حكم إتيان الزوجة من الدبر أجمع جمهور الفقهاء من شافعية وحنبلية ومالكية وحنفية وغيرهم على تحريم إتيان الزوجة من الدبر ، وقد قال بهذا من الصحابة علي وأبي الدرداء وابن عباس وابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهم ومن التابعين سعيد بن المسيب وأبو بكر بن عبد الرحمن ومجاهد وعكرمة وطاووس والثوري. [١] كفارة إتيان الزوجة من الدبر لا يوجد كفارة منصوصة تجب على من قام بإتيان زوجته من دبرها ، حيث أجمع الفقهاء أنه لا يوجد حد على من قام بهذا الفعل، ولكنهم قالوا بوجوب تعزيره، أي يعاقب عقوبة تقديرية يقدرها الحاكم أو القاضي، وهو قول المالكية والحنفية والحنابلة، بينما ذهب الشافعية إلى أن التعزير يكون في حال تكرار هذا الفعل، فإن لم يتكرر فلا يتم التعزير ، وذهب ابن تيمية إلى أن من أتى زوجته في دبرها عن رضاها، يتم تعزيرهما من قبل الحاكم زجرًا لهما، فإن لم يرتدعا عن ذلك الفعل يفرق بينهما، وقد روي عن مالك مثل هذا.
وحُكِيَ عن نافع، وابن أبي مليكة، وزيد بن أسلم: أنه مباح، ورواه نافع عن ابن عمر، واختلفت الروايةُ فيه عن مالك، فروى عنه أهل المغربِ أنه أباحَه في كتاب السيرة. وقال أبو مصعب: سألتُه عنه فأباحه). ((الحاوي الكبير)) (9/317). الأدِلَّةُ: أوَّلًا: مِنَ الكِتابِ قال تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ [البقرة: 223] وَجهُ الدَّلالةِ: الحَرْثُ هو مَوضِعُ الولَدِ؛ فإنَّ الحَرثَ محَلُّ الغَرسِ والزَّرعِ [1496] ((الفتاوى الكبرى)) لابن تيمية (3/103). ثانيًا: مِنَ السُّنَّة عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ يهودَ كانت تقولُ: إذا أُتِيَت المرأةُ مِن دُبُرِها في قُبُلِها، ثمَّ حَمَلت، كان ولَدُها أحوَلَ. قال: فأُنزِلَت: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)) وفي روايةٍ: ((إن شاء مُجَبِّيةً [1497] مُجَبِّية: أي: مُنْكَبَّة على وَجهِها كهيئةِ السَّاجِدةِ. كفارة إتيان الزوجة من الدبر - سطور. يُنظر: ((غريب الحديث)) لابن الجوزي (1/137)، ((النهاية)) لابن الأثير (1/238). ، وإن شاء غيرَ مُجَبِّيةٍ، غيرَ أنَّ ذلك في صِمامٍ واحِدٍ)) [1498] أخرجه البخاري (4528) مختصرًا، ومسلم (1435) واللفظ له.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالوطء في الدبر محرم بالكتاب والسنة، وهو قول أئمة المسلمين من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، وما روي خلاف ذلك عن بعضهم فليس موثوقاً فيه. أما الكتاب فلقوله تعالى: فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ. قال القرطبي: ومن بمعنى في ، أي في حيث أمركم الله تعالى وهو القبل. انتهى. وقال ابن كثير: قال ابن عباس، ومجاهد، وغير واحد: يعني الفَرْج. و قوله تعالى: نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ {البقرة:223} قال السعدي: وفيه دليل على تحريم الوطء في الدبر، لأن الله لم يبح إتيان المرأة إلا في الموضع الذي منه الحرث. ما الحكم الشرعي للجماع من الدبر ؟. انتهى. وقال البيضاوي: ومجيء { أنّى} بمعنى أين وكيف ومتى مما أثبته الجم الغفير، وتلزمها على الأول "مَنْ" ظاهرة أو مقدرة، وهي شرطية حذف جوابها لدلالة الجملة السابقة عليه، واختار بعض المحققين كونها بمعنى مِن أين أي من أي جهة ليدخل فيه بيان النزول، والقول بأن الآية حينئذ تكون دليلاً على جواز الاتيان من الأدبار ناشىء من عدم التدبر في أن "مَنْ" لازمة إذ ذاك فيصير المعنى من أي مكان لا في أي مكان فيجوز أن يكون المستفاد حينئذ تعميم الجهات من القدام والخلف والفوق والتحت واليمين والشمال لا تعميم مواضع الاتيان، فلا دليل في الآية لمن جوز إتيان المرأة في دبرها.
08-07-2004, 01:41 AM #1 نقلاً عن اسلام اون لاين: نص السؤال: قرأت في نيل الأوطار عن جواز إتيان المرأة في دبرها عند كل من الشافعى ومالك فما حقيقة هذا؟ نص الإجابة: بسم الله،والحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد:- يقول حامد العطار الباحث الشرعي بالموقع:- طالما أنك طالعت نيل الأوطار فقد علمت إذن أن نسبة هذا القول إلى الشافعي إنما نسبها إليه ابن عبد الحكم ، و تابعه عليه عبد الرحمن بن عبد الله أخوه. وذلك ما رواه الحاكم في " مناقب الشافعي " من طريق ابن عبد الحكم أنه حكى عن الشافعي مناظرة جرت بينه وبين محمد بن الحسن في ذلك، وأن ابن الحسن احتج عليه بأن الحرث إنما يكون في الفرج، فقال له: فيكون ما سوى الفرج محرما، فقال: نعم. فقال أرأيت لو وطئها بين ساقها أو في أعكانها أفى ذلك حرث؟ قال: لا قال أفيحرم؟ قال لا.. قال: فكيف تحتج بما لا تقول به. وبين أيدينا نص الشافعي نفسه في كتبه بالتحريم فلعل قول الشافعي هذا كان قبل أن يستقر رأيه على التحريم.
وعَنْ خُزَيْمَةَ بن ثابت رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحِي مِنْ الْحَقِّ لا تَأْتُوا النِّسَاءَ فِي أَدْبَارِهِنَّ رواه الإمام أحمد. وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (( لا ينظر الله إلى رجل أتى امرأته في الدبر)) أخرجه ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه. والله أعلم. «« توقيع aspirine »» الإسلام دين سلام و محبة.
+ وقال العلامة ابن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه الكافي في فقه الإمام أحمد (3/ 83): "ولا يجوز وطؤها في الحيض ولا في الدبر،.. ويجوز الاستمتاع بها فيما بين الأليتين، ووطؤها في الفرج مقبلة ومدبرة، وكيف شاء لقوله تعالى: ﴿ نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ﴾". + وقال العلامة ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى في كتابه المحلى بالآثار (9/ 220): "ولا يحل الوطء في الدبر أصلا، لا في امرأة ولا في غيرها". *** الحكمة من تحريم إتيان الزوجة في الدبر *** + من الأدلة على تحريم إتيان المرأة في دبرها ما ذكره ابن القيم رحمه الله في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد (4/ 240 - 242) قال: "وأيضا: فللمرأة حق على الزوج في الوطء، ووطؤها في دبرها يفوت حقها، ولا يقضي وطرها، ولا يحصل مقصودها. + وأيضا: فإن الدبر لم يتهيأ لهذا العمل، ولم يخلق له، وإنما الذي هيئ له الفرج، فالعادلون عنه إلى الدبر خارجون عن حكمة الله وشرعه جميعا. + وأيضا: فإن ذلك مضر بالرجل، ولهذا ينهى عنه عقلاء الأطباء من الفلاسفة وغيرهم؛ لأن للفرج خاصية في اجتذاب الماء المحتقن وراحة الرجل منه، والوطء في الدبر لا يعين على اجتذاب جميع الماء، ولا يخرج كل المحتقن لمخالفته للأمر الطبيعي.
فإما أن جملة قطعن أيديهن تعني راودن يوسف عن نفسه وإما أن الملك كان يعرف القصة باعتبار أن يوسف من سكان قصور وزرائه وكان معروفا لدى الملك حيث أنه لم يتكلف استبيان يوسف بل اكتفى بالسؤال عن خطبهن واستعمل اسم يوسف بدون وصف باعتبار أنه وإياهن يعرفون يوسف. وإني أظن والعلم عند الله تعالى بأن المعنى الثاني هو الصحيح. يوسف أيها الصدّيق. فسؤال يوسف ينطوي على استحياء من أمر خاف على الساقي على أقل تقدير. ولم يقل للساقي بأن القصة حصلت معه ولكن الساقي عرف بأن هناك حكاية معروفة في القسم الداخلي من قصر الملك وبأن يوسف يشير إلى تلك القصة المعروفة بينهم ويريد من الملك أن يفتح ملفها ليستوضح بنفسه القصة ولا يكتفي بما قيل له من طرف النساء أنفسهن. ومما لا شك فيه بأن الساقي عرف بأن هذه الحكاية مرتبطة بأسباب إدخال يوسف للسجن. ونلاحظ بأن يوسف يكره أن يكشف القصة للساقي لأنه يعرف بأن الساقي سيبقى في عمله ولكنه هو الذي سوف يتبوء العلياء وعليه بأن يحافظ على أسرار بيوت النبلاء فلعله هو يصير عضوا في تلك الجماعة التي تحكم مصر وتدير شؤون الدولة فيه. واضح بأن يوسف كان على علم بأن الملك يعرف القصة ويكفيه الإشارة إلى أنه مهتم بكشف تلك القضية.
عاش في بيئة فاخرة مرفهة لكن بنفسية المغترب، التي تتطلب الكثير من الحذر والأدب والأخلاق الراقية في التعامل، لاسيما أنه بدأ يخدم في قصر عزيز مصر، أو رئيس الوزراء حينذاك، حيث الأجواء المخملية الغالبة على القصور بشكل عام. فيعيش يوسف سنوات شبابه ما بين أوامر: افعل ولا تفعل، وهات وخذ. ونفسه حزينة قلقة. حزينةٌ على ما كان من إخوته، وفراقه عن أبيه. وقلقةٌ مما ينتظره في قادم الأيام وهو بعيد عن أهله ووطنه، وهو لا يدري أن القادم أعظم وأشد على نفسه مما مضى. يوسف أيها الصديق أفتنا. تبدأ بعد ذلك محنة كيد النساء في مشاهدها المختلفة، ليعيش أوقاتاً صعبة وجدها لا تنتهي إلا بما هو أصعب. ليخرج من حياة القصور بتهمة باطلة، يعاني على إثرها آلام الظلم ويدخل حياة السجون، التي بدت له أجمل وأحب مما كان فيه. لكن المدة تطول عليه وقد تأمّل ألا تطول، ليعيش محنة السجن فعلياً، ومحنة الابتعاد عن الحياة ومعاملاتها، والناس وعلاقاتها، والتي مهما تبلغ من السوء وبشكل عام وبعيداً عن قصة يوسف، إلا أنها تبقى رغم ذلك، أفضل من حياة السجون والمعتقلات. مكث ما شاء الله له أن يمكث بالسجن، حتى بدأت مشاهد الانشراح والانفتاح والكرم الإلهي. بدأت تتضح له ملامح المنح التي بدأت تخرج تباعاً من المحن.
فلماذا كل هذا الحب والميل إليه وليس لهم بالمثل؟ هكذا حدّثتهم نفوسهم، فكان التخطيط لقتل أخيهم، من بعد أن زيّن الشيطان لهم أعمالهم، فرأوه مقنعاً صائباً! نفسية الشيخ الكبير الوقور، نبي الله يعقوب – عليه السلام – بدا عليها الاضطراب التدريجي وهو ينصت لابنه يوسف يروي ما رآه، فشعر أنها رؤية غير عادية قد يلعب الشيطان لعبته في عائلته، ما دفعه أن يطلب من يوسف كتمان ذلك عن إخوته. ربما دافعه إلى ذلك هو احتمالية ما لاحظه من ذي قبل من لدن أبنائه الكبار، وإبداء بعض الانزعاج والامتعاض تجاه ميله الأبوي الفطري، وهو شيخ كبير، نحو صغيره يوسف. وبالتالي ربما هذا ما دفعه ليطلب من يوسف كتم رؤيته، ولا يقصها عليهم. لكن هل ذلك الكتمان غيّر من الأمر شيئا؟ بالطبع لا، لم يتغير شيء. خطة الإخوة الكبار أمست جاهزة، والنيات قد عقدت عزمها على التنفيذ، والجميع بانتظار ساعة الصفر. الحسد وما يفعل كمية حسد غير مفهومة في تلك النفوس ظهرت لنا من خلال مشاهد القصة. كميةٌ تدفعهم لارتكاب جريمة قابيل تارة أخرى، وقتل أقرب الناس إليهم. يوسف ايها الصديق افتنا في سبع بقرات سمان. لتبدأ المشاهد تترى. بدءاً من مشاهد التودد للشيخ الكبير، وطلب موافقته لاصطحاب أخيهم الصغير في رحلة صيد، ثم مشهد خشية الشيخ من الذئاب، وانتهاء بمشهد الموافقة على خروج يوسف معه، بعد أن استودعه الله.
القرآن الكريم - يوسف 12: 46 Yusuf 12: 46
ب- أما الفراء فقال: إن أصله من آن أو أنى، وهما فعلان ماضيان، فلما أدخلنا عليه الألف واللام بقي على بنائه على الفتح. فتدبّر واختر ألهمك الله الصواب.