقدتموه مِن الحلف بالله، فتوكيد اليمين إبرامه عن قصدٍ، والتقييد بالظرف لإخراج لَغو اليمين، وعلى هذا فالمراد اليمين: المنعقدة مطلقًا.
عباد الله المؤمنين: نهى الله عن البغي, والبغي هو الظلم, هو العدوان, هو استلاب الحقوق, هو التعدي على الحرمات, هو أكل أموال الناس بالباطل, والبغي مرتعه وخيم, ولو بقي جيل على جيل, لدكّ الباغي, بقول الله تعالى:( ولا تحسبنّ الله غافلاً عمّا يعمل الظالمون إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار)(8) عباد الله المؤمنين: هذه أجمع آية في الأخلاق, وقد يميز بها القرآن عن سائر الكتب السماوية- والشريعة الإسلامية, هي شريعة الأخلاق, وما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليتمم مكارم الأخلاق, فاتقوا الله أيها المسلمون وتمسكوا بمبادئ هذه الآية الكريمة, واقرأوها في صلواتكم واجعلوها قبلتكم في أعمالكم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( السلطان ظل الله تعالى في الأرض, يأوي إليه كلّ مظلوم من عباده, فإن عدل كان له الأجر, وكان على الرعية الشكر, وإن جار أو جاف أو ظلم كان عليه الوزر, وعلى الرعية الصبر, وإن جارت الولاة قحطت السماء, وإذا منعت الزكاة هلكت المواشي وإذا ظهر الزنا ظهر الفقر والمسكنة). وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم( إن المقسطين عند الله على منابر من نور, عن يمين الرحمن, وكلتا يديه يمين, الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا).
وبِكُلِّ حال فإنَّ المُسلِمَ يلزمه العدل فيمَنْ وُلِّيَ عليهم -سواء كان ذلك في مدرسة، أو شركة، أو مؤسسة، أو وزارة، أو نحوها- فيسوسُهم السياسة الشرعية، ويحكم بينه بالعدل، فلا يُحابِي هذا ضِدَّ هذا، وإنما يعدل بين مَنْ تَوَلَّى أمرَهم، ويقوم بهم على حسب العدلِ والقيام بالواجب، فأقربُ الناسِ إليه أحسنُهم أداءً، وأحسنُهم عملاً، وأنجزُهم مهمَّة، فلا يَمِيل مع هذا ضِدَّ هذا، وإنما يلزم تقوى الله فيمَنْ وُلِّيَ عليهم، واللهُ سبحانه سائلٌ كُلَّ راعٍ وما استرعى؛ حَفِظَ ذلك أو ضَيَّعَه. هذا هو العدل العالَمِيُّ الذي جاء به نبيُّنا الكريمُ -صلى الله عليه وسلم- منذ أكثر من أربعة عشر قرناً؛ عَدْلٌ يتم فيه ضبط النفس، والتَّحكُّم في المشاعر. إنه القِمَّةُ العليا، والمُرتقَى الصَّعْبُ الذي لا يبلغه إلاَّ مًن رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًّا ورسولاً، وبِشريعتِه ومنهجِه دُستوراً وحُكْماً.