قال ابن حجر في (فتح الباري): العصاة من المؤمنين في القيامة على قسمين: أحدهما: من معصيته بينه وبين ربه، فدل حديث ابن عمر على أن هذا القسم على قسمين: قسم: تكون معصيته مستورة في الدنيا، فهذا الذي يسترها الله عليه في القيامة، وهو بالمنطوق. وقسم: تكون معصيته مجاهرة، فدل مفهومه على أنه بخلاف ذلك. اهـ. الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: فههنا أمور: أولها: أن الحنث في اليمين ليس معصية، إلا إذا حلف الشخص على فعل واجب، أو ترك حرام. فيجب عليه البر في تلك اليمين، ثم إذا حنث فعليه كفارة يمين بكل حال. حكم الحنث في اليمين. وإذا لم يكن الحلف على فعل واجب أو ترك حرام، فللشخص أن يحنث في يمينه، لكن الأولى أن يبر بها، إلا إن كان الحنث خيرا، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف على يمين، ثم رأى غيرها خيرا منها؛ فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه. متفق عليه. ثانيا: إبرار المقسم ليس واجبا بل هو مستحب، فمن حلف عليه آخر فحنثه في هذه اليمين، لم يكن آثما بذلك، ولا يجب عليه استحلال ذلك الشخص، وإنما تجب الكفارة على الحالف. قال الموفق ابن قدامة -رحمه الله- في المغني: فَإِنْ قَالَ: وَاَللَّهِ لَيَفْعَلَنَّ فُلَانٌ كَذَا، أَوْ لَا يَفْعَلُ.
يمين اللغو: اختلف العلماء على تفسير يمين اللغو وانقسموا في ذلك إلى أقسام عديدة أهمها: مذهب الحنابلة: وهو ما قال به شيخ الإسلام ابن تيمية وكذلك ابن قيم الجوزية وأيضًا وابن حزم: أنَّ ما يجري على لسان المسلم من كلام بلا قصد منه، واليمين تلك التي يحلفها هو يظن في نفسه أنه صادق، ثم قد تبين الأمر في الواقع على غير ما كان يظن، وسواء كان في الزمن الماضي أو حتى في الحال أو في المستقبل. مذهب الشافعية: اليمين هي تلك التي تجري على لسان المسلم بلا قصد منه، سواء حدث ذلك في الزمن الماضي أو في الحال أو في المستقبل. من اكره على الحنث في اليمين فليس عليه كفاره. مذهب الحنفية والمالكية: قال الحنفية والمالكية في يمين اللغو أنه ما يحلفه المسلم بناء على ظنونه، ثم يتبين له خلاف ذلك، كأن يقول: والله ما كلمت رائد وهذا يكون بناء على ظنه ثم تبين الأمر بخلاف ما قاله، وسواء كان ذلك الزمن الماضي أو في الحال عند الحنفية، لكن المستقبل فتجدر فيه الكفارة، وقال المالكية: إن كان في الحال أو حتى في المستقبل ففيه الكفارة. مذهب الشعبي ومسروق: قال إنها اليمين التي تكون على فعل المعاصي. مذهب سعيد بن جبير: قال إنها اليمين التي يحرم بها المسلم على نفسه ما أحله الله سبحانه وتعالى له.
يتحَقَّقُ الحِنْثُ في يَمينِ البِرِّ بفِعلِ ما حَلَف على تَرْكِه، وهذا باتِّفاقِ المَذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربَعةِ: الحَنفيَّةِ [550] ((مختصر اختلاف العلماء)) للطَّحاوي (3/274)، ((الفتاوى الهندية)) (2/78). ، والمالِكيَّةِ [551] ((التاج والإكليل)) للموَّاق (3/277)، ((الشرح الكبير)) للدردير (2/136). ، والشَّافِعيَّةِ [552] ((منهاج الطالبين)) للنووي (ص: 331)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/350). ، والحَنابِلةِ [553] ((الإقناع)) للحَجَّاوي (4/348)، ((كشاف القناع)) للبُهُوتي (6/257). الأدِلَّةُ: أوَّلًا: مِنَ السُّنَّةِ عن أبي موسى الأشعرىِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((أتيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في نَفَرٍ مِن الأشعريِّينَ، فوافقْتُه وهو غَضبانُ، فاستَحْمَلْناه فحَلَف ألَّا يَحمِلَنا، ثمَّ قال: واللهِ إنْ شاءَ اللهُ لا أحلِفُ على يمينٍ، فأرى غيرَها خَيرًا منها، إلَّا أتيتُ الذى هو خيرٌ وتحلَّلْتُها)) [554] أخرجه البخاري (6680) واللَّفظُ له، ومسلم (1649). الحنث في اليمين - الدراسات الإسلامية 1 - ثالث متوسط - المنهج السعودي. وَجهُ الدَّلالةِ: في قَولِه: ((وتحلَّلْتُها)) دليلٌ على أنَّ مَن فعل ما حَلَف على تَركِه حَنِثَ [555] ((إحكام الأحكام)) لابن دقيقِ العيدِ (2/255)، ((إرشاد الساري)) للقَسْطَلَّاني (9/396).
مواضيع في حقل ادعية شهر ذي الحجة وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَوْمَ الْأَضْحَى وَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ: " اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ، وَ الْمُسْلِمُونَ فِيهِ مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ وَ الطَّالِبُ وَ الرَّاغِبُ وَ الرَّاهِبُ ، وَ أَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ ، فَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ وَ كَرَمِكَ وَ هَوَانِ مَا سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ. وَ كَانَ مِنْ دُعَائِهِ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فِي يَوْمِ عَرَفَةَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ ، ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَامِ ، رَبَّ الْأَرْبَابِ ، وَ إِلَهَ كُلِّ مَأْلُوهٍ ، وَ خَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ ، وَ وَارِثَ كُلِّ شَيْءٍ ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ، وَ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ عِلْمُ شَيْءٍ ، وَ هُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ ، وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبٌ. روي عن مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه انّه قال: من قال كلّ يوم من أيام العشر هذا التهليل: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ عَدَدَ اللَّيالِي وَ الدُّهُورِ.
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرّضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنةً مضلّة، اللهم زينّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. اللهمّ إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد، الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. أدعية ذي الحجة لأبي المتوفي مكتوبة مستجابة. اللهم إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي. اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا، اللهمّ متّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوّاتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا.
اللهمّ إنّي أسألك خير المسألة، وخير الدّعاء، وخير النّجاح، وخير العمل، وخير الثواب، وخير الحياة، وخير الممات، وثبتني وثقّل موازيني، وحقّق إيماني، وارفع درجاتي، وتقبّل صلاتي، واغفر خطيئتي، وأسألك الدّرجات العلا من الجنة، اللهم إني أسألك فواتح الخير، وخواتمه، وجوامعه، وأوله، وظاهره، وباطنه، والدرجات العلا من الجنة آمين، اللهم إني أسألك خير ما آتي، وخير ما أفعل، وخير ما أعمل، وخير ما بطن، وخير ما ظهر. دعاء لصديق في العشر من ذي الحجة مكتوب - عربي نت. اللهم إني أسألك أن ترفع ذكري، وتضع وزري، وتصلح أمري، وتطهّر قلبي، وتحصّن فرجي، وتنوّر قلبي، وتغفر لي ذنبي، اللهم إنّي أسألك أن تبارك في نفسي، وفي سمعي، وفي بصري، وفي روحي، وفي خلقي، وفي خلقي، وفي أهلي، وفي محياي، وفي مماتي، وفي عملي، فتقبّل حسناتي، وأسألك الدّرجات العلا من الجنة. اللهمّ ألّف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السّلام، ونجّنا من الظّلمات إلى النّور، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرّياتنا، وتب علينا إنّك أنت التّواب الرّحيم، واجعلنا شاكرين لنعمك مثنين بها عليك، قابلين لها، وأتممها علينا برحمتك. اللهمّ ربّ جبرائيل، وميكائيل، وربّ إسرافيل، أعوذ بك من حرّ النار، ومن عذاب القبر.
ربنا يا واسع الفضل والرحمة تول أمرنا وأحسن خلاصنا كن لنا وليا ومعينا وظهيرا ونصيرا انصرنا بما تنصر به أولياءك استعملنا فيما تشغل به أحبابك دلنا بهدايتك لما يرضيك عنا وخذ بنواصينا إليه حل بيننا وبين ما يغضبك واصرفه عنا. يا رب إن قلوبنا ظمأى لفيض من رضوانك فانشر علينا من فضلك وعافيتك ورحماتك وإن افئدتنا تشتهي حبك.. فارفق بنا ارزقنا لطائف أنوار تثبيتك نعوذ بك من فجأة البلاء، وتشفي الأعداء نسألك العون على تحرير الصدق وتجريد القصد أحبنا.. وارض عنا. يا ربنا نبُث إليك نجوى حيائنا من شدة ضعفنا ونبث إليك اعتذارنا عن فرط عجزنا فاقبل معذرتنا وقوِ ضعفنا اجعلنا أول عُتقائك من النار أول ليلة من رمضان اكتبنا من الفائزين المقبولين المغفور لهم المرحومين أحبنا وارض عنا. ادعية ذو الحجة 3 اغسطس. اللهم إني أسألك الإقبال عليك والإصغاء إليك والفهم عنك والبصيرة في أمرك والنفاذ في طاعتك والمواظبة على إرادتك والمبادرة في خدمتك وحسن الأدب في معاملتك والتسليم والتفويض إليك. وصلّ اللهمّ على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم والحمد لله رب العالمين. دعاء مستجاب في العشر الأوائل من ذي الحجة بعد معرفة فضل ودعاء اليوم الخامس من ذي الحجة، سيتمّ سرد بعض الأدعية المستجابة في العشر الأوائل من ذي الحجّة: اللهم قني شرّ نفسي، واعزم لي على أرشد أمري، اللهم اغفر لي ما أسررت، وما أعلنت، وما أخطأت، وما عمدت، وما علمت، وما جهلت، اللهمّ إني أسألك إيماناً لا يرتدّ، ونعيماً لا ينفد، ومرافقة نبيّك محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في أعلى جنة الخلد.